|
مجلة أمريكية تعلق على اتفاق السلام السعودي الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 29/06/2023 ( آخر تحديث: 30/06/2023 الساعة: 10:40 )
بيت لحم معا- ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى حمل إسرائيل والمملكة العربية السعودية على تطبيع العلاقات. وتتطلب هذه الخطوة التغلب على المخاوف السعودية بشأن استمرار إسرائيل في إساءة معاملة الفلسطينيين وحملها على الموافقة على رغبة المملكة في برنامج نووي مدني متقدم. وبحسب مجلة "Foreign Policy" الأميركية، "للوهلة الأولى، يبدو دفع المملكة العربية السعودية وإسرائيل لتطبيع العلاقات أمرًا لا يحتاج إلى تفكير، فلطالما سعى قادة الولايات المتحدة إلى حمل الدول المجاورة لإسرائيل إلى الاعتراف بوجودها والتوصل إلى سلام دائم معها. لسوء الحظ، حققت الجهود لتحقيق "حل الدولتين" في إطار اتفاقيات أوسلو فشلاً ذريعًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الولايات المتحدة لم تكن وسيطًا منصفًا وعملت كـ "محامية لإسرائيل" بدلاً من ذلك. ومع ذلك، نظرًا للتاريخ الطويل للعداء العربي الإسرائيلي، فمن السهل افتراض أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب سيعزز السلام ويسهل التنمية الاقتصادية الإقليمية. إذن، لماذا لا تحاول واشنطن إقناع اثنين من أقرب شركائها الإقليميين بالتصالح مع بعضهما البعض؟" وتابعت المجلة، "في الواقع، هناك سببان رئيسيان لكون هذه الخطوة المفاجئة غير منطقية في الوقت الحالي. أولاً، إن خطر نشوب صراع خطير بين إسرائيل وأي دولة عربية ضئيل بالفعل. لقد ولت الأيام التي كان على إسرائيل أن تقلق من أن تكون محاطة بتحالف عربي كبير ومعاد. وتمتلك إسرائيل اليوم أقوى جيش في المنطقة، وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية. أما السعودية فلن تهاجم إسرائيل تحت أي ظرف من الظروف، وكذلك الأمر بالنسبة للأردن والعراق ومصر. وبما أن سوريا من الناحية الفنية لا تزال تخوض حرباً على أراضيها، فإن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المنهكة لن تحرك ساكنًا ضد إسرائيل أيضًا. خلاصة القول هو أنه حتى لو كان سعي بايدن الطويل الأمد يؤتي ثماره، فإن الفوائد الاستراتيجية للولايات المتحدة ستكون ضئيلة". وأضافت المجلة، "ثانيًا، لدى قيامهما بهذه الخطوة، ينفق بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن رأس مال سياسي ضئيل ،فكانت علاقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ببايدن فاترة. كما أن إدارة بايدن ليست راضية عن التطورات الأخيرة التي تجري في إسرائيل، إلا أنها لم تقم بأي خطوة واقتصرت على الاحتجاجات المعتادة غير الفعالة. في هذه الأثناء، ظلت إسرائيل محايدة بثبات بشأن الحرب في أوكرانيا بينما استمرت في تلقي الدعم العسكري والدبلوماسي الأميركي السخي". وتابعت الصحيفة، "أما بالنسبة إلى المملكة، فاتسمت العلاقة بين البلدين ايضاً بالفتور. وبقيت الرياض أيضًا على الهامش في ما يتعلق بأوكرانيا، وهي تواصل شراء النفط الروسي بأسعار منافسة مع تصدير المزيد من إنتاجها الخاص بسعر أعلى. وبدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقترب بشكل كبير من الصين أيضًا، وأوضح المسؤولون السعوديون أنهم يرحبون بالدول البديلة عن الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما في المجال الاقتصادي. إذن، لماذا تضيع واشنطن الوقت والجهد والنفوذ المحتمل في محاولة التوسط في صفقة بين الرياض وتل أبيب؟" بحسب الصحيفة، "إذا اعتقدت هاتان الدولتان أنه من المنطقي تطبيع علاقتهما في هذه المرحلة، فلن تعترض الولايات المتحدة ولا ينبغي عليها ذلك، لكن لماذا يجب أن تبذل أي جهد على الإطلاق في محاولة إقناعهما؟ إن إقناع المملكة العربية السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل سيُظهر أن الولايات المتحدة لا يزال بإمكانها تحقيق نتائج دبلوماسية ملموسة، حتى لو كانت الأهمية الاستراتيجية لهذه الخطوة متواضعة. فإقناع السعوديين بالتخلي عن طموحاتهم النووية كجزء من الصفقة سيكون إنجازًا حقيقيًا، لكن هذا ليس مرجحًا حدوثه. وهناك جانب سلبي كبير آخر لهذا المسعى، وقد يكون الأهم. فمن خلال الضغط على إسرائيل والمملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات، يساعد بايدن وبلينكن في الواقع على جعل العالم أكثر أمانًا لمبدأ الفصل العنصري الإسرائيلي".
|