ما الذي يمنع المقاومة بغزة الرد على اقتحام مخيم جنين؟
نشر بتاريخ: 04/07/2023 ( آخر تحديث: 05/07/2023 الساعة: 15:15 )
غزة- خاص معا- وضعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة محددات لتدخلها في المعركة في جنين ترتبط أساسا بتطورات المعركة وحجم الإجرام الإسرائيلي.
معا استطلعت آراء عدد من المحللين حول هذه القضية والذين أكدوا عدم استبعادهم لتمدد المعركة خارج جنين إلى لكثر من ساحة بما فيها غزة.
تسخين تدريجي
قال المحلل السياسي حسام الدجني إن المقاومة في غزة في انعقاد دائم لتدارس ما يجري في جنين وبدأت في حراك شعبي على منطقة حدود غزة وأرسلت رسائل سياسية عبر الوسطاء، ورسائل سياسية بنكهة عسكرية عبر سحب قوات الضبط الميداني من الحدود وهذا يعني بالنسبة لإسرائيل بأن المقاومة ربما تسخن الجبهة ولكن بشكل تدريجي.
وأشار إلى أن المقاومة بغزة تترك المجال لجنين وباقي محافظات الوطن وسط خشية من سيناريوهات تذهب باتجاه تفجر الأوضاع مع قطاع غزة وتنحرف البوصلة وتأتي وسائل الاعلام إلى قطاع غزة وتترك جنين أمام عملية استئصال للمقاومة وهذا بالتأكيد لا يخدم المشروع الوطني في ظل استنهاض المقاومة في شمال الضفة الغربية كون أن البعد الجيوسياسي للضفة ومهم أن تكون المقاومة به فعالة في ظل ما يقوم به نتيناهو من ضم وحسم للصراع في الضفة الغربية.
واضاف:"الصراع مع هذا الاحتلال ليس صراع الضربة القاضية بقدر أنه صراع ممتد يعكس الفلسطيني به إصراره وصموده وإرادته على التحدي وعلى مواجهة الاحتلال والاستيطان لذلك ليس المسألة بعملية هنا أو هناك أو بشهيد هنا أو شهيد هناك بقدر أن المسألة بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يرفع الراية البيضاء وأنه يقاتل رغم اختلاف موازين القوى بينه وبين الاحتلال".
ورأى أن حكومة الاحتلال اختارت جنين كون أن تحول الذي يحدث في جنين هو تحول استراتيجي في أداء المقاومة، مثل استخدام القذائف والعبوات بالنسبة لإسرائيل يقوض مشروعها الاستيطاني كون أن الاستيطان له دافع جيوسياسي لتعويض حالة الضعف في العمق الاسرائيلي، حيث نتكلم عن المسافة بين طولكرم والبحر أي 15 كيلو فكيف الحال لو امتلكت المقاومة في كل محافظات الوطن قذائف حتى وإن كانت محلية الصنع أو ضعيفة هذا بالتأكيد يربك حسابات اسرائيل ويشكل تهديدا وجوديا على سكانها في هذه المناطق، مضيفا:"هذه المناطق ليست كغلاف غزة مناطق مكتظة بالسكان والمصانع والصناعات ولذلك تخشي اسرائيل أن تتطور المقاومة، ولذلك ما تقوم به جنين هو بداية التفكير السليم الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني".
التمدد غير مستبعد
من جهته، قال المحلل السياسي مصطفى إبراهيم إن المقاومة تدرك أن العملية العسكرية المعلنة هي محدودة بزمن وسقف معين وليس وقتا طويلا والمقاومة الفلسطينية وخاصة بقطاع غزة عملت منذ فترة من الزمن على أن تكون المقاومة في الضفة الغربية بشكل واسع وتخفيف الحمل على القطاع وتعزيز وحدة الساحات، لذا المقاومة حتى الآن تقوم بواجبها في الضفة الغربية بجنين.
واعتبر أن المطلوب بشكل عاجل من المقاومة في الضفة الغربية والفصائل الفلسطينية العمل عبر خلاياها.
وأضاف:" المقاومة تدرك أن هذه العملية محدودة وليست عملية واسعة على غرار ما سمي بعملية "سور الواقي 2"، لذا اسرائيل تخشي من إنه إذا استمرت هذه العملية أكثر من الوقت اللازم وسقط عدد من الشهداء كبير فإنها ستمدد إلى وحدة الساحات ليست من قطاع غزة بل في الضفة الغربية وجنوب لبنان".
وأكمل :"تجربة نيسان الماضي عندما اطلقت الصواريخ من جنوب لبنان لا زالت حاضرة وهذا تحدٍ لاسرائيل واسرائيل تدرك أن هذا تحدي وهي لا تريد خوض غماره وأن تفتح عدة جبهات عليها وتدرك أنها لا تستطيع مواجهة كل الجبهات."
وأوضح أن الهدف المعلن لدي اسرائيل هو القضاء على بؤرة الارهاب كما تطلق عليها لأنها تدرك أن ضرب جنين النموذج الذي يحتذى به في الضفة الغربية ومعظم المقاومة التي خرجت ومنذ اشتعال المقاومة منذ العام الماضي هي جنين والوحدة المتجسدة بين الفصائل الوطنية والاسلامية اسرائيل تدرك أن هذا يشكل خطرا.
وتابع، لذا ارادت ضرب جنين كونها معقل للمقاومة لضرب وكي الوعي الفلسطيني باعتقادها أنها ستحقق انجازات من خلال ضرب جنين لكن هي تستهدف الشعب الفلسطيني كله ولكن اذا ضربت جنين واذا حققت اهدافها ولا اعتقد أنها ستحقق.
وأضاف "حتى الان اسرائيل لم تحقق أهدافها في جنين، فهذا يوضح لنا أن اسرائيل تدرك اهمية جنين وأهمية المقاومة في جنين لذا هي تحاول أن تخفف على الاقل لفترة زمينة من الوقت الهجمات التي تخرج أو المقاومة والعمليات الفدائية التى تخرج من جنين.
وأكد ان العملية العسكرية عندما خرج الجيش الاسرائيلي هناك حملة اسرائيلية او عملية اسرائيلية مستمرة اسمها "كاسر الأمواج" العام الماضي ولن تتوقف وجاءت هذه العملية هي استمرار لهذه العملية وألف جندي معظهم من القوات الخاصة هي استمرار للعمليات لانها تدرك أن اشتعال المقاومة في الضفة الغربية يربك الاحتلال وأصبح تحدي خطير لم تستطع حتى الان قوات الاحتلال القضاء عليه.
غزة غير بعيدة
لم يستبعد خالد صادق المحلل السياسي امتداد المواجهة إلى عدة ساحات من ضمنها قطاع غزة في حال استمرار العدوان الدموي لأن غزة هي التي رفعت شعار وحدة الساحات وبالتالي ستدخل الى هذه المعركة.
وأشار إلى أن الذي يمنع غزة من الدخول حتى الآن هو لن الاحتلال الاسرائيلي يحاول أن يحد من أداءه داخل المخيم والا يقوم باستهداف المدنيين بقصف وقتل كبير داخل المخيم وبالتالي هذا يمنع المقاومة في غزة من الرد على هذا العدوان.
وأعرب عن اعتقاده أن الايام القادمة وربما الساعات ستشهد تطورا في الاحداث اذا استمر العدوان.
وقال صادق إن الاحتلال يعتقد أن جنين هي بيت المقاومة ويتحدث عن البيت والحديقة لانه يدرك أن القضاء على المقاومة في جنين سيسهل عليه القضاء على المقاومة في باقي مدن الضفة الغربية ، مضيفا:" ان جنين التي طورت سلاحها واستراتيجيتها القتالية وتمكنها من اسقاط طائرات وتاجير عبوات فاراد الاحتلال من خلال العملية اضعاف المقاومة وادائها".
ورأي أن العمليات الفدائية ستكون رادع للاحتلال وحتى لو توقفت العملية في جنين فمن غير المستبعد وجود ردود فعل انتقامية.