نشر بتاريخ: 06/07/2023 ( آخر تحديث: 06/07/2023 الساعة: 15:59 )
قال فيلسوف: الإنسان لا يكتمل إلا إذا ربى طفلا وألف كتابا وزرع شجرة، منذ قرأت تلك العبارة وهي تسكن وجداني وهممت بقطعة أرض أحولها إلى بستان أخضر، وفي إعلانها تاجير قطع من اراضي الأوقاف في اريحا، اندفعت للتسجيل ونلت الموافقة،اصطحبت المساح ليسلمني قطعة الارض،وقفت مشدوها،انها الأرض الخراب، قاحلة لا شجرة ولا نبتة، ونسبة الأمطار متدنية جدا، طمأنتني يافطة تشير إلى قرية العوسج، وهو مشروع تعاوني يقوده المغامر موفق؛لإحياء جزء من هذه الأرض الشاسعة شمال مدينة اريحا لفحتنا حرارة الصيف اللاهبة، والمساح يهدئ روعي، لا تنس أن هذه مشتى جميل يتميز بمنتجاته المبكرة،
وانتظرت اكتمال حفر البئر الارتوازي من مغامر أخر،
جئت اليها احمل حلما قديما بزراعة النخيل من نوعية المجهول، فعلا غرست مائة وعشرين شجرة نخيل،
التقيت المشاغب الرائع "الحشاش" والذي طمأنني أن الضواري التي تتجول في السهل ضبع عجوز، وقطيع من الغزلان تجوب المكان، والذي يدعى سهل المجانين .
تجنبت الري في الشمس الساطعة، وفى ذلك المساء حتى حلت ليلة حالكة الظلام سمعت حركة الحصى، وشغلت مصباح الضوء بحثا عن الصوت، ارتجفت يدي و قع المصباح أرضا وانكسر معطلا، يقترب الصوت وقرقعة الحصى.
انتابني الخوف وقلت اخيرا وقعت بين انياب الضبع العجوز، بدأت اكلم نفسي بصوت عال، لم يرعوي الوحش واصل اقترابه،
تداعت كل الأفكار والذكريات:
ها انا اخيرا لا أرى الوحش أشعر بانفاسه ،عاري اليدين، لاحت لي مسلسل نجاتي من الموت مرات ومرات حيث بقيت مشارك في المظاهرات ضد الاحتلال أربعين عاما متواصلة تنقطع بالاعتقال والإقامة الجبرية،
،في ذلك اليوم وانا احمل الجريح أصيب بين يدي ،كانت الطلقة لي، ومرة أخرى باب المشفى انتثر مخ أحدهم من رصاصة دمدم على ملابسي، ومرة أخرى كسرت رجل السجان "بن عبو" بالخطأ، واشبعتني قوى القمع ضربا وركلا حتى اغمي علي، وعشرات المواقف، واخيرا يا للسخرية لا اموت بطلا، بل فريسة لضبع عجوز.
اعددت قبضتي وبحثت عن حجر مناسب، لم ألتقط سوى حجر صغير، وها أنا أمام قدري.
لمع ضوء سيارة تقترب من حقلي، ظهر امامي حيوان اسود كبير، تاملت ملامحة واذا به عجل صغير، توقف الذعر وانقلب إلى ضحك هستيري، ولدى اقتراب العربة تبين أنهم يبحثون عن العجل،
انقلب الحشاش على ظهره ضاحكا وانا اقص حكاية الضبع العحوز،
الحشاس وأيمن يضفون على سهل المجانبن معنى آخر، جرأة وشجاعة في كافة الاتجاهات، ينتصب ايمن تحدى للمستوطن ويسجل في الوقوف أمام حركة الاستيطان، وصد الهجمة،
وخلال جلسة معهما قررا أن نحول اسم المكان الى شيء اخر، وفوضوني ضاحكين أن انزع مسمى المجانين عن المكان ،
وتجادلنا مطولا واتفقنا على اسم جنة وتمسك البدوي بمسمى ظهرة البلقا،، وعليه توافق الجمع على جنة البلقا.
تحديا كبيرا مشاركا في بساتين خضراء تستبدل الأرض القاحلة وجدب المكان، وانطلاق المجانين في حلم كبير .جلست بجانب شجرة النخيل.
جاءا الي والذهول يغشاهما قال الحشاش: هل غيرنا اسم المكان لتأخذ منه الصفة ،تحكي مع الشجرة،
أجبته: نعم ،يا صديقي هناك لغة الشويغا، ومنها تخاطب الأشجار،
قال: لو سمحت ومن فضلك، لا أريد تعلمها.
قال أيمن: واضح .
في تلك اللحظة جاءت مليحة تحمل اشتال الورد تضمخ اطراف جنة البلقا. ونجمة انضمت لفضاء حلم واعد.