|
تقرير معا: "بيتي أسير وسيتحرر" نورا صب لبن جارة الأقصى تطرد من منزلها
نشر بتاريخ: 11/07/2023 ( آخر تحديث: 11/07/2023 الساعة: 20:32 )
القدس- تقرير معا- بخطى متثاقلة وبدموع القهر وألم، عادت السيدة نورا غيث/ صب لبن برفقة زوجها وأبنائها الى محيط منزلهم المسلوب في القدس القديمة، بعد ساعات من طردهم وإخراجهم بالقوة منه، لصالح المستوطنين. نورا.. بيتي أسير وسيتحرر أمام منزلها المسلوب وقفت السيدة نورا وحبست أنفاسها طويلا وبكت بحرقة شديدة، ثم أخذت تتفقد الحجارة والباب الخارجي، وهي تردد "بيتي راح.. الله كريم راح ترجع فلسطين، والقدس راح تبقى عربية، التراب والبيوت فلسطينية". في ساعات الصباح الباكر، اقتحمت القوات برفقة المستوطنين منزل عائلة غيث/ صب لبن الواقع ضمن بناية سكنية في حي عقبة الخالدية الذي يبعد عدة أمتار عن المسجد الأقصى، وأخرجت العائلة والمتضامنين منه بالقوة، ومنعتهم من إخراج المحتويات، وأغلق باب المنزل أمام أصحابه وبات في قضبة المستوطنين، بعد خضوع العائلة الصراع في المحاكم على مدار 47 عاماً. وقالت السيدة نورا وهي تجلس على باب منزلها :" اليوم بنعيش نكبة ثالثة، هذا احتلال مجرم، أودعت بيتي وحجارته والماضي والذكريات وروح أمي وأبوي لله، ويا رب نرجع للبيت قريبا، أخذوا أراضينا وبيوتنا وشبابنا وأطفالنا، حكومة مجرمة". وقالت وهي تنظر الى نوافذ منزلها:" بيتي أسير وراح يتحرر ويرجع، إذا مش الي لأولادي أو أحفادي". وأَضافت:" عين المستوطنين على الأقصى، فهم يريدون إخلاء المنازل القريبة منه في البداية". اغلاق وحصار أما نجلها أحمد صب لبن والذي يعمل كباحث ميداني للانتهاكات في القدس فهو يقف اليوم لتوثيق عملية إخلاء منزل العائلة وقال:" اليوم أعيش المشاعر التي عاشها العديد من الفلسطينيين في النكبة والنكسة وعلى مدار السنوات الماضية." وحول ما جرى في منزل العائلة أوضح أن القوات حاصرت حي عقبة الخالدية وشارع الواد وأغلقت بعض المحاور، ثم داهمت منزل العائلة بعد خلع بوابته، وأخرجوا المتضامنين واعتقلوا بعضهم." العائلة تمكنت من إخراج شجرة فقط من منزلها وقال أحمد صب لبن:" تمكنا من إخراج شجرة من منزلنا، قمنا بزراعتها عند ولدتي ابني الأكبر مصطفى قبل 17 عاماً للاحتفاظ بها، وبأننا عشنا وكنا يوما في هذا المنزل، وعلى أمل العودة اليه. منزل عائلة غيث-صب لبن- الذي يقع على بعد عدة أمتار من المسجد الأقصى، وهو مستأجر من المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 1953 ويخضع للإجارة المحمية، وفي عام 2010 ادعت "جمعية جاليتسيا الاستيطانية" أن منزل العائلة هو وقف يهودي، وعليه قررت محاكم الاحتلال إنهاء الإجارة المحمية للعائلة وإخلائها من المنزل، وسبق ذلك جلسات عديدة وقرارات مختلفة بدأت في ثمانينات القرن الماضي، في محاولة لانتزاع ملكية المنزل . وفي سابقة حدثت مع العائلة عام 2016 أصدرت ما تسمى المحكمة العليا قرارا يقضي بمنع تواجد الأبناء والأحفاد فيه "بهدف منعهم من المطالب بحق الحماية كجيل ثالث"، مع بقاء الزوجين فيه لمدة 10 سنوات "لعام 2026"، لكنهم فوجئوا عام 2018 بملاحقة وقضية إخلاء جديدة انتهت بقرار إخلاء نهائي، نفذ اليوم. وتعيش عائلة صب لبن في بناية ضخمة، تم الاستيلاء عليها خلال السنوات الماضية "بيت تلو الآخر"، حتى باتت العائلة وحيدة داخل بؤرة استيطانية، تتحمل المضايقات والاستفزازات اليومية في سبيل الحفاظ على حقها فيه. |