وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الإعلامي ابو عبيد يتحدث عن مسيرته ورؤيته للنهوض بالاعلام الفلسطيني

نشر بتاريخ: 20/07/2023 ( آخر تحديث: 21/07/2023 الساعة: 10:53 )
الإعلامي ابو عبيد يتحدث عن مسيرته ورؤيته للنهوض بالاعلام الفلسطيني

بيت لحم-خاص معا- الإعلامي الفلسطيني محمد أبو عبيد ابن مدينة جنين شق طريقه إلى النجومية والتميز والابداع الإعلامي بجد واجتهاد حتى بات نجما إعلاميا معروفا على مستوى العالم العربي.

تميز أبو عبيد خلال مسيرته الإعلامية، التي قاربت الثلاثة عقود، باتساع وعمق ثقافته وتعدد مواهبه ومهاراته، ودماثة أسلوبه ومحبته لجمهوره ومهنته، حيث نجح في القيام بأكثر من دور اعلامي عبر كبرى الفضائيات العربية واوسعها انتشارا وأكثرها مهنية وحرفية.

وقد أثار انتقاله المفاجئ مؤخرا من "قناة العربية-الحدث" التابعة لمجموعة (إم بي سي) الى "قناة المشهد" حديثة النشأة دهشة وتساؤلات مشاهديه ومتابعيه ومعجبيه وهم كثر.

الزميل أبو عبيد خص وكالة "معا" بهذا اللقاء الحصري الذي أجاب فيه عن أسئلة وتساؤلات متابعيه، ورأيه بالإعلام الفلسطيني، وأمور أخرى.

١: انتقالك من قناة العربية الحدث إلى قناة المشهد أثار تفاعلا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي، هل توقعته؟ ولماذا حسب رأيك؟ وما هو أكثر ما لفت انتباهك في ذلك التفاعل؟

كان لا بد من وجود تفاعل كوني غادرت محطة كبيرة بحجم العربية تنتمي إلى أهم مجموعة قنوات في العالم العربي وهي إم بي سي، وذلك بعد عشرين عاما من العمل فيها في مجال الأخبار والتحرير، ومنها 8 سنوات في "صباح العربية"، فبنيت اسما إعلاميا أفخر به خلال هذه المدة، لكن حجم التفاعل هو الذي فاق توقعاتي، من حيث الكم والتنوع العربي وحتى مضامين ما كتبه المتفاعلون بحقي، بمعنى آخر كنت أظن أن الكثير يعرفني بحكم عملي لكني فوجئت بأن الأمر لم يكن مجرد معرفة بل محبة واحترام، وهو ما فاجأ حتى الأصدقاء من حولي وبعض الزملاء. أما السبب، فظني أني حظيت باحترام المتابعين وثقتهم، لأني شخص يحترم مهنته ولغته، ويحترم عقول المتابعين، ولم أقحم نفسي في أمور ومسائل تؤجج النعرات وخاصة التلاسنات على شبكات التواصل. أما أكثر ما لفت انتباهي فهو الخليط ممن تفاعل، فحظيت بعبارات رائعة بحقي من كل الدول العربية، وعرب يعيشون في خارج دولهم ومن مختلف الفئات العمرية خاصة الشباب الذين عادة يعزف كثير منهم عن متابعة الأخبار فتقل معرفتهم بمذيعي الأخبار.

٢: هل يمكن اعتبار تركك قناة كبيرة -تخطى عمرها ال ٢٠ عاما- كالعربية إلى قناة المشهد التي لم يتخط عمرها ٦ أشهر مغامرة محفوفة بالمخاطر؟ أم أنك متيقن أنك قمت بالخطوة الصحيحة؟

منذ طفولتي أحب لعبة الشطرنج، ولعل هذه اللعبة ترجمت شغفي بها إلى الواقع، إذ لا أقدم على خطوة من غير دراستها ودراسة تبعاتها، فعندما انتقلت إلى المشهد، كانت عدة أسباب تحيط بي وأولها حين التقيت الزميل الأستاذ طوني خليفة في عمّان خلال مؤتمر جمعنا معا في أغسطس عام 2021 وحدثني عن مشروع إعلامي يريد إطلاقه ولكن كان ما زال سرا يحتفظ به، وكان يرى بأن ما عندي أكثر من برنامج إخباري، لكن كانت الظروف لم تنضج بعد بالنسبة إلي، وفعلا نفذ الزميل طوني حلمه الذي ظهر على نحو أكبر مما كان يراوده، ثم أعاد عرض العمل معه بعد شهر من انطلاق المشهد في يناير 2023، مقدما لي الشاشة لأختار ما أشاء تقديمه، وفعلا بدأت الفكرة تدغدغني لأن العمل في نشرات الأخبار يضع المذيع في قالب يظلمه إذا كان ما يمتلكه أكثر من ذلك، فالتغيير من الثوابت، والتجديد مسألة صحية، إضافة إلى أسباب أخرى شخصية لا تهم القارئ حتى أذكرها

٣: لماذا كل هذا الترحيب والاهتمام بك من قبل قناة المشهد؟

حتى هذا الترحيب والاهتمام كان مفاجأة بالنسبة إلى، لكن لعلي أتجرأ وأقول إن من أسباب هذا الاهتمام تقديرهم لاسمي الإعلامي، وثقتهم بما عندي لأقدمه، ولا تنس العمر المهني الذي يصل إلى 28 عاما، ولم يكن مجرد عمر، بل عمر بُني بنجاحات متتالية.

٤: نراك في برنامج "ستوديو العرب" وليس في نشرات الأخبار فهل قلت وداعا للأخبار؟ وهل سيكون لديك برنامج خاص بك؟

الانتقال لبرنامج ستوديو العرب هو ما يفسر ما ذكرته سالفا، وهو الانفتاح أكثر على المشاهد خاصة أني أقدم فيه بعضا من أفكاري وقلمي ولغتي وهو المفقود في الأخبار، ثم التنوع في الموضوعات حتى لو مضى على الموضوع أيام لكن نتناوله بزوايا مختلفة، أما الأخبار فالخبر يفرض نفسه ولا بد من التعامل مع الحدث الآني. لكن نعم سيكون لي برنامج خاص إضافة إلى تقديم ستوديو العرب مرتين في الأسبوع.

٥: هل اللغة العربية سيكون لها نصيب في قناة المشهد وأنت عرفت على شبكات التواصل بومضة لغوية؟

اللغة العربية ترافقني في حلي وترحالي، وأبشر عشاقها ومن عرفني على شبكات التواصل بفقرة ومضة لغوية بأن اللغة العربية سيكون لها نصيب عبارة عن فقرة من دقائق معدودات، واخترت لها اسما جاذبا لن أبوح به الآن، وستصور وتخرج الفقرة على نحو شائق وإبداعي من قبل الزملاء في القسم الفني المختص.

٦: باعتقادك ما هو سبب انتشار اسمك كإعلامي تلفزيوني في المنطقة العربية؟ وماذا يعني ذلك لك؟

أولا حجم المحطة التي تعمل فيها من المؤكد أنه سبب رئيسي، فعشرون عاما في العربية والحدث أمر يساعد على انتشار الاسم، لكن هذا وحده لا يكفي، والدليل موجود ومحسوس، فهناك من عمل وما زال يعمل في قنوات كبيرة أيضا لعشرين عاما أو يزيد، لكن لم ينتشر اسمه كما يجب، فما أريد أن أقوله إن منحك المنبر الفضائي لا يعني أن تضع ساقا على ساق فلا تجتهد وتثابر من أجل نجاحات أكبر، فما يعطيك إياه المنبر أعطه أكثر، واجعل منه المعول الذي تبني به طريقك نحو جمهور أوسع. ثانيا لدي ما ساعد على انتشار اسمي، فلم أكن فقط المذيع الذي يتعامل مع الأخبار، إنما عرفتني فئات بأني خطاط، وفئات أخرى بأني أكتب الشعر، وفئات أخرى بأني عاشق اللغة الذي يقدم لها جماليات هذه اللغة، وفئات بأني عزفت على آلة الساكسفون، فما بالك بالفئات التي عرفتي بكل ما ذكرت!

٧: من الملاحظ مؤخرا نشاطك في تقديم الفعاليات الكبيرة والندوات والنشاطات، ما السبب في ذلك؟ وهل علاقتك بالأوساط الأدبية والثقافية العربية في المنطقة دفعتك بهذا الاتجاه؟

نقطة لافتة أشكرك على ذكرها. هذا الأمر أيضا له أكثر من سبب، أولا إعلامي يعرفه منظمو الفعاليات أو أصحابها، ثانيا إذا كانت هذه الفعاليات لها علاقة بالثقافة أو الأدب أو الفنون فلي منها نصيب، والحمد لله معروف في هذه الأوساط، فعلى ما يبدو يفضلون مقدما أو مديرا لها ممن له القدرة على الخطاب المنشود، والارتجال...إلخ. ومن الأسباب هو ترشيح الاسم من قبل من شاهدك مرة في فعالية معينة، ويعجب بأدائك، فينصح منظمي فعاليات أخرى بالمقدم الذي شاهد. وطريقتي في تقديم الفعاليات المزج بين الجدية والطرفة، وبين المعلومة والترفيه، فعندما أقدم فعالية عن اللغة العربية مثلا، فلا أقدمها بقالب جامد يعطي انطباعا ظالما عن اللغة العربية بأنها مجرد شيء متصلب متقوقع ولا تجوز فيها الابتسامة، بل أقدمها بما يليق بها وأجعل منها أداة ترفيه مثلما هي أدوات تواصل وأدب وفنون.

٨: أنت تكتب الشعر والمقالات وخطاط لكن لا نرى لك إنتاجات وفقا للمستويات التي تمتلكها فهل سيكون لك أي إصدار أو معرض للخط؟

أنا جدا أظلم نفسي من هذه الناحية، وينكل بي الكسل، وعلي أن أعيد تنظيم أموري وأوقاتي، خاصة أن أهل الأدب المعتبرين يشجعونني على الكتابة، وهو تماما ما يحصل معي بخصوص الخط العربي، فكم خطاط يحرضني على إنتاج أعمال فنية وإقامة معارض، ويبدو أنني الآن في اتجاه التشكل الكينوني الخاص بي، بعد أن بدأت في وضع ملامح لإصدار أدبي، وإنتاج لوحات جديدة من الخط العربي.

٩: أين الساكسفون الذي كنت تعزفه فكأنه اختفى خلال فترة الكورونا؟

يعز علي أني هجرته منذ بداية كورونا ولم يكن بادئ الأمر طوعا، بل لأن المدارس الموسيقية أغلقت على غرار كل ما أغلق حينها، لكن عندما فتحت أبوابها تكاسلت فغلبني الكسل، لكن الأمر ليس هجرانا دائما، فما زال الاشتياق إليه قائما.

هل تخشى على التلفزيون وهل تعتقد بأن المستقبل لشبكات التواصل الاجتماعي؟

لا أخشى عليه بالمعنى المطلق، فسيبقى وسيلة مهمة من وسائل المعرفة والترفيه، لكن يمكنني القول بأن حجم الجمهور التلفزيوني راح يقل لصالح شبكات التواصل والإعلام الرقمي الجديد، وهذا ما أدركته مسبقا لذلك ترى لي نشاطا على شبكات التواصل لدرجة أن بعضا ممن يتابعونني يعرفونني من خلال هذه الشبكات وليس من خلال التلفزيون.

١٠: كنت تقريبا البادئ في نشر اللغة العربية بمقاطع مصورة على شبكات التواصل، وصرنا الآن نرى العشرات يفعلون الأمر نفسه فهل كلهم فعلا يجيدون اللغة ويفهمونها أم كثير منهم تقليد؟ وما الذي ميز ومضاتك عما نشاهده اليوم من قبل عشرات الهواة والمحترفين بآن؟

أفخر أني من أوائل من اغتنم شبكات التواصل لنشر جماليات اللغة العربية، لكن لعلي أول من قدمها بشكل مختلف، عصري شبابي، وأيضا الابتعاد عن أسلوب الأمر "قل ولا تقل"، والتركيز على أمور ليست فقط متعلقة بأهل الاختصاص أو عشاقها، بل أمور يجد فيها من يتابعني بأنها معلومات جديدة عليه مثل مفردات عامية ورَدّها إلى أصلها الفصيح، أو مفردات أجنبية أصلها عربي، حتى القميص الذي أرتديه في كل ومضة ساعد على التنبه لما أقدمه، لأن اللغة العربية ظُلمت حين وضعت في إطار تقليدي كأن لها شخصية معينة ولباسا محددا. أما ظاهرة التقليد فنعم هي موجودة، ولا أزعم هنا أن اللغة مُلكي وحكر علي، بل يسعدني أن أرى هذا الاهتمام بها، لكن بعض الناس من لا يفرق بين من يصلح أن يقدمها، وله علم بها ومعرفة، وبين من ينقل فقط عن النت، ويقدم المعلومة كما لو أنه يعرف اللغة وقواعدها وهو يخطئ بالكلام، وبالكتابة نحوا وإملاء، فكيف لمن يعلم الناس اللغة أن يخطئ بأمور لا يخطئ بها العارف باللغة! وكيف له إذا سُئل في مسألة إعرابية يعجز عن الجواب!

١١: ما رأيك وتقييمك للإعلام الفلسطيني؟ وما هي النصيحة التي يمكن أن تقدمها لخريجي الإعلام في الجامعات والكليات الفلسطينية؟

الإعلام الفلسطيني شهد تطورا في السنوات الأخيرة، خاصة في ما له علاقة بمواكبة التطور التقني الذي نشهده مثل الإعلام الرقمي والنشاط على شبكات التواصل، لكن في نظري -وأرجو تقبل ذلك بصدر رحب - بأنه لم يرق بعد إلى المستوى المطلوب تحديدا بما يخص قضيتنا العادلة ومواجهة الإعلام المضاد، وينقصنا أيضا إعلام بلغات مختلفة خاصة الإنجليزية على نحو لا يقل عن المستوى المعادي والظالم، فلا ينقصنا المتمرسون في هذا الشأن ولا الإمكانات إذا وجدت النية، ولا ننسى هنا أن الإعلاميين الفلسطينيين أثبتوا جدارة فائقة في إعلام الأشقاء العرب، وأسهموا في بناء منظومات إعلامية منذ فجر الإعلام. ومسألة أخرى قد تغضب بعضا من إعلامنا، فللأسف أغلب إعلامنا لا يهتم بالمتميز الفلسطيني والناجح خارج فلسطين كما يهتم لأمر مغنية من المستوى الثالث لا الأول، أو ما يسمى بالمؤثرة، أو بممثل تاريخه الفني سبعة مشاهد فقط.

أما نصيحتي لخريجي الإعلام في جامعاتنا، فأقول لهم لا تظنوا أن الإعلامي فقط مذيع يطل على الشاشات، وله آلاف المتابعين على شبكات التواصل، فهذا قد يزول بسهولة، لكن الإعلامي والمطلوب في فلسطين تحديدا هو القادر على نقل خبر أو معلومة أو قصة على نحو احترافي، بأسلوب يصل إلى الناس، وعنده لغة عالية المستوى، وسيكون أفضل لو أجاد لغة أخرى غير العربية لأننا ما أحوجنا إلى خطاب موجه إلى الغرب الذي صارت معرفته بعدالة قضيتنا تزداد.




















الإعلامي ابو عبيد يتحدث عن مسيرته ورؤيته للنهوض بالاعلام الفلسطيني
الإعلامي ابو عبيد يتحدث عن مسيرته ورؤيته للنهوض بالاعلام الفلسطيني