|
عزيزي الراسب في الثانوية العامة
نشر بتاريخ: 22/07/2023 ( آخر تحديث: 22/07/2023 الساعة: 18:26 )
لا بأس وإن رسبت في اختبار قرر البعض في قديم الزمان أنه مقياس النجاح بين مرحلة وأخرى في مشوار الحياة التعليمية الطويلة، ولا ذنب لك أيها الطالب/ة في هذا لأنك ضحية مجتمع يُصرّ أن يبقى رهنًا للماضي في قواعد اجتياز مرحلة تعليمية والانتقال لأخرى، رغم علمه مسبقًا أنها لم تعد تصلح لزمان الذكاء الاصطناعي والثورات التكنولوجية الهائلة، وبرغم كل ذلك فإن إصراره فيه ما يثبط العزائم والهمم، وينكس الطموحات والآمال، وهذه ليست مشكلتك أيها الراسب في امتحان لم يغير القائمون عليه منه شيء، سوى اسمه الذي تبدل تارة من التوجيهي إلى الإنجاز ثم عاد إلى الثانوية العامة، والحقيقة الظاهرة والواضحة أن هذه المحطة إحدى محطات الفشل الذي يعيق تطور المجتمع الفلسطيني والذي يعاني من التضخم في التعليم الأكاديمي المعهود ومن المواد التعليمية المتكدسة في الجامعات وسوق العمل، وعلى اختلاف التخصصات المعهودة، وفي ذات السياق فإن حالة فقر شديد يشهدها المجتمع في التخصصات المهنية والفنية والصناعية، وهذا مرده لأساليب التعليم المتبعة والتي تفتقر إلى عمليات وأساسيات توجيه الشباب وهم في بداية عمر العطاء. لو نظرنا إلى الصورة كاملة اليوم سنجد أن عشرات الآلف من الطلبة رسبوا في عبور امتحان التوجيهي القاهر لآمالهم وطموحاتهم، وسيتركون دون تخطيط رسمي ودون غايات مرجوة وسيتركون للطريق والهباء، أما الذين استطاعوا العبور بمشقة عام كامل فإنهم سيلتحقون بذات التخصصات المتكدسة في الجامعات والتي تضخ إلى سوق العمل كل عام آلاف الخريجين، جلهم سيجلسون على قارعة الأمل ينتظرون وظائف في بلد يضيق بكل شيء. التوجيهي والحديث حوله يأتي كل عام، أملًا في أن تتطور أدوات وأساليب التعليم والوسائل المتبعة والمناهج التي لا تقتصر على التلقين، بما يتماشى وواقع التطور الحاصل في العالم، حتى لا نتخلف أكثر عن العالم المتطور بالتكنولوجيا والفضاء المفتوح على الذكاء الاصطناعي وكل العلوم الجديدة التي لها احتياجاتها الضرورية في زماننا، خاصة في بلادنا التي ترتفع فيها معدلات البطالة بين خريجي الجامعات والمعاهد. لا بأس وإن رسبت في امتحان الثانوية العامة، ولكن لا ترسب في مشوار الحياة، فهناك مساحات أخرى وهناك الكثير في الحرف والمهن التي يحتاجك فيها المجتمع، فلا تيأس بل فكر من الآن، كيف تنجح غدًا. |