|
باحثة تسجل تجارب سريرية تكشف آفاق جديدة في علاج مرض التوحد
نشر بتاريخ: 27/07/2023 ( آخر تحديث: 27/07/2023 الساعة: 08:26 )
غزة - معا - سجلت الباحثة الفلسطينية نرمين قاسم من قطاع غزة إنجازا علميا يتمثل في التوصل للعلاقة بين الجينات والمُخيخ في دماغ طفل التوحد وسبل الكشف والعلاج للحالة. وتوصلت الباحثة قاسم بعد دراسة لما يزيد على أربعة أعوام، أن السبب الأساسي للمرض خلل جيني، معيق لاكتمال الطبقات القشرية لأدمغة الأجنة في بطون أمهاتهم، أما بقية الأسباب فهي مقترنة وليست رئيسة. وقالت باحثة الدكتوراة في الأمراض الاكلينيكية السريرية في جامعة القاهرة ان الارتفاع المتزايد في عدد الحالات المصابة بطيف التوحد سنويًا من أهم الأسباب التي دفعتها للخوض والبحث في أسباب هذا المرض، لتحديد كيفية علاجه. ووضعت الباحثة قاسم عدد من الفرضيات التي كانت نقطة انطلاقٍ في بحثها مثل: هل المرض جيني؟ أم وراثي؟ نفسي، أم جسدي؟ هل تتشابه الأعراض في كل الظروف؟ أم أنها تختلف من دولةٍ لأخرى؟ "وهذه النقطة تحديدًا تطلبت الاستعانة بعدد من الدول العربية، انطلاقًا من فلسطين، ومصر، وتونس، والمغرب، والجزائر، وقطر ومؤخراً تركيا. الجديد الذي جاءت به هذه الدراسة التي أجرتها الباحثة، فيما وُصفت بالإنجاز العلمي الكبير التوصل للعلاقة بين الجينات والمُخيخ في دماغ طفل التوحد وسبل الكشف وتعزيز العلاج الفعال للحالة . ونضيف قاسم " الجينات بَيتُ الداء، والمُخيخ بَيتُ الدواء يُعد هذا اكتشافاً قويا، من وجهة نظر علاجية فهذا الجزء من المخيخ هو هدف مغرٍ، وعلى الرغم من أن المخ يمثل الجزء الأكبر من الدماغ، ويمثل 85% من وزنه، ويشغل الجزء العلوي منه، وينقسم إلى نصفين. وهو مسؤول عن التحكم في حركات العضلات، وتخليق الهرمونات، وتطور العواطف والمشاعر وتخزين الذكريات والحفظ والتعلم،دليل على أن جزءاً معيناً من المخيخ وهو منطقة قريبة من جذع المخ والتي كان يعتقد طويلاً أنها لا تملك سوى أدوراً في تنسيق الحركة، بالغ الأهمية بالنسبة لسلوكيات التوحد. ويمثل كذلك هدفاً يسهل الوصول إليه من أجل تحفيز الدماغ عوضاً عن كثير من الدوائر العصبية المرتبطة بالتوحد والمدفونة عميقاً في طيات المخ. وأشارت إلى أن المخ يعد بنية الدماغ التي تلتقط المحفزات من الحواس، وتتدخل في الوظائف الحيوية، وتسمح لنا بالتواصل مع العالم الخارجي، أي أنه مسؤول عن كل ما يتعلق بالتفكير والحركة ،إلا أن المخيخ ينسق بينها وبالتالي ضمان التحرك بشكل صحيح والتنسيق والتوازن وهنا يكمن السر وأظهرت المراحل اللاحقة من الدراسة أن تعطيل الوظيفة داخل نطاق المخيخ أدى إلى سلوكيات توحدية وأن تحفيز الدماغ أدى إلى تصحيح الضعف الاجتماعي في الفئران. الخطوة التالية هي ضمان أن تكون نفس التقنية آمنة على الأطفال على الرغم لم تحظ هذه المنطقة من الدماغ بالاهتمام الذي تستحقه فيما يتعلق بفهم التوحد، من أجل فهم أفضل لدور المخيخ في تحفيز هذه السلوكيات استخدمت الباحثة التعديلات العصبية لتظهر أن البشر والفئران لديهم صلات متشابهة بين القطاع الأيمن من المخيخ والفص الجداري السفلي من القشرة. واستخدمت بعد ذلك الباحثة التصوير الدماغي لإثبات أن نفس هذه الصلات موزعة في مجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد ونموذج فأر متوحد. إضافة إلى ذلك بينت أن أي خلل وظيفي في هذا القطاع من المخيخ لدى الفئران العادية أدّى إلى ضعف في التواصل الاجتماعي وسلوكيات غير طبيعية متكررة. وذهبت الباحثة لأبعد من ذلك فتساءلت عما إذا كان بإمكان التعديل العصبي أن يحسن السلوكيات من خلال تحفيز الخلايا العصبية على نموذج الفأر المتوحد ، أظهرت الباحثة أن تحفيز المخيخ قد حسن من السلوكيات الاجتماعية لدى هذه الفئران ولكن ليس من التصرفات المتكررة التي تميز مرض التوحد. وتؤكد قاسم أن البرنامج العلاجي الذي توصلت له تم تطبيق المرحلة الأولى والثانية منه على 219 مصابًا من عدة دول، وباختلافات في الجنس، ومدة الإصابة، ودرجتها، على ست مراحل، وروبوت لتعزيز نشاط خلايا الدماغ المسؤولة عن تعزيز الاستجابة الإيجابية للأطفال المصابين بطيف التوحد .والتي كانت ضرورة التركيز عليها في غاية الأهمية خاصة خلال تطبيق التجارب الإكلينيكية السريرية وتركيب الدواء ومعرفة الآثار الجانبية له ومدي توافقه مع طبيعة الفئات المصابة بالمستويات الثلاث الطفيف، المتوسط ، الحاد . فكانت النتيجة أن العلاج يختلف باختلاف الحالات ودرجة الإصابة ، رغم أن مراحل البرنامج العلاجي تم تشكيلها طبقاً للنتائج والفحوصات إلا أنه سيكون هناك تفاوت في تطبيق العلاج حسب طبيعة الحالة ودرجة الاصابة، هناك حالات ستحتاج البرنامج العلاجي كاملاً مع الدواء في مراحل دون أخري، وعلى فترات زمنية محددة ضمن نطاق محدد يختلف حسب طبيعة كل حالة ، وذلك لضمان تحقيق نجاح العلاج بالشكل الصحيح وتجنب الآثار الجانبية والانتكاسات السلبية على الحالة . وختمت الباحثة أنه من غير المنطق اخضاع جميع الحالات لنفس البرنامج بنفس المستوي دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة ودرجة الاصابة حيث أن التركيبة الدوائية كانت طبقاً لنتائج كل تجربة تم اخضاعها سريرياً . |