وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في تلك الليلة الباردة

نشر بتاريخ: 02/08/2023 ( آخر تحديث: 02/08/2023 الساعة: 15:31 )
في تلك الليلة الباردة

الكاتب: زاهر العريضي

حمل أوراق قصائده العتيقة

وأطعمها للموقدة

كانت تلك القصيدة الاخيرة

التي كتبها لابنته

عن بلاغة الدفء

......

أصحو باكراً

وأنتظر

عله يأتي ذاك المغامر

يبتكر معي احداث هذا العالم

*

ما زلت أحاول

أن أعطي البحر فرصة أخيرة

للنجاة من الغرق

كما للاشجار فرصة تعلم المشي

كأنني أعطي نفسي فرصة أخيرة

لرمي الوهم في البحر

**

في عينيك المفتوحتين سترى بحراً

وغابات كثيفة وجبال شاهقة

وفي عينيك المغمضتين

ستكون أنت البحر، والغابات والجبال

**

أما أنت،

رقيقة كأثر قدم نملة

تمشي على ترانيم الروح

أما أنتٍ

في كل الاحيان،

أبتسامة لا يتسع لها وجهي

ألا يكفي،

***

وأنت المنسي في سياقات المدينة الخائبة

تتعثر كينونتك في قناديل القرية البعيدة

ودروب القمر تنتشلك من هشاشة العالم

**

أَذهب مع الشمس

إلى حيث تريد،

أختفي معها.

لا تخَفْ

ستُعيدك معها

حين تعود.

*

من أين يبدأ الموج ؟

والى أين تذهب الشمس ؟

وما لون الرمل ...

كنت احاول الاجابة

وأنا مرتبك من أن تسألني طفلتي

ما الوطن ...

**

يوماً ما

سيخرج الأَلَمُ من يدي

لِيُصافحَ جُرحي،

قد نتصالح... مَن يدري.

**

اتنفس جرح الهواء

كأنه وطن ينمو في جسدي

في هذه البلاد

لا شيء

سوى أنك تحفر في الماء

*

قوس قزح

لا أكثر

إنها لعبة الشمس مع المطر

**

هذا الاسود ليس عتمة

انه استسلام الألوان لنهايتها السعيدة

*

لا تسأل الشمس عن الغياب

هي أصلا لا تذكر تاريخ ميلادها

**

الجرح الأول

ما زال ينزف كلمات على الورق

*

يا أبي

أصبحت أباً

علني أعرفك

*

تحترق الأشجار في صدورنا...

كموت إضافي ...