|
سلام فياض لا يزال يؤرق سموتريتش
نشر بتاريخ: 02/08/2023 ( آخر تحديث: 02/08/2023 الساعة: 16:47 )
اللجنة المكلفة بالشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، عقدت جلسة يوم الأربعاء الماضي لمناقشة “استيلاء السلطة الفلسطينية على المناطق المفتوحة في يهودا والسامرة، والاستجابة الإسرائيلية”. بدأ رئيس اللجنة، الاجتماع بالقول: “من يكون قد زار [المنطقة] وشاهد خطة فياض في التنفيذ، لا يمكن أن يبقى بدون انطباع سيء. على سطح الأمر، يبدو أنه فوضى، حيث يفعل كل شخص ما يراه مناسباً في عينيه، ولكن في الواقع، هذه خطة منظمة ومدبرة لإخماد تطوير المجتمعات [اليهودية] “والاستيلاء على محاور الحركة المرورية. يقومون بذلك ليس فقط في المنطقة ج، ولكن أيضًا في المناطق أ وب أ وزير المالية ووزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش قال: “تعرف دولة إسرائيل خطة فياض، ولكنها لم تتعامل معها بشكل منظم ولم تفهم أبدًا، كدولة، أهمية الخطة، ولذلك لم تصيغ أي استجابة.’ وأضاف “أن الهدف من الخطة هو إعداد البنية التحتية لدولة فلسطينية دون الحاجة للتفاوض مع إسرائيل.” وقال: ‘هناك وزارة كاملة في السلطة الفلسطينية مكلفة بهذا، وهناك الكثير من المساعدات الأجنبية، ليست أوروبية فقط. في بعض الأحيان يتحدثون عن حقوق أسرى معينة مؤسفة، لكن هناك منطق واضح جدًا هنا.”وتابع الوزير سموتريتش: “كيف وصلنا إلى هذا الوضع حيث يتم إنشاء واقع بشكل منهجي هنا ولا نقوم بشيء لمواجهته؟ الجواب هو طريقة إدارة المنطقة، تقريبًا حصرياً بواسطة جيش الدفاع الإسرائيلي والقيادة المركزية. الهدف العسكري هو الحفاظ على الأمن، وكشخص يعيش في المنطقة، أنا ممتن جداً لجنود جيش الدفاع وقادتهم على ذلك. هذا هو منظورهم، وهم يذهبون للنوم ويستيقظون في الصباح مع مهمة الحفاظ على الأمن، ولكن الاعتبارات المدنية دائمًا ما تكون ثانوية للاعتبارات الأمنية، ويتعرض نوع حياة نصف مليون مواطن هناك للضرر.” من المقتطف، يظهر أن سموتريتش يراقب خطة فياض بحذر ويعبر عن قلقه بشأن عدم تنبّه الحكومات الإسرائيلية لتأثيرها وأهميتها الاستراتيجية على المستوى السياسي والأمني. وعلى الرغم من مرور اكثر من عقد على انتهاء حكومة سلام فياض، الا انّ سموتريتش يرى أن الخطة قد يكون لها تأثير على التطورات الحالية وعلى مصالح إسرائيل! ولهذا يشدد على ضرورة تحليل الأوضاع والتصدي لأي تحديات محتملة تنشأ عنها! يبدو ان سلام فياض يشكل هاجساً لسموترتش على الرغم من ان فياض ترك منصبه منذ اكثر من عشر سنوات، والخطة التي يناقشها في الكنيست تعود للسنوات ٢٠٠٩-٢٠١١ وهي بالتأكيد ضمن السنوات التي شغل فيها فياض منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية وكانت تعرف بوثيقة “إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة”. من ناحية اخرى، يبدو ان ما حققه فياض من الحفاظ على المناطق ج كان فعلا يقتصر على حكومته فقط، فيبدو من المثير للسخرية، ولكن ليس الكثير من الدهشة، ان يتحدث سموترتش عن إنجازات فياض وخططه وكأنه لا يزال على رأس عمله. المحزن في هذه القصة، ان سموترتش فهم منذ ان كان مديراً ل”رغفيم” ان سلام فياض كان يعمل حقيقة من أجل إنجاز الدولة ببناء مؤسسات والحفاظ على مناطق ج من الاستيلاء الاستيطاني الممنهج والتصدّيله بلا كللوبأدوات المجتمع الدولي، ذلك الاستيلاء الذي مضى باستباحة كل شيء بلا عناء، باستثناء مقاومة وجدّ وعرق وحياة اهل المناطق المهددة بالاستيلاء في مناطق ج. قبل سنوات قليلة ، كتبت مقالاً في معرض تعليق على مقال لجوويش برس بعنوان “العرب يغزون المنطقة (ج) مع ١٠٠ مدرسة غير قانونية لا تستطيع إسرائيل القضاء عليها“، أسهب من خلاله المقال عن دور سلام فياض كرئيس وزراء فلسطيني سابق في “الطمس الفعلي للحدود بين المناطق (ب) و (أ) و (ج) في الأراضي الفلسطينية، وذلك بهدف تحقيق الضم الفعلي للمنطقة (ج) التي تمثل حوالي ٦٢٪ من أراضي يهودا والسامرة وتحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.”وتطرق المقال الى تنفيذ خطة فياض من خلال عدة أساليب، “مثل بناء العديد من المباني غير القانونية، واستخدام الاختراقات في الطرق، واستيلاء على الأراضي، وتسجيلها لصالح الفلسطينيين. وقد قام وكلاء السلطة الفلسطينية بتنفيذ هذه الخطة لأكثر من عقد. وعليه تهدف خطة فياض إلى خلق تواصل جغرافي يمتد من السامرة إلى المنحدرات الجنوبية لجبل الخليل بهدف توسيع نطاق الأراضي الفلسطينية وتأمين موطن دائم للفلسطينيين.” قبلها، كنت قد كتبت مقالاً ردّاً على مقال كتبه الدكتور سلام فيّاض بعنوان إجراءات الضم الإسرائيلية تستدعي فعلا فلسطينيّاً.
|