وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تطبيع السعودية ليس ملفا سريّا بل قضية حياة او موت بالنسبة للفلسطينيين

نشر بتاريخ: 09/08/2023 ( آخر تحديث: 09/08/2023 الساعة: 14:21 )
تطبيع السعودية ليس ملفا سريّا بل قضية حياة او موت بالنسبة للفلسطينيين



لا نعرف حجم الضغوطات التي تتعرض لها المملكة السعودية لإجبارها على التطبيع مع إسرائيل قبل الانتخابات الامريكية ، في محاولة لإنقاذ إسرائيل المتناحرة مع ذاتها على شكل البقاء العنيف . ولكننا نعرف أهمية مكانة السعودية سياسيا واجتماعيا ودينيا واقتصاديا واعلاميا عربيا وإقليميا ودوليا .
وتعتبر السعودية الان الخندق الأخير لفلسطين في صراعه مع الابارتهايد الإسرائيلي ودولة فتوى الحاخامات التي تترسخ في الكنيست . ولأجل بقاء الفلسطينيين المدافعين عن الهوية العربية في وجه التهويد يتطلب الامر أكثر من حسن النوايا وأكثر من تسريبات الاعلام . يتطلب تنسيقا فلسطينيا اردنيا – مصريا وسعوديا مباشرا وصريحا . لان ترك الفلسطينيين لوحدهم في هذا الوقت سيكون بمثابة حكم اعدام مطلق على الهوية الفلسطينية والقومية العربية في فلسطين .
في معاهدة فرساي 1918 وبعد هزيمة الدولة العثمانية جرى إعادة ترسيم العالم العربية بطريقة تمنع تحديد مصير بلاد الشام ( سوريا – لبنان - الأردن – وفلسطين ) . ومنذ لك الوقت تندلع الحروب والمعارك في بلاد الشام ولا تنطفئ ابدا .
الدول العربية التي أصابها الذعر من ترامب وطبعت مع الاحتلال مثل المغرب والسودان والبحرين والامارات لم تكتف بعدم وجود اية مطالب أو شروط او حقوق لها في هذه الصكوك . وانما لم تجرؤ على ذكر اسم فلسطين امام رئيس الموساد ، لدرجة ان الصحافة العبرية كتبت تتساءل : لماذا لم تطلب هذه العواصم أي شيء مقابل التطبيع مع ان تل ابيب كانت مستعدة لفعل أي شيء مقابل هذه الهدايا المجانية !!

ربما لا نعلم أي شيء عن مدى التنسيق السعودي – الفلسطيني ، ولا أية معلومة عن اللقاءات الكثيرة والمكثفة التي تجمع الملك السعودي وولي العهد مع الرئيس أبو مازن . وهل تتناول هذه اللقاءات ملف التطبيع ام لا ؟ وكلما سألنا الرئيس عباس عن هذا الامر يشيد بقوة بالموقف السعودي ويمتدح السياسة السعودية في دعم فلسطين .
ومن المؤكد ان هذا الامر لم يعد ملفا سريا فإسرائيل تبتذل نفسها كثيرا في هذا الامر ، وجماعة نتانياهو لا يتوانوا عن استخدام عنوان التطبيع مع السعودية في قهر الفلسطينيين وفي تحسين صورة نتانياهو امام جمهوره الناخب .

حين باغت الرئيس المصري محمد أنور السادات الرأي العام وجماهير مصر والعرب وزار الكنيست وبدأ مفاوضات مع مناحيم بيغين . جلس في خيمة امام فندق مينا هاوس ورفع علم فلسطين ، ولكن الزعيم عرفات وبقرار فلسطيني وعربي لم يحضر الى خيمة مينا هاوس ورفض الدخول في هذه المفاوضات .وبعد 15 عاما جاءت اتفاقيات أوسلو أسوأ بكثير من مينا هاوس .
لا نريد ان يباغتنا التاريخ مرة أخرى . ولا نريد من اية جهة ولا اية دولة عربية او تنظيم فلسطيني ان يباغتنا مرة أخرى . نريد معرفة كل الحقيقة عما يحدث ، ومع الجزائر وتونس وسوريا وكل الدول العربية الراعية لفلسطين وأهلها . تعتبر السعودية الان هي الطلقة العربية الأخيرة في مسدس التاريخ المعاصر .
وضع الفلسطينيين الداخلي في اسوأ حال . انقسام وتيه سياسي وعدوان عسكري واقتصادي وحصار . ولا اخجل ولا اتردد ان اقول : ان الشعب الفلسطيني كان ولا يزال امانة في اعناق العرب حكومات وشعوبا . وامانة في عنق الملوك والزعماء وتحديا الملك السعودي وولي عهده ، وهذا نداء استغاثة من فلسطيني يعيش في الارض المحتلة.