" القعيد " رواية نافذ الرفاعي

سألته العرافة:
ماذا تكتب هذه الأيام ؟
أجابها اكتب عن احلام القعيد.
وهل فعلا هذه الأحلام تستحق أن نكتب عنها؟
أنها ليست أحلاما طائشة في زمن الطيران المسير .
:إذن زدني أيضاحا .
رواية قيد الكتابة تنثر الاحلام المكسورة على العمود الفقري للقعيد ،
المتوثب للقفز والتسلق لأعالي جبال الهموم ،
المتسلح بجبروت حالة البؤس والفقر والمرض،
تتولد من قلب الطين خيال عاشق للحياة بعدما يئس من العجز وربطه في دبابيس القانتات.
.
إذن تكتب.او ترسم بالحروف هلوساتك الدائمة،
لقد وشيت بك للشعراء والكتاب،
وشهرت بك أكثر مما تعتقد،
حالفني مسؤول رديء كي يحاصر المسمى وينتهز الفرص التي أضعتها لعدم غنائك مع القطيع .
قال: لقد نسيت وأذكر أن القعيد مصير لهؤلاء الراكضين وراء السراب ،
وان القعيد موسم الانفلونزا الذي أصاب الباحثين عن أرض النفاق ،
.لقد نسيت انك من المحرضين الذين يستفزون قلمي الحالم بالقفز كما الزنبرك بحثا عن مسار.
.
:وهل وجدت رمزك الضائع في معطف القعيد؟
:ام واصلت بحثك بلا جدوى ؟
: لا وصلت منتصف السبيل وامسكت القنديل برفق خوفا على زجاجه البلوري والذي يسكنه النور ،
إذن ستعفينا من رموزك الطاغية ودلالاتك المستترة
وافكارك المتمردة ،
وتأويلك القاسي .
: أنا اكتب بمنتهى العفوية ولا يغيب عنك مجاهيل الغيب الذي تطرقين.
وانا اواجه منظومة القيم الضائعة بطقوسي الصوفية،
وادور حول عالمي في رقصة مبهمة، ورأسي لا يحملني وينحني اجلالا للمنشد المتجلي .
صمتت العرافة وأشارت بيدها: اكتب.