|
صدور كتاب" تغيير المشهد في فلسطين: جغرافيا وعمرانيا" بعد أربع سنوات من الجهد المتواصل
نشر بتاريخ: 26/08/2023 ( آخر تحديث: 27/08/2023 الساعة: 13:36 )
رام الله- معا- الكتاب وثيقة هامة: للدارسين، والباحثين، والمهتمين، وللسياسيين، و لصنّاع القرار في وطننا الحبيب، وإضافة نوعية للمكتبات، العربية والفلسطينية. الكاتب: نصير أحمد الريماوي صدر قبل أيام قليلة عن "دار وائل للنشر" في عمان بالأردن، وظهر إلى النور، كتاب هام وجديد يحمل عنوانا لافتا، ومثيرا للقارئ "تغيير المشهد في فلسطين: جغرافيا وعمرانيا"، من تأليف الدكتورين: حسين الريماوي و سالم ذوابة من جامعة بيرزيت بعد أربع سنوات من الجهد البحثي المتواصل في جمع:المعلومات، والوثائق، والصور، والمخططات، والاحصائيات. يتكون هذا الكتاب - الذي نحن بصدده - من(200) صفحة من القطع المتوسط، وتعانق غلافه خارطة فلسطين ملونة بألوان العلم الفلسطيني كجزء من خارطة العالم. في حديثي مع د. حسين الريماوي عن الكتاب، أوضح لي: أنهما باحثان وجدا من الضرورة بمكان، وضع القارئ في واقع مشهد فلسطين الجغرافي، والعمراني الحالي، والمخططات الصهيونية الاستعمارية المستقبلية الهادفة إلى تمزيق الجغرافيا الفلسطينية، والحيلولة دون إقامة دولة فلسطيني متواصلة جغرافيا. من الجدير ذكره، أن فلسطين تعرضت خلال القرنين: العشرين و الحادي والعشرين لتغيير في مشهدها الجغرافي والعمراني نتيجة للاحتلال الإسرائيلي للأرض والإنسان. يحتوي الكتاب على خمسة فصول، حيث يشمل الفصل الأول مقدِّمة في جغرافية فلسطين، يتناول فيها الموقع الجغرافي، ومظاهر السطح والمناخ، والأنشطة الاقتصادية. أما الفصل الثاني، فيتحدث عن تطور أعداد السكان في فلسطين منذ العهد العثماني وحتى الوقت الحاضر، ويقوم بمقارنة بين أعداد السكان العرب واليهود في الماضي والحاضر، ويناقش مستقبل السكان، بالإضافة إلى مناقشة قضية اللاجئين الفلسطينيين، سواء كانوا داخل فلسطين، أو في الشتات، كما يتطرق إلى إمكانية تنفيذ حق العودة. بينما يتناول الفصل الثالث، التطور العمراني في فلسطين قبل عام 1948، مدعّما بالعديد من الخرائط، والصور، والمخططات، والاحصائيات كرد على قول "فلسطين كانت أرضًا بلا شعب لشعب بلا أرض". الفصل الرابع يتناول الاستيطان الصهيوني في فلسطين من منتصف القرن التاسع عشر حتى الوقت الحاضر، حيث يقسم الموضوع إلى فترات تاريخية تتناسب مع أنظمة الحكم المختلفة في فلسطين. لقد خصص الباحثان الفصل الخامس لدراسة مدينة القدس والتغييرات الدينية التي تعرضت لها وما زالت تتعرض المقدسات، الإسلامية والمسيحية لهجمات إسرائيلية تهدف إلى تهميشها أو إزالتها، ويتناول أيضًا، محاولات تحقيق الأغلبية اليهودية في المدينة واحداث تغييرات البنية العمرانية لصالح التفكير الديني التوراتي المتطرف. أظهرت دراسة مدينة القدس بشكل جلي، أن هذا التغيير الذي تعرض له مشهد المدينة، لم يكن وليد لحظته، بل إنه امتد وبشكل تراكمي منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر. كما أنه يمتد إلى المستقبل القريب وحتى عام 2050م. تزامن هذا التغيير في مشهد المدينة المقدسة خلال هذه المدة الطويلة مع الدعم السخي الغربي سواء للمؤسسات الأجنبية أو لإسرائيل. بالتدقيق في واقع مشهد مدينة القدس، يمكن للمراقب أن يرى مدينة تتطور باتجاه فصل عنصري لصالح فكرة الانغلاق الديني؛ ومن ثم حرمانها من تعدديتها الدينية التي دامت لعدة قرون. إن ما يحصل للمدينة المقدسة هو محاولة يائسة لإطالة عمر المشروع الصهيوني في فلسطين، كما أنه تجسيد للكيفية التي تم بها تسخير علم التخطيط لصالح الممارسات العنصرية، والتي لا يمكن أن تجد لها مكانا في بداية القرن الحادي والعشرين. ويتضمن أيضا الفصل الأخير، بناء جدار الفصل العنصري الذي أصبح يتلوى داخل الأراضي الفلسطينية، ملتهما مساحات شاسعة منها لصلح هذه المستعمرات الصهيونية. يرى الباحثان أن مصادرة وإلحاق هذه المساحات بالنهاية لتصبح تحت سيطرة الاحتلال، وعزل الكثير من القرى والبلدات الفلسطينية. يذكر الكتاب، أن هذا الجدار يدخل في بعض مناطق الضفة بعمق يتفاوت ما بين (15 إلى 20) كيلومترا، مدمرا الكثير من المنازل، والأراضي الزراعية في بعضها الآخر، ومصادرا مساحات شاسعة غنية بمصادر المياه، ويبلغ طوله ضعف طول خط الهدنة لعام 1949 ، ومحاصرا الكثير من التجمعات الفلسطينية، ويعمل على عزل هذه التجمعات بعضها عن بعض بهدف الحيلولة دون قيام نسيج عمراني متواصل لهذه التجمعات. هذا الكتاب، أعده المؤلفان لقرّاء اللغة العربية، سواء كانوا باحثين يسعون لاكتساب المعرفة أو مهتمين بالتغيرات التي تطرأ على فلسطين، والتي شهدت تغيرات سريعة ومنهجية في منظرها الجغرافي والعمراني، مما أثر بشكل سلبي على الأرض والسكان. مع العلم أنهما أصدرا كتابا آخر باللغة الإنجليزية في المانيا عام 2011م وبيع في العالم للقرّاء الأجانب. تم استخدام تقنيات حديثة في رسم الخرائط، مثل نظم المعلومات الجغرافية، واعتمد الباحثان على البيانات من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. يهدف هذا الكتاب إلى توثيق واقع فلسطين، وتزويد الأجيال القادمة بالمعرفة اللازمة حولها، نظرًا لنقص المراجع العربية الشاملة حول هذا الموضوع. استطيع القول، أن هذا الجهد المشكور، يمثل وثيقة هامة: للدارسين، والباحثين، والمهتمين، وللسياسيين، ولصنّاع القرار في وطننا الحبيب، وإضافة نوعية للمكتبات، العربية والفلسطينية. |