|
قوات الاحتلال تحول "روابي العيسوية" إلى سجن
نشر بتاريخ: 01/09/2023 ( آخر تحديث: 01/09/2023 الساعة: 20:21 )
القدس- معا- تقرير ميسة أبو غزالة - حولت سلطات الاحتلال حياة أهالي "روابي العيسوية" الى سجن داخل منازلهم وأراضيهم، بفرض القيود على دخولهم وخروجهم من أراضيهم، وحرمانهم من حرية التنقل داخل بلدتهم، بعد وضع جدار وبوابة حديدية وإحاطتها بالأسلاك الشائكة، وبات التحرك مرهونا بقرارات الجنود المتواجدين داخل المعسكر المقام على أراضيهم. وتدريجيا بدأت السلطات بمصادرة أراضي العيسوية في المنطقة الشرقية ووضع اليد عليها، وعزل أجزاء كبيرة بالجدار العازل وبالجدار الحديدي، وفي منطقة روابي العيسوية بالتحديد أقام الاحتلال معسكره، وحول المكان الى نقطة عسكرية ووضع الجدار والبوابة الحديدية، دون الاهتمام بحياة ما يزيد عن 40 فردا من أهالي العيسوية، الذين يعيشون في المكان ويحملون الهوية الإسرائيلية. وأحد أصحاب الأراضي في منطقة روابي العيسوية "المرحوم راضي أحمد ناصر"، كان قد أوصى بدفنه في أرضه في المكان لحمايتها من المصادرة ومخططات الاحتلال، وبالفعل نفذ أبنائه وصيته واليوم هم يحافظون على أرضهم ويؤكدون على ثباتهم فيها رغم المضايقات اليومية، وتحويل حياة الى سجن . وفوجئ أهالي منطقة روابي العيسوية قبل يومين، بمنع خروجهم ودخولهم عبر البوابة كما هو معتاد منذ ما يقارب 13 عاما، واحتجاجا على القرار أقام أهالي البلدة الصلاة على أراضيهم مطالبين بفتح البوابة أمام الأهالي والمزارعين وعدم وضع القيود على تحركاتهم.
وحول ذلك أوضح مأمون محيسن من أهالي بلدة العيسوية، أنه قبل يومين فوجئ الأهالي بقرار من معسكر الاحتلال يقضي بمنع استخدام البوابة الحديدية، والتي يتم من خلالها خروج سكان "روابي العيسوية" وعودتهم الى منازلهم وأراضيهم، وكذلك دخول المزارعين الذين يملكون الأراضي . وأضاف محيسن:" عائلات روابي العيسوية تعيش في المكان منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، بعد البناء داخل الأراضي التي يملكون كافة الأوراق الثبوتية بملكيتهم لها، وتوسع البناء تدريجيا مع الزيادة الطبيعة لعدد السكان، وكانت المنطقة خالية بالكامل". وأضاف:"خلال السنوات الماضية بدأت المضايقات ومصادرة الأراضي في المنطقة، وقاموا ببناء المعسكر وتحويلها الى منطقة عسكرية، مع السماح بحرية الحركة للعائلات والمزراعين، لكن قبل يومين أصبحت سلطات الاحتلال تتبع إجراءات جديدة لاستخدام البوابة. وأكد محيسن على ضرورة فتح البوابة الحديدية للسكان وكافة المزارعين دون قيد أو شرط. ولفت محيسن أن أراضي العيسوية تبلغ 14874 دونما مقسمة على 7 أحواض، الأهالي يعيشون فقط ب900 دونما. وأضاف محيسن أن الاحتلال يمنع سكان العيسوية من استخدام أراضيهم في المنطقة الشرقية، سواء للزراعة أو للسكان، فيقومون بعمليات هدم وتجريف بشكل دائم. وأوضح أن أجزاء من المنطقة وحسب مخططات الاحتلال مشروع "E1". الشاب محمد راضي – من سكان منطقة روابي العيسوية-، أوضح أن الاحتلال يمنع منذ يومين من الدخول والخروج عبر البوابة، وقال:" الاجراء الذي كان متبعا منذ سنوات لاستخدام البوابة وبقرار من المحكمة العليا هو "وجود أسماء لأصحاب المنازل وأفراد عائلاتهم وللمزارعين بالمعسكر، ويتم فحصها في كل مرة قبل السماح لهم بالخروج منها أو الدخول اليها"، ولكن اختلف الحال قبل يومين وأصبح الجنود يطالبونا باستخدام طريق "زعيم" للوصول الى العيسوية أو القدس. وقال راضي:" تم مسح اسمي وأسماء أولادي من "قائمة الأسماء المسجلة" دون أي سبب، أطفال وكبار سن مسحت أسمائهم ويتم منعهم من استخدام هذه البوابة، متسائلا: ماذا لو احتاج أحد الأطفال أو المرضى لعلاج وماذا لو حدث أأي طارئ؟ ولفت راضي أن هذا الاجراء تزامن مع افتتاح المدارس، وجميع أطفال روابي العيسوية يدرسون في مدارس العيسوية، والطريق الى مدراسهم يحتاج عدة دقائق فقط، ولكن مع اغلاق البوابة قد يستغرق الأمر ساعة للوصول." والدة محمد راضي قالت:" نحن هنا منذ عام 1974 قبل معسكر الاحتلال وقبل البوابة والجدار، ولدينا قرار من المحكمة العليا للبقاء والعيش في الأرض، قمنا بشق الشارع وعمل تمديدات المياه والكهرباء والبنية التحتية اللازمة لتأهيل المنطقة للسكن، ولكن الحال اختلف منذ بناء المعسكر، مضايقات متواصلة وصولا الى محاولة منعنا من التحرك بحرية."
|