وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إعادة إحياء «مسيرات العودة» يحتاج إلى دراسة!!

نشر بتاريخ: 02/09/2023 ( آخر تحديث: 02/09/2023 الساعة: 12:50 )
إعادة إحياء «مسيرات العودة» يحتاج إلى دراسة!!

خرج يوم أمس الجمعة 01/09/2023 مئات المواطنين للتظاهر في منطقة ملكة شرق غزة بعد غياب طويل بسبب منع أمن حماس لاي احد من الاقتراب من الحدود، ما أسفر عن إصابة العشرات منهم بالاختناق ومنهم بالرصاص الحي، وكانت جرافات حماس قد أعادت تمهيد الأرض لاقامة ما تسميه مخيمات العودة تمهيدا لعودة "مسيرات العودة الكبرى" وفعالياتها بالأراضي المحتلة التي كانت قد انطلقت في 30 مارس/آذار من العام 2018، واستمرت 21 شهرا، قبل أن يتم تعليقها في ديسمبر/ كانون الأول 2019، لتعود الان على استحياء بسبب المعارضة الشديدة لها من قبل الفصائل الفلسطينية والمواطنين.

إن إعادة إحياء ما يسمى بــ"مسيرات العودة وكسر الحصار" يثير كثيرا من التساؤلات حول مدى فعاليتها، والإنجازات التي حققتها، والأهداف التي أخفقت في الوصول إليها. ومما لا شك فيه أن من إنجازات المسيرات، رغم تكلفتها خسائر بشرية كبيرة، (215) شهيد بينهم (47) طفلاً، وسيدتان، وما يقارب عشرين ألف جريح، هو تخفيف الحصار عن قطاع غزة جزئياً وتوظيفها من قبل حركة حماس لتحقيق أهداف سياسية خاصة بها، وفتح افق سياسي خارجي لحركة حماس لتكون البديل "الوظيفي" لمنظمة التحرير الفلسطينية، بمساعدة دول عربية واقليمية.

إن مسيرات العودة كفكرة هي جميلة ورائعة لأنها تحي حلم العودة في نفوس الفلسطينيين في الداخل والمهجر وتفشل المساعي الإسرائيلية في القضاء على قضية اللاجئين والعودة وضرورة إيجاد حل عادل لهم، كما وتسلّط الضوء على واقع الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، باستهداف المتظاهرين السلميين، وكذلك واقع قطاع غزة والحصار المفروض عليه. كما ساهمت المسيرات في انتزاع جملة من القرارات الدولية في إدانة الاحتلال، عبر تشكيل لجنة تقصي حقائق من قبل مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة؛ للنظر في جرائم الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين بغزة.

لكن من الواضح جدا ان تلك المسيرات لم تحقق شيئاً من الأهداف المعلنة والتي ابرزها هو كسر الحصار عن غزة، الذي لم ينكسر، بعد أن استنفدت المطلوب منها، ووصلت إلى ذروة ما تستطيع أن تقدمه من إنجازات وهي: ضخ "الأموال القطرية" لدعم بقاء حكم حماس لقطاع غزة وتعزيز الانقسام الفلسطيني ليصل لمرحلة الانفصال التام.

مسيرات العودة كانت فكرة خلاقة من أجل وضع القضية الفلسطينية على طاولة اللاعبين الدوليين والاقليميين وتحريك الشارع العربي والإسلامي في وقت كانت بعض الدول العربية تهرول وراء وهم التطبيع مع دولة الاحتلال من خلال ما سمي حينها بــ"صفقة القرن"، لكن ما حصل هو استغلال لهذه المسيرات الشعبية وسرقة لنضالات الشباب الغزي مقابل فتات من المال القطري، وبعد توقفها لم يجد هؤلاء الشباب وخاصة الجرحى منهم والمبتورة ارجلهم من يقوم حتى على علاجهم وتوفير ابسط حقوقهم كالدواء والعلاج وكل يوم نرى حالات انتحار بينهم ونرى مئات الفيديوهات منهم وهم يبكون ويناشدون أي احد ان يلتفت اليهم ويوفر لهم العلاج.

انت، قبل أن تدعوا لإعادة احياء ما يسمى بمسيرات العودة يجب عليك دراسة الماضي الأليم لهذه المسيرة، دراسة متأنية من جديد لان المتغيرات كثيرة والظروف ليست متشابهة.

تنويه خاص: انتخابات البرايمرز او المناطق التنظيمية في حركة فتح التي انطلقت بعد اعلان ابومازن عن موعد المؤتمر الثامن لحركة فتح يشوبه الكثير من الكولسات وإعادة انتاج نفس الوجوه القديمة التي فشلت في زحزحة الوضع التنظيمي لاي شيء سوا مزيدا من الفشل. بالله عليكم ما زهقتوا؟!!!!