الشابة زينة عبدو تفقد حريتها بعد تسليم نفسها للاحتلال

القدس- تقرير معا- لا شيء اصعب من ان يفقد الانسان حريته، ان يفقد حركته في بيت آمن، أن يفقد طعاما أحبه، أهل وأصدقاء وأحاديث عائلية دافئة.

ربما القرار الأصعب ان يكون ذلك بإرادته مرغما، يفرضه الاحتلال ومحاكمه وقوانينه، بغض النظر عن جنس أو سن من يحكم.

الشابة زينة عبدو (18 عاما) ستفقد حريتها بدءا من اليوم، ستبدأ فترة الحبس الفعلي لستة أشهر قادمة، بعد الحبس المنزلي الذي قيدها في منزلها وحرمها من أبسط حقوق الإنسان لمدة 8 أشهر.

"راح اشتاق للقدس ووجه أمي.."هذه العبارة التي اخذت الشابة زينة بترديدها على طول الطريق الواصل بين منزلها في قرية جبل المكبر وصولا الى سجن "الرملة"، حيث سلمت نفسها لقضاء حكمها.

قالت قبل وصولها السجن "هذا هوا الحرية سوف انحرم منه لعدة أشهر في السجن، صعب جدا تسليم نفسي للسجن بس هذا قرار الاحتلال."

وقضت الشابة زينة ليلتها بين أفراد عائلتها وقالت:" لم أنم، سهرت مع اهلي ودعتهم قبل السجن.. وحكينا كتير."

وصباحا قبل توجه زينة الى السجن تناولت الإفطار المقدسي المميز "الكعك والفلافل" وقالت:" الظروف الاعتقالية داخل السجون صعبة وقاسية، سواء الغرف والمعاملة والطعام المقدم للاسيرات، لافتة انها قضت في الحبس حوالي شهر كانون الأول الماضي قبل تحويلها للحبس المنزلي".

وأكثر من يقلق الشابة زينة اعتقال شقيقها كرم حيث لا يزال قيد التحقيق وقالت:" الأسبوع الماضي اقتحموا البيت واعتقلوا اخوي واعتدوا عليه، راح ادخل على السجن وما اح أعرف الاخبار عنه "سيتم توقيفه او الافراج عنه، خايفة كتير على أخوي."

وكانت الشابة زينة قد قضت 8 أشهر بالحبس المنزلي منذ شهر كانون الأول 2022 حتى تموز الماضي، حين صدر الحكم بالسجن الفعلي ضدها"، واليوم سلمت نفسها لتبدأ السجن الفعلي من جديد.

وحول فترة الحبس المنزلي قالت:" كانت فترة قاسية وصعبة، وانحرمت من التوجيهي، انحرمت من مشاركة اهلي في عدة مناسبات، منعت الوصول باب المنزل، قيود كثيرة، ومضايقات باقتحام المنزل كانت مستمرة طوال فترة الحبس المنزلي."

وأدانت محكمة الاحتلال الشابة المقدسية زينة بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي، واعتقلت خلال سيرها في منطقة باب الاسباط وتعرضت حينها للضرب والتحقيق القاسي.

وبعد تسليم الشابة زينة نفسها لسجن الرملة، ارتفع عدد الاسيرات إلى 37 أسيرة، بينهن 17 من محافظة القدس، كما اوضح أمجد ابو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين.