|
عين الحلوة والسلاح.. مسلمات يجب تجاوزها
نشر بتاريخ: 16/09/2023 ( آخر تحديث: 16/09/2023 الساعة: 17:25 )
أحداث مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينين في لبنان والتي بدأت قبل اسابيع بقتال مسلح واغتيالات بين جماعات متأسلمة ارهابيه وبين عناصر من حركة فتح اصبحت تشكل خطر جدي على الوجود الفلسطيني هناك. هذه ليست المرة الاولى التي تنشب بها معارك فلسطينية فلسطينية في مخيمات لبنان. احداث نهر البارد التي استمرت اربعة اشهر من مايو وحتى سبتمبر 2007 خلفت دمار وقتل وجرحى وثكالى اضافة الى ازمة اقتصادية اجتماعيه خانقه انذاك … نتيجة مشابهه ستكون دون ادنى شك لما يحدث الان في مخيم عين الحلوة. احتمال محاصرة الوضع الامني وانهائه في مخيم عين الحلوه ومنع اتساع رقعته لتصل بالمستقبل الى مخيمات فلسطينية اخرى بلبنان تكاد تكون مستحيلة. السؤال الملح هو ما العمل للخروج من هذه المتاهه المدمره للوجود الفلسطيني في لبنان؟ رغم اننا نعرف بان سلاح الفصائل الفلسطينية وتواجده داخل المخيمات تم الاتفاق عليه بمبادرة من الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر بعد احداث سنة ١٩٦٩ واصبح منذ ذلك التاريخ مسلم به وبقي حتى يومنا هذا وكأن لبنان لم يتغير والوجود الفلسطيني ومكانته بلبنان لم يتغير ووواقع وديمغرافية المخيمات لم تتغير. سلاح المخيمات وحماية الوجود الفلسطيني كان مهم جداً بالماضي خصوصاً بعد ما حدث من مجازرفي مخيم تل الزعتر وغيره من المخيمات الفلسطينيه … الا ان هذه الحقيقه لا تخفي الحقيقة بان سلاح ومسلحين من المخيمات الفلسطينية تم تشغيلهم من قبل اطراف لبنانية واقليميه لاهداف تخرج عن الهدف الذي تم الاتفاق عليه انذاك مما دعم اطراف لبنانيه، عنصرية بالاساس، بتكثيف المطالبة بنزع سلاح المخيمات الفلسطينيه بل واكثر من ذالك … بعض القوى اللبنانية تطالب بانهاء الوجود الفلسطيني هناك وترحيل الفلسطينيين مع ان الاكثرية الساحقة من اللاجئين الفلسطينين في لبنان اناس مسالمين لا يبحثون سوى عن العيش بامان رغم التعقيدات اللبنانية الرسمية الجاحفه بحقهم بالعمل والبناء والتملك. هذه الاكثريه الساحقه لاجئون بحسب الاعراف الدوليه وتم استقبالهم واسكانهم برضى وترحيب الشعب اللبناني الشقيق والدوله اللبنانيه وسيبقون حتى عودتهم الى قراهم ومدنهم التي هجروا منها بالتطهير العرقي الذي قامت به الحركات الصهيونية الارهابية في ١٩٤٨. احداث عين الحلوة الدامية والفلتان الامني داخل المخيم الذي خرج عن السيطرة دعم هذه القوى اللبنانية العنصرية في مطالبتها بانهاء الوجود الفلسطيني في لبنان وكلام بعض القيادات الميدانية بالمخيم وبعض الناشطون الفلسطينيون حول شرعية سلاح المخيمات ليس بعيد عن الواقع والحاجة الملحة لاكثرية سكان المخيمات الفلسطينيه بل اصبح مضر للفلسطينيين ووجودهم في لبنان وبهذه الاصوات، ولو عن غير قصد، دعم مجاني للقوى العنصرية المعادية للفلسطينيين في لبنان. الفلسطينيون في لبنان وقياداتهم السياسية المنضوية تحت خيمة منظمة التحرير الفلسطينية والعاملة بالساحة اللبنانية خصوصاً وقعت في اخطاء تكتيكية واستراتيجية جسيمة في الماضي والحقت الضرر في مكانة الفلسطينيين هناك وكما يبدو فأن دروس الماضي لم يتم التعلم منها ولم يتم استخلاص العبر الملائمة من هذه الدروس الصعبه الدامية. اليوم اصبحت بعض المخيمات الفلسطينية واولها مخيم عين الحلوة والبداوي مرتع ومخبأ للارهابيين المتأسلمين الذين شاركوا في الحرب على سوريا. دخول هذه المجموعات الارهابية لم يكن بالخفى كما يظن البعض بل حدث هذا تحت عيون الاجهزه الامنية اللبنانية وتم احتضانهم من قبل مجموعات فلسطينية في المخيمات. هذه المجموعات اتت مدججة بالسلاح واستغلت الامر الواقع داخل المخيمات لتكديس السلاح الذي تستعمله الان لاجندة مختلفه للسيطره على المخيمات غير مباليه لمصير الاكثرية الساحقة من المدنيين الفلسطينيين المسالمين في لبنان. تحتمي هذه المجموعات الارهابية المتأسلمة بخصوصية المخيم الفلسطيني التي تحترمها الحكومة اللبنانية وجيشها وللاسف الشديد سكتت الفصائل الفلسطينية على اغتصاب هذه الخصوصية من قبل هذه المجموعات واحياناً قُدم لها الملاجىء والامان رغم علم الجميع بتاريخ واعمال هذه المجموعات المشينه في سوريا. هؤلاء وان كان قسم منهم فلسطيني الجنسية الا ان هذه الحقيقة لا تلقي عليه عباءة الشرف الفلسطيني الذي حملها وحماها اهل المخيمات الفلسطينية بدمائهم وبأبنائهم … النتيجة عن هذه التصرفات من قبل اطراف لبنانية وفلسطينية ايضاً خلال السنوات الماضية نرى الان نتيجته الدامية في مخيم عين الحلوة. الاكثرية الساحقة من اللاجئين الفلسطينيين بلبنان تحترم الدولة والشعب اللبناني وتكن لهم شكراً كبير على تحملهم عبء الضيافة على مدار العشرات السنين الماضية وما يحصل الان يضع الاخوة اللبنانية الفلسطينية على مفترق طرق صعب جداً. الخروج من هذه المتاهة التي وقعت بها المخيمات الفلسطينية بلبنان يحتاج الى جرءه وواقعية بالتعامل مع الحدث ومع مستقبل الوجود الفلسطيني بلبنان وهذا لن يتم بتقديس مسلمات من الماضي اصبحت خارج الواقع وخارج المصلحة الوطنية الفلسطينية… وهنا اود ان انوه الى بعض الخطوات اللازمة والملحة لحل جذري باحترام مكانة اللاجئين الفلسطينيين وباحترام قوانين الدولة المضيفة. اولا الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان سببه الاساسي هو القوانين المجحفه بحقهم في العمل والسكن والتملك. لبنان وقعت اتفاقيات دولية تحترم خصوصية اللاجىء السياسي وتعطيه حقوقه الانسانية وعلى الدولة والحكومة اللبنانية ان تحترم هذه المعاهدات التي وقعتها وتلغي هذه القوانين العنصرية بحق اللاجئين الفلسطينيين. الكل يعرف بان المجموعات الارهابية كانت وما زالت تستغل هذه المصيبة الاقتصادية والاجتماعية لاهل المخيمات لتشتري الحماية والسكوت مقابل لقمة العيش. تجفيف مستنقع الارهاب والفلتان الامني بالمخيمات يبذأ في اعطاء الفلسطيني حقوقه الانسانية التي تحفظه له المعاهدات الدولية. ثانياً خروج الفلسطيني من المخيم، ان استطاع وسمح له بالتملك والاجره، لن يؤثر على مكانته كلاجيء ولن يقلل من تمسكه بحق العودة ومن يدعي غير ذلك، من عرب وفلسطينيين، عليه ان ينظر الى مئات الالاف اللاجئين الفلسطينيين في العلام الغربي والتي رغم الراحه الاقتصاديه والبعد الجغرافي ما زالت تتشبث بحق العوده. هذا الامر به ان يكون ويصبح راحة للاجئين الفلسطينين في المخيمات وللدولة اللبنانية ايضاً. هذا يتطلب قبل كل شيء التخلي عن مسلمات الماضي والنظر الى الواقع الذي نعيشه في القرن ٢١. ثالثاً المخيمات الفلسطينية في لبنان ليست اراضي خارج الدولة والسيادة اللبنانية … هي جزء من هذا الكيان السياسي والاجتماعي في هذا البلد الشقيق … امن المخيمات وضبط الحياة داخلها لم يعد، في ظل الواقع الجديد في فلسطين والاقليم، شأن فلسطيني بحت كما كان في عشرات السنين الماضية خصوصاً وان احداث مخيم عين الحلوة واحداث مخيمات اخرى في الماضي يوضح جلياً بان الفلسطينيين وقياداتهم الموقعية لم تعد تسيطر على الوضع لا بالسلاح ولا بالتراضي. الواقع اصبح يشكل خطر على امن الفلسطينيين وامن اللبنانيين بذات الدرجة. السلاح الفلسطيني داخل المخيمات يخدم فقط العنجهية الفصائلية وسبب اساسي في الاندثار الاجتماعي والامني بالمخيمات ووجب الان تسليم هذا السلاح الذي الذي اصبح يقتل الفلسطيني فقط وتسليم امن المخيمات للاجهزة الامنية اللبنانية التي تخاذلت بالماضي بالتعاطي مع دخول المجموعات الارهابية للمخيمات. حماية اللاجئة هي مهمة الدولة المضيفه … هذاهو الحال في كل دول العالم وهكذا تراه كل المعاهدات الدولية وعلى لبنان وحكومته ان يتحملا هذه المسؤولية . الفلسطيني في لبنان كان رائد بالماضي في بناء لبنان واقتصاد لبنان والامثلة عديدة جداً ويشهد عليها الشرفاء بلبنان وقدرات شعبنا الفلسطيني العلمية والمهنية وقدراته الاقتصادية في لبنان رافعة للدولة اللبنانية ولشعبها وليس عبء كما تتدعي الجهات العنصرية بلبنان. |