|
أُوسلو: اتفاق سلام حوله النتن ياهو الى فخ اصطاد به السلام.
نشر بتاريخ: 25/09/2023 ( آخر تحديث: 25/09/2023 الساعة: 17:53 )
رسالة الى المؤتمر الثامن
يشهد هذا الشهر سبتمبر على مرور ثلاثين سنة على توقيع اتفاق اوسلو تخللها العديد من الاحداث جعلت من تطبيق هذا الاتفاق مهمة مستحيلة على الرغم من كل ما له و كل ما عليه وعلى الرغم من تخوين البعض الفلسطيني لهذا الاتفاق مع انه اعاد الى الوطن اكثر من نصف مليون فلسطيني جلهم من المحاربين من اجل الحرية من كوادر وقيادات الثورة الفلسطينية المعاصرة وهو ما يدل على ان اتفاق اوسلو كان من الممكن له ان يؤسس لحل للصراع وهو الامر الذي اثار حفيظة اعداء السلام من اليمين الصهيوني العنصري اصحاب مشروع حدود اسرائيل من الفرات الى النيل. الاحداث التي نحن بصددها و التي حولت الاتفاق الى فخ تم توظيفه لخدمة المشروع الصهيوني التوسعي انف الذكر هي احداث حصلت ضمن جغرافيا الاتفاق اي على ارض فلسطين التاريخية والتي بدأت سنة 1995 باعتيال الراعي الحصري للاتفاق من الجانب الاسرائيلي وهو رايبن الذي تم اغتياله وهو ما زال يحتفظ باهم بنود الاتفاق في راسه وعلى راسها اعلان الدولة الفلسطينية في مايو سنة 1999 مع ان كثيرين من الفلسطينيين يرفضون هذه القراءة لعدة اعتبارات اهمها ان لا مصداقية لرابين كونه جنرال صهيوني قام بدور كبيرفي اجهاض وقمع الانتفاضة الاولى وصلت الى حد تكسيره لعظام بعض المنتفضين من جنرالات الحجارة كما كان يصفهم الشهيد عرفات اضافة الى موقف رابين السلبي من مجزرة الحرم الابراهيمي بان ابقى على حاضنة الارهاب اليهودي في مكانها في مدينة الخليل القديمة وفي ذلك طبعا ما يبرر سبب انعدام الثقة برابين و نواياه من قبل الرافضين لاتفاق اوسلو من الجانب الفلسطيني مع ان اغتياله من قبل اعداء السلام في اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال من المفروض ان يخلق حيز ايجابي لصالح موضوع الثقة والمصداقية والنوايا التي كان يبيتها رابين في راسه من اجل ايجاد حل ممكن للصراع اضافة الى انه من القلائل من زعماء اسرائيل الذي اقر واعترف بطرد وتهجير الفلسطينيين من ديارهم بالقوة في حرب النكبة. هذه المقدمة تقودنا الى ما تلاها من احداث كلها تؤكد على استحالة تطبيق اي بند من الاتفاق وتحديدا ما يعود منه بالنفع على الفلسطينيين وذلك بعد ان تم انتخاب النتن ياهو العدو الاول للسلام الذي وصل الى سدة الحكم بناء على برنامج انتخابي حرض فيه على اغتيال رابين وحمل بين ثناياه كل ادوات التدمير ليس لاتفاق اوسلو فقط وانما لاي اتفاق آخرقد يؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وهذا يفسر ما ذكرناه بان اغتيال رابين وما تلاه من اعتلاء النتن لسدة الحكم ادى الى تحول اوسلو من اتفاق سلام الى فخ اصطاد به النتن ياهو السلام كما اصطاد لاحقا بعض حكام العرب. بالتيجة اصبح الطرف الفلسطيني هو الطرف الضعيف بعد ان كان الطرف الند واصبح الطرف الذي يُملى عليه بعد ان كان يُملي واصبح لا حق له غير القبول مرغما لما يُملى عليه او الرفض الذي يواجه من قبل الطرف الاخر وهو المحتل الصهيوني بالعقاب الجماعي تارة وبالاغلاق او الخنق وعدم الحركة وتارة بمصادرة اموال المقاصة التي تجبيها اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال مقابل نسبة مئوية وتارة اخرى باجتياح المدن والمخيمات والقتل بدم بارد والاعتقال والى اخر هذه الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في كل يوم. في ظل هذا الانقلاب في العلاقة من الندية الى التبعية صدر قرار صهيوني وبغطاء امريكي باغتيال الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بمادة البولونيم المشع ليلي بعد ذلك انقلاب حماس سنة 2007 الذي طعن المشروع الوطني الفلسطيني بمقتل خصوصا وان الانقلاب الحمساوي كانت قد مهدت له دولة الاحتلال (شارون) بخروج قواتها من غزة دون اي تفاوض او اتفاق مع السلطة الشرعية الفلسطينية حتى لا تلزم اسرائيل نفسها باي مسؤولية لما سيحصل بعد ذلك وتحديدا في الصراع على السيطرة على غزة بين حركتي فتح وحماس والذي ولولا حكمة الرئيس ابومازن كان سيودي الى حرب اهلية . حماس اعتقدت وهي مخطئة بان خروج قوات الاحتلال من غزة كان بسبب ضربات المقاومة وبالتالي حق حماس في السيطرة على غزة علما بان صواريخ حماس في حينه كانت نادرا ما تصل الى خارج حدود غزة اضافة الى ان قوات الاحتلال لم تنسحب من غزة وانما اعادت تموضعها حيث خرجت من الغرفة لتحاصر البيت بدليل حصارها لغزة من البر والبحر لتحيل غزة والى يومنا هذا الى اكبر سجن مفتوح في العالم. السبب الحقيقي وراء خروج قوات شارون سنة 2005 من غزة هو ديمغرافي بامتياز بعد ان تناهى الى مسامع شارون بان اليهود على وشك ان يصبحوا اقلية على ارض فلسطين التاريخية فما كان منه الا ان اخرج قواته من غزة وبذلك يكون قد اخرج كل سكان غزة من المعادلة الديموغرافية في حينه كان عددهم مليون ونصف. ما سبق ليس دفاعا عن اوسلو بالرغم من انه اسقط امام العالم كله والى الابد ورقة التوت عن عورة اسرائيل بان كشف للاعمى والبصير الحقيقة العنصرية للكيان الصهيوني و ممارسته لنظام الفصل العنصري وهو ما يعني استحالة التعايش بكرامة بين الصهاينة والفلسطينيين طالما بقي الحال على ما هو عليه والذي ازداد سوءا بعد ان هيمنت الفاشية والعنصرية على المجتمع الاسرائيلي الذي انتخب مؤخرا ارهابيين و فاشيين واوصلهم لسدة الحكم من امثال بن غفير وسوتريتش الى جانب النتن ياهو قاتل السلام. ما سبق هو بعض من انصاف لمن وقع على الاتفاق وفي نفس الوقت رسالة لاعضاء المؤتمر الثامن لحركة فتح الذي سيعقد في شهر ديسمبر القادم بعد ان تحملت هذه الحركة العظيمة وزر اوسلو على مدار العقود الثلاثة المنصرمة وذلك بسبب ان فتح هي الام الشرعية والبيولوجية للمشروع الوطني الفلسطيني وبالتالي اريدها ان تكون رسالة صلاة من اجل ان لا يكون انعقاد المؤتمر الثامن هو مجرد استحقاق روتيني يستنسخ ما سبقه ولكن وهذا ما اتطلع اليه ومعي كل ابناء الشعب الفلسطيني في ان يكون المؤتمر اعلان لبداية مرحلة ما بعد اوسلو الذي تم اغتياله على يد قتلة رابين .وذلك على الرغم من كل ما قدمه الشعب الفلسطيني ممثلا بحركة فتح من تنازلات خدمة لتحقيق ما تم الاتفاق عليه في اتفاق اوسلو وهو انهاء الصراع بوسائل غير عنفية كوسيلة للوصول الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وهو ما يعني ان المؤتمر الثامن لا بد وان يتمخض عنه ما يجب اان يعيد لحركة فتح هيبتها وللرصاصة الاولى شرارتها وبما يليق ويتماهى مع كل التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني ممثلا بحركة فتح التي ما زالت تحمل الامانة كحركة تحرير للوطن الفلسطيني بمعنى ان يكون المؤتمر الثامن فرصة لانبعاث فتح من جديد كالعنقاء من رماد اوسلو الذي احرقه النتن ياهو في برنامجه الانتخابي الذي نشره في كتابه "مكان تحت الشمس " سنة 1993 والذي كان سُلٍمه الذي صعد عليه للوصول الى سدة الحكم وما زال. حركة فتح ليست حزب السلطة كما انها ليست حزب سياسي كلاسيكي يعمل لمصلحة ايدوبوجية ضيقة ومصلحة اعضاء حزبه وزعامته كما هو حال حركة حماس التي وللاسف تسخر كل ولائها لحزب الاخوان المسلمين . حركة فتخ وعلى التقيض من كل ذلك هي حركة تحرر وطني والشعب الفلسطيني هو حاضنتها ووقود مسيرتها وهو ليس سرا ان فتح هي الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني هو فتح ولا يمكن لهكذا حركة الا ان تنتصر. هذه الفلسفة الفتحاوية وضعها الاباء المؤسسين لتكون بمثابة دستور حركة فتح من اجل احتضان كل ابناء الشعب الفلسطيني مهما اختلفت اراؤهم وتعددت خلفياتهم الايدولوجية طالما تم توظيف كل ذلك من اجل تعزيز الفلسسفة الفتحاوية ومسيرتها الثورية حتى النصر. من الاباء المؤسسين لم يبق على راس الهرم غير الرئيس الفلسطيني ابومازن الذي ما زال يحمل الامانة الامر الذي يضع على كاهله امر صيانة هذه الامانة من اجل تسليمها وبعد عمر طويل لمن هو الاجدر والاقدر على صيانتها وبالطبع لا يجوز ان يكون من بين هؤلاء من يطالب بالولاية لأن طالب الولاية لا يولى والمؤتمر الثامن كونه سيد نفسه و هو السلطة الاعلى في هذه الحركة العظيمة لا بد وان تكون فرصة انعقاده هي الوسيلة والاداة التي يستعين فيها الرئيس ابومازن لتسليم الامانة الى من يستحقها من بين ابناء حركة فتح التي انطلقت كما اسلفنا من اجل هدف ما زال لم يتحقق وهو تحرير الارض الفلسطينية التي تم اغتصابها بالقوة العسكرية وذلك باستخدام كل الوسائل التي تسمح بها الشرعية الدولية اخذين بعين الاعتبار ان الاحتلال الصهيوني وبعد عقود من التفاوض ما زال يصر على ان القوة والبلطجة هما مصدر بقاءه واستمراره جاثما على صدورنا. |