وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أيهما يسبق – التطبيع مع السعودية ام الانتفاضة الثالثة

نشر بتاريخ: 26/09/2023 ( آخر تحديث: 26/09/2023 الساعة: 14:13 )
أيهما يسبق – التطبيع مع السعودية ام الانتفاضة الثالثة





تشير العوامل على اختلاف مصادرها ان الجبهات كلها تسخن بطريقة خطيرة ويمكن ان تخرج عن سيطرة الجميع .
اول الجبهات التي سخنت لدرجة غير مسبوقة منذ عشرين عاما هي ساحة الضفة الغربية ، والتي نشأ فيها جيل يرفض عنجهية الاحتلال وعنصرية وعربدة المستوطنين . ولو عدنا الى أسباب الانتفاضة الحالية القائمة لوجدنا ان هناك سبب واحد رئيس وهو سلوك وعدوانية المستوطنين على السكان في الضفة الغربية وفي المسجد الأقصى . وان ما فعله الارهابيون اليهود لسنوات وخط كتابات ( تاج محير = تدفيع الثمن ) على جدران القرى وسيارات العامة والاعتداء المتكرر على المزارعين وقاطفي الزيتون ومصادرة الأراضي بالقوة لإقامة بؤر عشوائية هو الذي أوصل الأمور الى هذا الحد .
الساحة الثانية التي تسخن الان لدرجة خطيرة ، وبشكل قد يخرج عن السيطرة هي جبهة غزة . وان النظرة الى التظاهرات التي تدور الان على جدار غزة يجب ان تشمل عوامل الحصار والافقار والإحباط والقهر ، حيث نشا جيل جديد في غزة لا يقبل هذا الواقع ولا يريد ان يعيش حياة العوز وانتظار المنحة من هذا الطرف او ذلك . ورغم ان مصر منشغلة بالانتخابات الرئاسية الكبيرة الا ان حماس تريد ان تظهر للمنطقة وللإقليم كله انها لاعب أساسي ورئيس قبل أي اتفاق سياسي دولي او محلي .
الساحة الثالثة ساحة لبنان . بما فيها من عوامل انهيار داخلي وعامل انفجار خارجي ، واستفزازات إسرائيل المتواصلة والتي لم تتوقف ليوم واحد ضد الجبهة الشمالية (سوريا ولبنان). وان حزب الله وصل الى نتيجة مفادها ان الحرب مع عدو مثل إسرائيل افضل الف مرة من الهدوء الذي يتيح لإسرائيل التموضع والاغتيال واستمر القصف على سوريا .

يضاف ساحة داخل الخط الأخضر وساحة القدس لوحدها وساحات أخرى تغلي من شدة الإحباط .
الاحتلال يراهن ان يقبل الفلسطينيون على ما رفضوه قبل عشرين عاما ، ولربما يعتقدون ان قيادة ما قد تقبل بذلك وهذا يعد سخافة إسرائيلية بالغة .
ان احتمالية وقوع حرب اسرع من احتمالية نجاح تطبيع اّخر في المنطقة . كما ان عوامل اندلاع انتفاضة ثالثة في عهد نتانياهو اكبر بكثير من عوامل توقيع صك تطبيع معه .

في السياسة الإسرائيلية الراهنة ( يبدو ان بعض القادة العرب والفلسطينيين تأثروا بها ) تغلب الرغبات على الخطط، فتجد ان نتانياهو يعلن ما يرغب هو به وليس يعلن ما يقدر عليه . وهذا مستوى منخفض من الأداء السياسي .
ليست السياسة ماذا تريد وماذا لا تريد . بل ماذا تستطيع ان تفعل انت؟ وماذا يستطيع خصمك ان يفعل ؟.