|
بيضة الديك العربية
نشر بتاريخ: 05/10/2023 ( آخر تحديث: 05/10/2023 الساعة: 22:54 )
د. عدوان نمر عدوان مرة كنت أناقش سيدة فرنسية عن كرة القدم، وعندما مازحتها عن زين الدين زيدان، وقلت لها: إن رأسه رأس عربي، احتدت السيدة، ورفضت هذا الكلام، وما فيه، واستكثرت علي أن أدعي عروبته رغم ما في كلامي من فكاهة، فحتى في المزاح ممنوع أن يكون زين الدين هذا عربيا، احتدت، وصارت تقول لي: إنه ولد في مرسيليا، إنه فرنسي، ولم يكن باستطاعتي أن أجرد هذا الديك الفرنسي من ديكته ومن فريق الديوك الذي أخلص له طوال حياته، فصمت. أما قطر فتلعب كرة قدم بفريق من المجنسين، ولو فازوا لقلنا: إن قطر من فازت، وليست السودان أو دولة أخرى ممن يعود جذور اللاعبين القطرين إليها، فهنا قطر صوت المال والأعمال، وليس صوت أم درمان. أما اللاعب الإسباني "لامين يا مال" ففعلا مال كاسمه للمال الإسباني بعد معركة شرسة حول امتلاكه بين المغرب وإسبانيا، وقرر اللاعب أخيرا أن يكون إسبانيا يرقص الفلامنكو لا مغربيا يرقص الركادة، ولا عربيا ولا أمازيغيا، آه لو كان فلسطينيا يرقص الدبكة! أما إذا تقدمنا باتجاه نوبل، فلنقرأ الخبر الآتي: "أعلنت الأكاديمية السويدية للعلوم فوز 3 علماء من الولايات المتحدة بجائزة نوبل في الكيمياء للعام 2023" إذا ثلاثة علماء أمريكيين من فازوا، ولا يوجد بينهم عربي واحد للمرة المئة ونيف، والعالم منجي الباوندي الذي هو من أصول تونسية ليس تونسيا ولا مصريا ولا جزائريا إنه أمريكي، ويدرس في أمريكا، وكم من أمريكي فاز في الرياضة ونوبل وغيرها وهو من أصول غير أمريكية؟ لكن جائزته ذهبت لتكدس ضمن الجوائز التي لا تحصى في الولايات المتحدة في حين يبقى العربي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل من غير جوائز السلام هو المصري نجيب محفوظ، ولم يفز بها من العرب أحد غيره، نحن نمتلك بيضة ديك واحدة في الآداب لا غير لا في الفيزياء ولا الكيمياء، أما الذين فازوا من العرب بجائزة السلام فهم من بيض الدجاج الكثير ، وجيء بهم بعد عمليات تدجين صعبة، أو توقع مسار، بعضهم نجحت العملية معه، وبعضهم لم تنجح؛ لأنه لم يسر في المسار النوبلي الغربي، فعضوا أصابعهم ندما، وطالبوا بسحب الجائزة، لكن هيهات! فقد سبق السيف العذل. |