|
تقرير: نقص حاد في أعلاف الدواجن وانقطاع جزئي لسلسلة توريد المواد الخام
نشر بتاريخ: 10/10/2023 ( آخر تحديث: 10/10/2023 الساعة: 20:17 )
الخليل-معا- تقرير محمد العويوي - يتهدد النقص الحاد في أعلاف الدواجن مزارع الدواجن اللآحم والبياض في جنوب الضفة الغربية، الخليل وبيت لحم، بتوقف عمليات التربية، والحاق خسائر فادحة بهذا القطاع. وذكر عدد من المزارعين، بأن الاعلاف المتوفرة لديهم قد تكفي لمدة ثلاثة أيام. وهذا النقص الحاد يُعزى لسببين رئيسيين، الأول هو الاعياد اليهودية خلال الاسبوعين الماضيين، والثاني العملية العسكرية على غلاف غزة والحرب على قطاع غزة، حيث أغلقت سلطات الاحتلال كافة المعابر ومنعت حركة عبور البضائع والافراد في الضفة الغربية. وأكد رئيس نقابة العاملين في قطاع الدواجن سعدي السراحنة، وجود نقص حاد في الاعلاف لمزراع محافظتي الخليل وبيت لحم، وقال في حديث مع مراسلنا في الخليل:" مخزون الاعلاف لدى الكثير من المزارع سينتهي في غضون عدة أيام، هناك مشكلة كبيرة في جلب الاعلاف من شمال الضفة الغربية، بسبب اغلاق حاجز الكونتينر والتخوفات من هجوم المستوطنين على الشاحنات على الطرق والشوارع بين مدن الضفة الغربية". وتابع السراحنة في حديثه:" اما عن جلب الاعلاف من السوق الاسرائيلي، فهناك مشكلة كبيرة لدى المصانع والتي تعيق عملية التوريد وهي عدم وجود عمال للتعبئة في مصانع الاعلاف، بسبب الحرب، وجلب الاعلاف السائبة يترتيب عليه زيادة في تكاليف الانتاج، تمكنا من جلب اعلاف سائبة لمزارع الحبش في جنوب الخليل". وأكد ان ادخال اعلاف من السوق الاسرائيلي لمحافظتي الخليل وبيت لحم، أكثر أمنا وسهولة من جلبها من شمال الضفة الغربية، نظراً لعدم وجود أمان على الطرق بسبب اعتداءات المستوطنين واغلاق مداخل المدن وحاجز الكونتينر.
ويتوافق ما ذكره السراحنة، مع ما قاله الدكتور حازم شاور التميمي من نقابة العاملين في قطاع الدواجن، والذي أضاف:" في ظل التطورات على الارض واغلاق مداخل المدن الفلسطينية من قبل الاحتلال، يجب على الصليب الاحمر الدولي التدخل العاجل، لايجاد ممرات انسانية لادخال المواد الخام وتصريف المنتجات بين المدن الفلسطينية، ليس لقطاع الدواجن فحسب، بل لقطاع الثروة الحيوانية التي تأثرت بنسبة 30% بسبب نقص الاعلاف، وكذلك الحال لتصريف المنتجات وخاصة المنتجات الغذائية في مصانع الالبان".
وحذر السراحنة والتميمي، من المخاطر الكبيرة التي ستؤثر على سلسلة الانتاج في قطاع الدواجن، وانعكاسها على المستهلك الفلسطيني بشكل مباشر. وقال المستشار الاقتصادي أحمد حسونة، ان قطاعات الصناعة المختلفة، قد تأثرت بشكل كبير جراء اغلاق مداخل المدن واغلاق حاجز الكونتينر الذي يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها. وقال حسونة:" الأمور تتفاقم يوماً بعد يوم، وتزداد ثقلاً على القطاع الصناعي وخاصة مربي الثروة الحيوانية، الخطر يتهدد مزارع الدواجن اللآحم، وكذلك مزارع الابقار التي لم تتمكن من ايصال الحليب الى المصانع، سلسة الانتاج في خطر، والخطر يتهدد كثيراً من المصانع بالتوقف عن العمل بسبب عدم تمكن إدارات هذه المصانع من احضار المواد الخام وايصال منتجها للاسواق". مضيفاً:" على جهات الاختصاص في الحكومة الفلسطينية، بالتعاون مع اتحاد الغرف والاتحادات الأخرى ايجاد حلول، والتواصل مع الجهات الدولية الصديقة للضغط على حكومة اسرائيل، لعودة حرية الحركة وتنقل البضائع والافراد، ونحذر من مغبة استمرار الاوضاع الحالية". من جانبه، أوضح مدير الدائرة الفنية في شركة الجبريني لمنتجات الالبات هشام الجبريني، ان اغلاق مداخل المدن وحاجز الكونتينر أعاق كثيراً ايصال منتجات الشركة الى مستودعاتها في شمال الضفة، وتوزيعها على المحال التجارية في مدن الضفة الغربية. وأضاف في حديثه مع مراسلنا في الخليل:" اغلاق الطرق أثر كثيراً على عمليات توزيع المنتجات، كذلك في عمليات الانتاج، حيث لم يتمكن سوى 30% من عمال وموظفي المصنع في الخليل من الوصول الى عملهم بسبب اغلاق الطرق ومداخل الخليل، كما ان الثروة الحيوانية وخاصة مزارع الابقار ستتأثر بسبب نقص امداد الاعلاف لها، ونخشى ان يستمر هذا الوضع الذي سيؤثر بشكل سلبي على كافة مناحي الحياة". وأشار نائب رئيس ملتقى رجال الاعمال الفلسطيني مشهور ابو خلف في حديثه، الى وجود أزمة في الصناعة الفلسطينية، وخاصة في الثروة الحيوانية ومصانع الالبان، وهذه الأزمة قد تهدد الصناعة اذا ما استمرت طويلا. ويعمل ابو خلف كمديراً عاماً لشركة الجنيدي لمنتجات الالبان وقال لمراسلنا:" لدينا بلبلة كبيرة في العمل، ونعمل جاهدين على تجاوز الأزمة، والمتمثلة في سلسلة الانتاج، فعلى سبيل المثال لم نتمكن من توريد الحليب الطازج من مزارع الشركة في أريحا الى المصنع في الخليل، وكذلك توريد الحليب من المزارع الاخرى في محافظة الخليل، بسبب الحواجز واغلاق مداخل المدن، كما اننا لم نتمكن من ايصال منتجات الشركة الى مستودعات الشركة في شمال الضفة بشكل مستمر". وأضاف:" نتعامل مع الحدث لحظة بلحظة، ونحاول ايجاد حلول آنية لما يستجد من تطورات على الارض، ولكن تبقى مشكلة التوريد من المصنع والتصنيع وتصريف المنتجات الى السوق الفلسطيني، حاجز الكونتينر الذي يفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، يعيق كثيراً الحركة، واليوم تمكنت شاحنة محملة بمنتجات الشركة من عبور الحاجز بعد 7 ساعات من الانتظار، بانتظار الشمال، الوضع غير مقلق كثيراً". ولا تقف الأزمة عند توريد الحليب الخام من المزارع للمصنع، بل يتعداها الى عدم تمكن العمال من الوصول اللى عملهم، ونقص توريد العف للابقار بشكل يومي. وقال ابو خلف:" نعمل جاهدين على تجاوز الأزمات، لكن الوضع العام مقلق جداً".
وأوضح رئيس اتحاد الغرف التجارية الصناعية الزراعية الفلسطينية عبد إدريس، بأن خطوط امداد ونقل البضائع والمنتجات الخام بين المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية، تأثرت بشكل كبير بسبب اغلاق المدن الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال. وقال إدريس لمراسلنا :" تواصلنا في اتحاد الغرف مع الغرفة في المحافظات الفلسطينية مع كافة الجهات المعنية وذات الاختصاص، لاعادة الامور الى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب على قطاع غزة". وأضاف:"يومياً نجري اتصالات مع وزارة الاقتصاد الوطني وكذلك مع هيئة الشؤون المدنية، لوضعهم في صورة التطورات الحاصلة على الأرض ومدى تأثر الصناعة والتجارة، وخظورة ما يحدث في المستقبل القريب على الاقتصاد الوطني وانعكاسه السيء على المستهلك الفلسطيني". وأكد رئيس اتحاد الغرف، خلال حديثه، على ما قالته وزارة الاقتصاد الوطني، بأن المخزون التمويني للسلع الأساسية في السوق الفلسطيني يلبي احتياج المواطنين لمدة ثمانية شهور والطحين ثلاثة شهور بشكل مستمر. وطمأن إدريس المواطنين، بأن اتحاد الغرف وبالتعاون مع كافة الجهات ذات الاختصاص سيعملون على تدفق السلع والمنتجات الاساسية للسوق الفلسطيني.
|