وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تحليل إخباري.. ممر "الخديعة" وأفخاخ الحلفاء

نشر بتاريخ: 11/10/2023 ( آخر تحديث: 12/10/2023 الساعة: 06:55 )
تحليل إخباري.. ممر "الخديعة" وأفخاخ الحلفاء

بيت لحم- معا- حاولت إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، الضغط على مصر لإدانة عملية "طوفان الأقصى"، وتحميلها المسؤولية عما "أقدمت" عليه كتائب القسام، والمشاركة في معاقبة حماس وغزة، وذلك بإغلاق معبر رفح ووقف تزويد القطاع بالمواد الغذائية والأدوية، كما حصل لمعبر العوجا التجاري، وهو ما لم تستجب له مصر بل بالعكس فتحت المعبر للمساعدات، وأدخلت بعض المواد الطبية، وكذلك استقبلت عدة جرحى، وكان ردها الدبلوماسي والشعبي خشن جدا مع الاحتلال، بل كان أعلامها يساند غزة والمقاومة بشدة.
لجأت إسرائيل يوم أمس لقصف معبر رفح، وهددت بقصف أي شاحنة تجلب مساعدات الى غزة. ولكن الأكثر تهديدا لمصر كان إعلان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أن على أهل غزة الهروب من القصف الى سيناء، وهو ما تراجع عنه لاحقا، ولكن الغريب أن الولايات المتحدة بدأت بالضغط على مصر لفتح ما سمي بـ (ممر آمن) للفلسطينيين للهروب الى سيناء، وهو ما رفضته مصر على أعلى المستويات، وعلى لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تحدث علنا وقال: "إن أمن مصر القومي مسؤوليتي الأولى ولا تهاون تحت أي ظرف".

"الممر الآمن"، خطة طرحها الغرب على مصر منذ العام 1956، وتشمل التنازل عن جزء من الأراضي المصرية في سيناء- من معبر رفح وحتى معبر العوجا- ضمن عمق 7 كيلو متر. وقد رفضت مصر هذا الاقتراح من خلال الرئيس عبد الناصر ثم السادات ومن ثم مبارك، وعاد ترامب وطرحه ضمن ما عرف بصفقة القرن، وهو ما رفضته مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي وضمن قاعدة "ليس مهم ماذا حدث ولكن المهم ماذا نستفيد منه"، والتي تتبناها السياسة الخارجية الامريكية، التي تقود الحرب حاليا، سياسيا وعسكريا، فها هي تطرحه كحل لأزمة الفلسطينيين في غزة، وتحميل مصر مسؤوليتهم وليس إسرائيل التي تحاصرهم وتمنع عنهم الماء والغاز والطعام، الواقع الذي وصفته الأمم المتحدة بجريمة حرب.
عادة يتم طرح فكرة الممر الآمن في حالة الهزيمة لآحد الأطراف، وفي هذه الحالة فهو غير مُحقق، فلا تزل إسرائيل هي المهزومة وليس حماس، وبالتالي طُرحت الفكرة على أنها حل إنساني، بعد أن أقدمت إسرائيل على قصف منازل المواطنين وجامعاتهم ومدارسهم ومستشفياتهم، وشردت حوالي 300 ألف فلسطيني بحجة أنها ستقدم على هجوم بري، وبالتالي يتوجب على الفلسطينيين الهروب الى سيناء من أجل سلامتهم.
إسرائيل إن اجتاحت غزة بريا، بالتالي ستواجه حرب استنزاف طويلة ستجبر جيش الاحتلال على البقاء في القطاع، وبالتالي يصبح الأمر واقعا بأن آلاف الفلسطينيين يعيشون في سيناء وسيكون الحل النهائي بقاء الحال على ما هو عليه، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والمصريون.
أمريكا وإسرائيل اتفقتا من معلومات سُربت عن فحوى مكالمة نتنياهو- بايدن، على تكامل الأدوار فكلاهما يحاولان جر حزب الله للمعركة، وبالتالي تصبح المعركة وكأنها حرب إيران ويصبح دور إسرائيل التكفل بحماس وحزب الله، في حين تجر أمريكا الناتو لضرب إيران بدعم عربي في الخليج، ولذلك فإن حزب الله يتجنب خوض حرب في المرحلة الحالية ويفضّل إبقاء المعركة فلسطينية إسرائيلية.
ويبقى السؤال، الى أين ستنتقل نار حرب غزة؟ هل هي في الخليج أم أوروبا أم إيران..؟ وإن كان معروفا موقف أمريكا وإسرائيل بجلب إيران للمعركة، فيبقى السؤال، ما رد كل من مصر وروسيا والصين في تحالف بريكس الجديد؟.
ما هو واضح الآن، أن الحرب لم تبدأ وعلى جميع الأطراف الاستعداد للمستقبل. وهل سيكون ممر الهزيمة للفلسطينيين ام للإسرائيليين، وعلى الصعيد الفلسطيني هل ستنتهي قضيتهم أم سيتم إحياؤها.