|
المطلوب ان تقبل الاحتلال و تحيا في ظله
نشر بتاريخ: 12/10/2023 ( آخر تحديث: 12/10/2023 الساعة: 16:49 )
الدعم الامريكي الاوروبي غير المسبوق ايضا , بكل ما يحمل من غباء و عناد و عنجهية , و تبني كامل للرواية الاسرائيلية , يكشف الكثير من الحقائق التي رغبنا ان نتناساها مثل ان اسرائيل هي جزء من مشروع غربي كبير يهدف الى السيطرة و الاخضاع , و ان التضامن الدولي يسقط في اللحظة التي يتم فيها الحاق الاذى بالاحتلال الاسرائيلي , و ان الهدف هو ان تبقى اسرائيل الاقوى في المنطقة , و انها البوابة الاولى و الاخيرة للدخول الى قلب الغرب و نيل الرضى . موقف الغرب الامريكي و الاوروبي يوم السبت الماضي كشف عن كل انيابه و اظافره و كل اسلحته العسكرية و المالية , ليعاقب الشعب الفلسطيني و كل المنطقة , بعد ان تكشف لهذا الغرب الاستعماري ان الكيان الذي انفقت عليه مليارات الدولارات و تحملت من اجله الانتقادات و حمته من المحاسبة و العقاب , يغرق في اقل من شبر ماء امام تنظيم عسكري لا يملك جزءا من مليون جزء مما تمتلكه اسرائيل من اسلحة و تكنولوجيا . و ارى ان هذا الموقف الغربي الامريكي و الاوروبي بهذا العري الذي اعطى اسرائيل كل ما تريده من اجل استغلال الظرف الى اقصى حد من اجل اجبار الفلسطيين على رفع الراية البيضاء , و تخفيض السقف السياسي الفلسطيني الى اقل درجة ممكنة , بكلمات اخرى , فان اسرائيل مستغلة الظرف الحالي من دعم امريكي و اوروبي و من تجند الاعلام الغربي برواية السردية الاسرائيلية و من ضعف العالم العربي , فانها ستعمل على فرض التسوية بشروطها التي لا ترى في الفلسطيني سوى عامل او مهاجر او ارهابي . الدعم الاوروبي الامريكي غير المسبوق و المكشوف بهذه الطريقة يقول للشعب الفلسطيني بصورة او باخرى ان عليك ان تتكيف مع الاحتلال و ترضى به و تحيا تحت شروطه و ان لا تطالب بدولة حقيقية او سيادة او قدس او عودة او كل ما تدعيه من حقوق . الدعم الاوروبي الامريكي الذي لا يتوقف على الدعم العسكري بل شمل الدعم السياسي و المعنوي تبنى بشكل لا لبس فيه الموقف الاسرائيلي و لم يكلف نفسه ان يلتفت الى المعاناة الفلسطينية او المطالب الفلسطينية , و هو ما يؤكد كذب كل المواقف السابقة التي كانت تبدو و كانها متفهمة للهم الفلسطيني . الدعم الاوروبي الامريكي الذي منح اسرائيل كل الدعم من اجل شطب غزةعن الجغرافيا و الديموغرافيا اذا استطاعت , تريد من وراء ذلك تقديم (بروفة) للاقليم العربي عن قدرتها التدميرية و عن عمق ارتباطها بالغرب الاستعماري ,و هو يبدو ذات الهدف الذي سعى الغرب الامريكي و الاوروبي تقديمه لكل المنطقة بكل ما فيها من معتدلين و غير معتدلين . اخيرا , بعد 74 سنة من قيام اسرائيل , فهي ما تزال في المربع الاول , كيان لم يستطع ان يحصل على الاستقرار ولا الامن ولا الصورة الاخلاقية الائقة , كيان ما يزال يسلح جمهوره , كيان ما يزال بحاجة الى جهات خارجية لحمايته , كيان لم يستطع ان يصل الى صياغات سياسية و اجتماعية تكفي لانسجامه الداخلي , كيان معاد لابناء المنطقة , و هو لغبائه و عناده يعتقد ان القوة و العنجهية و الغباء كلها قادرة على ان تجعله يحصل على كل ما يريد من ارض و امن و سلام و هيمنة و سيطرة و قدرة على القتل و التدمير , حتى الامبراطوريات الكبرى لم تحصل على كل هذا ولا حتى نصفه او ربعه انتهى القول . |