|
التغيب العربي عن القضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 14/10/2023 ( آخر تحديث: 14/10/2023 الساعة: 18:00 )
لقد كانت القضية الفلسطينية قضية طويلة الأمد ومعقدة، وغالباً ما تعتبر واحدة من أهم الصراعات في الشرق الأوسط. ومع ذلك، وسط النضال المستمر من أجل الحقوق الفلسطينية، تنشأ إنتقادات وثيقة الصلة بالغياب الملحوظ للدول العربية في دعم القضية، بحيث تتوالى المصالح بعيداً عن روح المقاومة من أجل القضية التي هي أطول من عمر دولهم الضعيفة وجدانأ والقضية الفلسطينية اطول من عمر تلك الدول التي تتغيب عن حب الأرض الفلسطينية. القضية الفلسطينية ليست بحاجة إليكم. ولكن لماذا هذا الرضوخ؟ لمحتل قتل. وشرد. وأحال الذعر والرعب. فأسفاً لا يوجد رعب يرعب سوى مخافة زوال إنسانيتنا التي تتفقدونها. يعاني العرب من إنقسامات داخلية وصراعات إقليمية تشتت الإتباه والموارد. هذه الصراعات والإهتمامات الداخلية قد أدت إلى تخفيف الدعم العربي للقضية الفلسطينية، وتوقيع بعض الدول العربية إتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، مثل اتفاقيات أبراهام، أثر بشكل كبير على موقف العرب من القضية الفلسطينية. وبعض الدول العربية تبرر ذلك بأنها تسعى لتحقيق مصالحها الوطنية وتعزيز التعاون الإقتصادي والسياسي، كما وتغيرت أولويات العديد من الدول العربية بمرور الوقت، حيث أصبحت القضايا الإقليمية ومكافحة التطرف والإرهاب أكثر أهمية بالنسبة لهم. تسبب تسابق الدول العربية نحو التطبيع مع حكومة اليمين القومي الديني في دولة الإحتلال الإسرائيلي في إثارة تساؤلات كثيرة حول سبب الغياب العربي عن دعم الشعب الفلسطيني، إلى درجة وصوله إلى مستوى التواطؤ مع إنتهاك حقوق هذا الشعب الثابتة وغير القابلة للتصرف. الاحتلال ومن يتطبع معه لن يستطيع أبداً محو هويتنا الفلسطينية وسرقتها من وطننا، وحبنا العميق لأرضنا ووطننا لن يتزعزع أبداً. شعب فلسطين متمسك بحبه الأزلي لوطنه، وسيبقى وفياً لهذا الحب إلى الأبد، بغض النظر عن ما يقوم به الاحتلال وبغض النظر عن مواقف الدول العربية ( والتي هي إسلامية فقط من الخارج) من تهجير وانتهاك لحقوقنا وأراضينا. سنستمر في الدفاع عن قضيتنا بالكلمة والمقاومة الشريفة. نحن لا نملك أسلحة مادية، لكن سلاحنا الأقوى هو الكلمة، وعزمنا على الصمود والصراع الشريف من أجل حقوقنا ووطننا لن يتزعزع أبداً. نحن نؤمن بأن الدم سينتصر على السيف في نهاية المطاف، وسنستمر في مواجهة التحديات، بغض النظر عن الضغوط والهجمات التي تستهدفنا من قبل الإعلاميين والسياسيين العرب وغيرهم. نقف مع كل وطني شريف وشجاع يدافع بالكلمة عن وطنه وشعبه. نحيي كل الشرفاء والأحرار في هذا العالم الحر، فالقلم لن ينكسر أبداً في الدفاع عن قضيتنا الشريفة. مهما حاولوا كتمان صوت الحق، لن ينجحوا. سنستمر في النضال من أجل إسقاط الإرهاب الفكري الصهيوني ولتحقيق العدالة والحرية. لا تزال قضية فلسطين محور اهتمام بعيد عن العرب، عن طريق محاولات الجهات الرسمية الحكومية والمواقف الرسمية والواضحة من زعماء الدول العربية والإعلامية إقليميا ودوليا لتجاهلها وللإدعاء بأنها لم تعد أمراً مهماً في العقول العربية. قد تكون بريق هذه القضية قد شَبِع في أذهان بعض القادة العرب، ولكن الحقيقة هي أن الشعوب والجماهير العربية لا تزال ملتزمة بدعم فلسطين ورفض التطبيع مع إسرائيل (بعيداً عن حكوماتهم) والإحتلال والقرارات التي تنتهك حقوق الفلسطينيين في القدس وغزة وباقي المناطق الفلسطينية. تكلفة دعم فلسطين كانت باهظة على الصعيدين الوطني والتاريخي، ولكن مع التطورات الدولية، إنتقل التركيز نحو إستناد الشرعية الدولية. هذا التحول أجبر الفلسطينيين على تغيير نهجهم السياسي لينسجم مع هذا المفهوم. تمثلت هذه التحولات في قبول القرارات الدولية التي قسمت فلسطين عام 1947 وإعتبار فلسطين المناطق التي تم إحتلالها في عام 1967 بوصفها الأراضي المحتلة. من الضروري أن لا يتحول هذا التركيز الجديد إلى مجرد تكرار للقضية بدون تحقيق نتائج إيجابية. يجب تحرير القضية الفلسطينية من السيطرة الأمريكية، وعزل إسرائيل دولياً ومحاسبتها على جرائمها. يجب تعزيز الدعم الدولي والشعبي لحقوق الفلسطينيين وتعزيز هويتهم الوطنية في المجتمع الدولي. يجب تأمين الحماية الدولية لفلسطين والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في ممارسة مختلف أشكال المقاومة، بما في ذلك الكفاح المسلح وفقاً للقانون الدولي. يجب ان يظل القضية الفلسطينية على رأس الأولويات في الوعي العربي، رغم كل التحديات والمحاولات للتلاعب بمسارها. يجب على المجتمع الدولي والعرب والفلسطينيين أن يعملوا معاً بجدية من أجل تحقيق العدالة وإستعادة حقوق الشعب الفلسطيني. الحفاظ على هويتهم الوطنية وممارسة حقهم في الدفاع عن أرضهم هي جزء أساسي من مسيرة تحرير فلسطين. قد تكون الطريق صعبة وطويلة، لكن مع التفاني والوحدة والتصميم، يمكن للشعب الفلسطيني وأصدقائهم في العالم أن يحققوا العدالة والسلام لفلسطين ويجعلوا منها دولة حرة ومستقلة تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع الجميع في المنطقة. |