|
حيوانات بشرية
نشر بتاريخ: 14/10/2023 ( آخر تحديث: 14/10/2023 الساعة: 18:05 )
صرح وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت في اليوم الثالث من العدوان الهمجي والدموي على قطاع غزة بأن دولته تفرض حصارا كاملا على مدينة غزة، لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود ، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك ، اذكره بتصريحات الصحفية الاسرائيلية " اوشرات كوتلر" مذيعة الاخبار في القناة 13 في القناة الإسرائيلية يوم 17\2\2019 على الهواء مباشرة خلال بث القناة : ان الخدمة العسكرية في الضفة الغربية حولت جنود الجيش الاسرائيلي الى وحوش برية ، وأن هذا هو ثمن الاحتلال، وقد أدلت الصحفية بهذه الأقوال على اثر قيام خمسة من الجنود الاسرائيليين بالاعتداء الوحشي والتنكيل بأسيرين فلسطينيين اب وابنه القاصر بعد اعتقالهما وضربهما وهما معصوبو الأعين ومكبلو الأيدي في مدينة رام الله ، واعتبرت حكومة الاحتلال اقوال الصحفية الإسرائيلية بمثابة عاصفة أسقطت القناع عن دولة متوحشة جنودها صاروا حيوانات بشرية يمارسون الجرائم الانسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني بدعم وتشجيع من المستوى السياسي في إسرائيل . الحيوانات البشرية الصهيونية تنهش غزة ، تفترس عظامها ولحمها ورملها وسكانها ، لا تريد فقط تهجير الناس وانما ذبحهم وامتصاص دمائهم ، ووصلت نشوتها المجرمة ان تلاحق السكان المدنيين حتى في القبور وفي سيارات الإسعاف وفي ثلاجات الموتى ، تأكل كل شيء ،غرائز الاجرام والانتقام تظهر علنا في هذه المشاهد المرعبة، ومنذ 76 عاما وهذه الوحوش تطارد الفلسطينيين وتلاحقهم من مجزرة إلى مجزرة . الوحوش البشرية تمارس طغيانها الذي لم يحدث ولا مرة في كل الحروب ، لم يشهد التاريخ أن دولة نووية تشن حرب ابادة على مدينة صغيرة مكتظة بالفقر ومحاصرة منذ أكثر من 16 عاما وشنت عليها اربعة حروب متتالية، عائلات بأكملها تم ابادتها وأمام الكاميرات والمتفرجين والصامتين العاجزين من الدول التي تدعي الديمقراطية والحرص على حقوق الانسان، الوحوش الصهيونية تقتل الناس حتى في بطون امهاتهم قبل الولادة وبعد الولادة، قبل الخلق وبعد الخلق ، يبتهج الجنود الاسرائيليون عندما تتناثر الأشلاء وتشع موسيقى الصواريخ الفتاكة نارا حمراء ودخانا برائحة اللحم البشري خلال غارة وغارة . الوحوش البشرية الصهيونية المنفلتة تخرج من غابة دولة اسرائيل، تنتشر في كل مكان ، الوحوش المفزوعة الجائعة المشبعة بالكراهية بالحقد والعنصرية تصطاد الفلسطينيون على الحواجز وفي الازقة والمخيمات، تحاصر الكنيسة والجامع والصلاة والمدرسة ، تخاف من النشيد والقصيدة والعلم الفلسطيني والاغنية، وحوش مرعوبة حطت على أرض فلسطين بالغزو والاحتلال، جاءت من البر والبحر تبحث عن فريسة وهوية واله، مدعومة من قوى الاستعمار والامبراطوريات والاساطير والخرافات، جاءت بالمدفع والجرافة والطائرة ، تحاول ان تختلق لها سردية ووجودا ومخيلة، لا زالت جائعة وقلقة، لا زالت تختبئ في المعسكر والجيتو ووراء الجدران والأسلاك الشائكة، دولة مشهد عسكري تكره الحضارة والمدنية، تكره اولاد مخيم جنين وتكره محمود درويش لانه قال : ونحن نحب الحياة إذا ما إستطعنا إليها سبيلا ، ونرقص بين شهيدين، نرفع مئذنة للبنفسج بينهما او نخيلا، تستفزهم امرأة فلسطينية تكتب على جدار بيتها المنسوف في غزة : لا زالت للحلم بقية . قادة الوحوش البرية في دولة الكيان الصهيوني يعترفون بأنهم تحولوا الى نازيين جدد يشعلون المحرقة في غزة، العنصرية الصاعدة نارا ودمارا وحمما بركانية ورياحا من الفاشية وهي ذات النموذج في ألمانيا النازية، الحاخام "اليعيزر قتشيئيل " أعلن بأنه نازي ويؤيد نظرية هتلر والتفوق العرقي وبأن العرب يعانون مشاكل جينية، التعليمات بهدم غزة وتدميرها هي نفس التعليمات التي أصدرها هتلر بجمع اليهود في معسكرات وطردهم وقتلهم، ونفس التعليمات التي اصدرها مؤلف كتاب توراة الملك والذي اصبح دليل قتل الفلسطينيين المستند إلى نصوص دينية من كبار الحاخامات اليهود عبر العصور المختلفة، قتل الاغيار والمقصود العرب والفلسطينيين وسحق حقوقهم الوطنية والقومية، وتشغيل ماكنة صهرهم المروعة كما يحدث في غزة والتي لا تقل بشاعة عن غرف الغاز الهتلرية .
الحيوانات البشرية الصهيونية في غزة، على الارض وفي السماء، لم تكتف بتحويل غزة الى اكبر سجن على الأرض، ولم تكتف بصب كل أنواع الدمار والقنابل والمتفجرات فوق رؤوس السكان اطفالا ونساء وبيوتا وحجرا وشجرا، وإنما تلاحق جثث الفلسطينيين، الشهداء، تجمدهم سنوات طويلة في الثلاجات الباردة ، تبقر أجسادهم وتنتزع اعضائهم اما للسرقة او المتاجرة، هذه الوحوش الضارية تريد ان يختفي الفلسطيني حيا وميتا من الدنيا والآخرة، الفلسطيني وفق الوعي الصهيوني الفاشي مخلوق حقير لا يستحق الحياة ، واليهودي الصهيوني في القرن الواحد والعشرين يقوم بمهمة تاريخية بتحويل غزة الى هيكل عظمي وكومة من الرماد . لا ادري امام هذا الهجوم الهمجي على اهلنا في غزة كيف يستطيع العظماء والفصحاء والاذكياء ممثلو المجتمع العالمي انتقاء المفردات والخطابات والإنشاء، لغة سميكة مصفحة، يشاهدون المذابح والجرائم من خلف فاصل من زجاج، يتحدثون بلغة الصليب الاحمر ومسؤولي الامم المتحدة، لغة رخوة، يتحدثون عن الاغاثة الانسانية والممرات الامنة والدواء والغذاء والكهرباء ولا يتحدثون بلغة التحرر والحرية، حق تقرير المصير وزوال هذا الوحش الذي يسمى الاحتلال، يتحدثون عن غزة كأنها ليست جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسكانها ليسوا جزء من الشعب الفلسطيني، كأن غزة كيان اخر يحتاج الى تضامن عاطفي وشفقة، ينتزعون غزة وجلدها و قلبها ولحمها من نصوص القانون الدولي، يتحدثون عن ضبط النفس متجاهلين حق الشعب الفلسطيني في الكفاح والنضال من اجل الحرية والاستقلال ، لغة مموهة تتجاهل ان طنجرة الضغط قد انفجرت امام وحشية المحتلين والمستوطنين نهبا وحرقا وخطفا وقتلا، وان الحرب في الجوهر على الرواية، انكار وجود الشعب الفلسطيني واسكاته من المكان والزمان والتاريخ والذاكرة، يتحدثون بهذا التوازن المريب بين أصحاب الحق والاشرار، بين الجلاد والضحية |