|
شرفت يا نيكسون بابا!
نشر بتاريخ: 18/10/2023 ( آخر تحديث: 18/10/2023 الساعة: 11:47 )
أكتب هذه الكلمات للتاريخ حتى يحفظها أبناؤنا جيداً، لا لأن أحداً لن يكتب التاريخ، بل لأن البعض سيحاولون كتابة التاريخ على مزاجهم، ليعفوا أنفسهم من المسؤولية التاريخية تجاه دماء الشعب الفلسطيني ونكبته ونكسته، ونزوحه وهجرته ومذابحه ومآسيه، ومعاناته ومجازره، بما فيها ما يجري في غزة مع كتابة هذه الكلمات. وعليه انفجرت الأوضاع مرات ومرات وستستمر في الانفجار بين الحين والآخر ما لم تحل القضية الفلسطينية وفق القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، لا على أرضية التهجير والإزاحة والإحلال، وتصدير الفلسطينيين إلى دول أخرى، ولا على أرضية أحلام نتنياهو وقوة جيشه ومعتقداته الخاطئة بأن تلك القوة ستشطب إرادة الشعب الفلسطيني، بل على أرضية رد الحقوق للشعب الفلسطيني. بايدن اليوم وأمام زيارته للمنطقة ومعرفته بموقف الفلسطينيين والدول العربية، يتحدث عن رفضه لإعادة احتلال غزة وتهجير الفلسطينيين، لكن القول شيء والفعل شيء آخر. فإذا ما تساوق مع نوايا نتنياهو ورضخ، فإنه سيكرر الخطأ ذاته الذي ارتكبه رئيس وزراء دولة الاحتلال ذات يوم ديفيد بن غوريون الذي قال بأن كبار الفلسطينيين سيموتون وصغارهم سينسون. فالكبار ماتوا بعد أن زرعوا في صدور أبنائهم حباً متصاعداً لفلسطين، وهياماً بها يتزايد كل يوم، وعليه فإن حديث بايدن عن إغاثة غزة لا يكفي، بل يجب وقف حمام الدماء والقتل والقصف والتشريد فوراً، فالشعب الفلسطيني ليس أقل آدمية من أحد، وليس عدداً فائضاً عن شعوب الأرض، كما أن دماء أطفاله ونسائه وشيوخه ليست إلا وصمة عار على جبين كل من صمت وخطط وسهل الانقضاض عليهم، وقطع المياه والغذاء والدواء عنهم وقصف مشافيهم ومدارسهم وجامعاتهم في مذبحة ستبقى تقض مضاجع كثيرين. لقد ارتكب نتنياهو مذبحة ستبقى تلاحقه وتلاحق كل من سانده وأيد سياساته التي خلقت حالاً محتقناً ملتهباً عبر تحالفاته العنصرية وخطواته الاستفزازية التي أرادت شطب الشعب الفلسطيني وتقسيم مقدساته المسيحية والإسلامية، زمانياً ومكانياً وتلويثها بالبصاق والتدنيس. إننا نعشق الحياة ونبغض الموت والقتل والعنصرية ومعاداة السامية، بل نسعى لنجلب الحياة لفلسطين والميلاد لدولة مستقلة عاصمتها القدس، وهو ما يجب أن يتساوق معهم العالم، خاصة بعد أن شاهد وعايش ويلات الأيام العشرة الماضية والعقود الطويلة الفائتة. لا بد من وقف العدوان على غزة وصد خطة نتنياهو للتهجير وإغاثة الناس وعودتهم وإعادة إعمار منازلهم وإنهاء الصراع لا دق طبول الحرب والمزيد من الموت واستعراض القوة والجبروت. |