|
“بايدن” يسجل ثاني اشهر كذبة في تاريخ أمريكا بعد كذبة “كولن باول” الشهيرة
نشر بتاريخ: 19/10/2023 ( آخر تحديث: 19/10/2023 الساعة: 18:49 )
تحدث الرئيس الأمريكي “جو بايدن” في إسرائيل مرتين امام الصحفيين الأولى عند الوصول والثانية بعد اجتماعه المغلق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خطاب “بايدن” كان صهيوني بامتياز في المرتين, كرر عبارته الشهيرة لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها, وهي عبارة يريد منها بادين تأكيد التزام الولايات المتحدة المطلق بالوقوف مع إسرائيل، لكن العبارة في جوهرها تعني ان إسرائيل صنعت سابقا وقابلة للصنع لو لم تكن موجودة بالواقع من قبل الغرب, عبارة تعطي الهوية الحقيقة لدولة إسرائيل باعتبارها صنيعة الغرب, الرئيس الأمريكي في خطابه تجاهل الإبادة الجماعية والمحرقة الحقيقة التي يرتكبها ذاك الرجل السادي الواقف الى جواره، وطبطب عليه قائلا ” لستم انتم من ارتكب مجزرة مشفى المعمداني بغزة انما الطرف الاخر ” كرر بايدن هذه المقولة مرة أخرى قبيل مغادرته تل ابيب, رئيس اكبر دولة في العالم يكذب على الهواء مباشرة وامام الكاميرات وشاهده العالم كله، من اجل إرضاء حفنة من قادة متطرفين ساديين يرتكبون جرائم حرب موصوفة بشكلها النازي البشع، ومن اجل التغطية على الجريمة الشنيعة التي صدمت العالم باسره، وانزلت الملايين الى الشوارع في عواصم العالم, هذه الكذبة الفضيحة ستدخل التاريخ وتظل حاضرة لأجيال وعقود كثاني اشهر كذبة في تاريخ قادة الولايات المتحدة بعد كذبة وزير الخارجية الامريكية السابق ” كولن بأول ” عام ٢٠٠٣ امام مجلس الامن الدولي عن ادلة دامغة لا تقبل الشك حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وكانت تلك الكذبة السند الذي انطلقت منه الولايات المتحدة لغزو العراق وتدميره وقتل مليوني انسان وارتكاب الفظائع مازالت تتحدث عنها البشرية الى اليوم, غامر “جو بايدن” بسمعته في سجل التاريخ، وسمعة بلاده السيئة أصلا وفعلا، وغامر بمصداقية دولة كاملة امام العالم باسره، من اجل بضعة قادة متطرفين فاشلين لا يحترفون سوى قتل الأطفال وتدمير البيوت, لا يصدق احد في العالم الرواية الإسرائيلية الهشة حول مسؤولية المقاومة الفلسطينية في تفجير المشفى المعمداني واغلب بيانات الدول في العالم والمنظمات الدولية ادانت الجريمة بالإشارة الى إسرائيل وبعضها طالب بالتحقيق, الأدلة دامغة لا تقبل النقاش والتحقيق النزيه لن يكون في صالح إسرائيل لذلك لن تقبل بإجراء تحقيق مطلقا، وحسنا فعلت السلطة الفلسطينية بارسال طلب الى الجنائية الدولية للتحقيق، مع علمنا المسبق ان إسرائيل تحتقر القانون الدولي، ولا تنصاع له, إسرائيل هي التي اخطرت المشفى بقصفه قبل ان يقصف وطلبت اخلاءه، وعلى مدار يومين كانت تطالب بإخلاء عدد من المشافي في غزة وتهدد بقصفها، ولكن الأطباء رفضوا، فهي الملاذ الوحيد لأعداد هائلة من الجرحى، واعداد هائلة من النازحين الهاربين من القصف وممن دمرت اسرائيل بيوتهم ولم يجدوا مأوى غير المشافي، لم تطلق المقاومة أي صاروخ في لحظة قصف إسرائيل للمشفى، ولم تدوي صفارات الإنذار الإسرائيلية كما هي العادة, والمشهد الذي صور بعدسة هاتف لحظة القصف الإسرائيلي واضح، وانتشر على كل وسائل الاعلام, ثم ان سجل إسرائيل حافل بالكذب والقاء التهمة في احداث مماثلة، ومنها ما هو قريب، كحادثة اغتيال مراسلة “قناة الجزيرة” ” شرين أبو عاقلة ” في جنين، يومها قالت إسرائيل ان الرصاص اطلق من المخيم، وقد اثبتت كل الأدلة والشهود والمشاهد المصورة انهم يكذبون، وحادثة الأسبوع الماضي عندما استهدف صاروخ عدد من الصحفيين في جنوب لبنان ما أدى الى مقتل مصور وكالة ” رويترز” عصام العبد الله ” قالت إسرائيل لسنا نحن حزب الله من اطلق الصاروخ وتبين بالأدلة انهم كاذبون, ومجزرة مشفى المعمداني في غزة لا تشذ عن حفلة الكذب وخداع العالم والتنصل من الجرائم والقائها على اخرين. جو بايدن كذب على الشعب الأمريكي وعلى العالم، لإنقاذ إسرائيل, كان لافتا صرامة منع الصحفيين في إسرائيل من توجيه الأسئلة له مباشرة، ولكن خلال العودة الى الولايات المتحدة وعلى متن الطائرة الرئاسية انهالت عليه الأسئلة من الصحفيين الأمريكيين، وبينما كان يحاول الهروب من مصيدة اتهامه للمقاومة الفلسطينية وتبرئة إسرائيل، قال بايدن انا لم اقل ان حماس فجرت المشفى، ثم رمى المسؤولية على البنتاغون في إعطائه المعلومات عن مسؤولية الفلسطينيين في تفجير انفسهم, بايدن باختصار يعلم انه كذب على العالم وعلى الشعب الأمريكي، ويعلم ان البنتاغون او جهة أخرى لم تحقق ولم تتحقق, لكنه بشكل اعمى ومنحاز تبنى الرواية الإسرائيلية الكاذبة والهشة, وهذه الكذبة على فداحتها وهولها لا تقارن بمضمون موقفه المعلن من الإبادة في غزة, بايدن قال للعالم العربي والإسلامي بدوله وتياراته واحزابه ونخبه وجماهيره انتم لاشيء ” “حيوانات بشرية” تصرخ في الشوارع، لدينا أسلحة لقتلكم و إسرائيل ستحصل على المزيد منها, كلنا في هذه المنطقة امام مفترق طريق صعب وعلينا ان نختار، الموت او ان نعيش بكرامة أحرارا, |