القدس: رغم رسائل بلدية الاحتلال..هناك على الارض"هدم وتشريد"

القدس - تقرير معا- منذ الأيام الأولى لعملية طوفان الأقصى، قام رئيس بلدية الاحتلال بإرسال رسائل نصية للمقدسيين، ونصها "وضعت عددا من التدابير الفورية التي من شأنها تحقيق الاستقرار في المدينة، وتمكين "فترة الطوارئ... المهم لنا سكان المدينة وسلامتهم".. لكن على أرض الواقع الوضع للمقدسي أصبح أكثر صعوبة، فلا محاكم للنظر بقرارات هدم المنازل التي تأوي أفرادها وجرافات تنفذ الهدم دون سابق إنذار.

حوالي 8 عائلات مقدسية فقدت منازلها التي تأويها خلال أسبوع، إضافة الى عمليات هدم طالت منشآت زراعية وحيوانية، بذريعة البناء دون ترخيص، فيما أكدت العائلات أن قرارات الهدم مجمدة وبانتظار جلسات المحاكم.

آخر عمليات الهدم كانت صباح اليوم، للشاب إسحاق أبو جبنة في حي الشيخ جراح، حيث داهمت قوات الاحتلال منزله، وقامت بعملية هدم لجزء من منزله، والجزء الآخر تم تخريبه وتفتيشه دون سبب، إضافة الى هدم غرفة خارجية للعائلة.

وأوضح إسحاق أبو جبنة أن الهدم طال "أجزاء من منزله بمساحة 30 مترا مربعا"، تم إضافتها قبل 12 عاماً، وأصدرت بلدية الاحتلال قرار الهدم، وبعد جلسات وإجراءات عديدة، تم هدم وإزالة كرميد وغرفة إضافة الى دفع غرامة مالية، ثم عادت البلدية الى الموقع وأصدرت قرار هدم من جديد، وتم التوجه للمحكمة ومع الأحداث الأخيرة تم تأجيل المحكمة، وفوجئنا اليوم بعملية الهدم.

أما الشاب إبراهيم المالحي، فأجبر في منتصف الليل على هدم منزله في بيت حنينا بيده، تفاديا لقيام بلدية الاحتلال بتنفيذ القرار، وبالتالي دفع "غرامات مالية وأجرة الهدم".

وأوضح المالحي أن المنزل قائم منذ 6 سنوات ونصف، ويعيش فيه 3 أفراد، وقال:" قمت بعملية الهدم في ساعة متأخرة من مساء أمس، واليوم اقتحمت بلدية الاحتلال الموقع وطالبتني بإعادة عملية الهدم لبعض الجدران".

ويوم أمس، شردت بلدية الاحتلال 11 فردا، من عائلتي جعفر في جبل المكبر، وحميدات من صور باهر.

وأوضح الشاب فادي جعفر أن عملية هدم منزله تمت على محتويات المنزل، فرغم أن قرار الهدم كان بشكل مفاجئ لم يسمح لهم بإخراج أي شيء من الأثاث.

وأَضاف الشاب جعفر أن القوات أمهلتني 10 دقائق فقط للخروج من المنزل، كافة المحتويات والأثاث أسفل الركام، الأشجار لم تسلم كما الحجارة، واليوم نحن في خيمة على أنقاض منزلنا.

وفي صور باهر، فوجئ الشاب أحمد حميدات باقتحام منزله ومطالبته بإخلائه لتنفيذ قرار الهدم، وقال:" إجراءات المحاكم لا تزال سارية، لكنها جمدت بسبب فترة الطوارئ، هدم المنزل ولا مأوى لنا، سنوات طويلة ندفع غرامات ونلتزم بدفع كافة الضرائب المفروضة علينا، كنت أعمل لترخيص المنزل والشارع بأكمله من خلال طواقم المهندسيين والمحاميين، إلا أن البلدية قامت بهدم دون أي قرار."

وتسأل:" وين اليوم بدنا نروح، لا مأوى لنا، زوجتي حامل بأسبوعها الأخير ولدي طفلين.. ماذا أفعل".

وأكد حميدات على صموده في القدس وقال:" لو على الأرض لن أخرج من القدس، مدينة غالية ونحن صامدون فيها."

وإضافة الى عمليات هدم المنازل، فقد هدمت منشأة تجارية لعائلة عطون، وأخرى حيوانية "بركس خيول" لعائلة صيام، والاسبوع الماضي هدمت الجرافات 4 منازل لعائلتي الرجبي وأبو قطيش.

ولا تتوقف إجراءات بلدية الاحتلال بعمليات الهدم في القدس، فمنذ الأسبوع الماضي، عادت اقتحام المنازل وتسليم قرارات الهدم، إضافة الى اقتحامات للمحلات التجارية ومصادرة وإتلاف البضائع.

عيون المقدسيون التي فقدت منازلها تبكي، ليس بسبب هدم منزلها وتركهم دون مأوى، ولكن تبكي قهرة وحسرة على ما يجري من حرب ومجازر في القطاع فكل العائلات تردد " البيت بتعوض والحجر بنبني من جديد، إلي بصير فينا ولا اشي قدام الي بصير في غزة، شهداء بالآلاف وجرحى في كل مكان، وحسرة وألم لا ينتهي في كل بيت".