وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصحفيون في غزة.. بين السماء والموت بلا طارق

نشر بتاريخ: 25/10/2023 ( آخر تحديث: 26/10/2023 الساعة: 10:11 )
الصحفيون في غزة.. بين السماء والموت بلا طارق

رام الله- معا- كتب محمد اللحام رئيس لجنة الحريات/ نقابة الصحفيين- رائحة الموت تفوح هنا في غزة ليس فقط من تحت الانقاض ومن القبور وثلاجات الموتى بل أيضا من أحياء في عداد أموات بقوا في الميدان لعلهم يقدمون لمسة وفاء لأرواح الابرياء ممن رحلوا أو ممن ينتظرون.

انهم جموع الصحفيين الذين ينتظرون نفس المصير فهنا في غزة لا يعترف الاحتلال الاسرائيلي باحتلاله ولا يرى تشريعات وقوانين اممية وانسانية تكفل حماية الصحفيين ويحوز على تصفيق انظمة سياسية اممية تشاركه لذة الانتقام والقتل .

الصحفيون في غزة فقدوا 21 من زملائهم وبعض العاملين في المؤسسات الاعلامية التي طالت حتى موزع الصحف اليومية في غزة .

الرسالة الاولى للصحفيين كانت صاروخ أمريكي بخط طيار إسرائيلي على برج حجي في اليوم الثالث للحرب وثلاث شهداء والعديد من الجرحى وتدمير نحو 50 مؤسسة ومكتب إعلامي في تلك الليلة الدامية التي لم تبقي للصحفيين أي جدران امنة حتى في بيوتهم التي استهدفت وراح معها 15 من الصحفيين والعشرات من عائلاتهم داخلها ولم تعرف حتى اللحظة صورة ولا صوت لكم ومن تحت الانقاض .

بعد ان حرق البارود الأرض لم يبقى مكان سوى السماء ليس فقط للتوجه له بالدعاء بل ايضا للوقوف فيه من على ما تبقى من أبراج العمارات ليقف عليها بعض الصحفيين مع إشارات واضحة وشواخص ترصدها الطائرات والرادارات التي لم تكترث لذلك بل استسهلت استهداف ذلك .

أين المفر ؟ كان السؤال الحاضر في ذهن كافة الصحفيين العاملين في قطاع غزة بحكم ان لا مكان آمن من قصف الاحتلال الذي دعا السكان للجنوب وقصف الجنوب .

الصحفيون لم يجدوا سوى بعض ما تبقى من مستشفيات للجوء إليها لعلهم هناك يحصلون على شحن بطارية كاميرا او بطارية هاتف محمول لمساعدتهم على مواصلة العمل ونقل حجم الجريمة بمجازر متواصلة وصل معها بعض الصحفيين للاحتماء بغرف الطوارئ داخل المستشفيات التي استهدف بعضها بشكل كامل مثلما حدث مع مستشفى المعمداني والمجزرة البشعة أو كما يحدث مع اغلب المستشفيات من قصف على أطرافها و تهديدات هاتفية بقصفها .

الرعب الذي يعيشه الصحفيين ناتج أيضا عن إطلاق الصواريخ على المؤسسات والمنازل دون سابق إنذار لتجد الصاروخ حاضرا دون ان يطرق الباب لاعتبار ان قوات الاحتلال كانت تطرق باب الموت للسكان عبر ما كان يسمى صاروخ تحذيري بجانب البناية المستهدفة " موت رحيم" وهذا ما تم التخلي عنه في هذه الحرب من قبل قوات الاحتلال .

كل المؤشرات والادلة والرصد والتوثيق التي تتابعه نقابة الصحفيين وباقي المؤسسات العاملة في المجال يشير إلى مجازر و كوارث ستحل بالصحفيين في غزة بفعل إمعان الاحتلال باستهداف الرواية بعد ان فشلت منظومة الاحتلال الاسرائيلي تسويق الاكاذيب وتم فضح عملياتها الارهابية كما حصل في المستشفى المعمداني وغيرها من الوقائع التي حاول الإعلام الإسرائيلي وأنصاره تسويقه و تم دحض تلك الأكاذيب بفعل مهنية الحالة الاعلامية الفلسطينية التي تنقل الحقيقة وهنا يريد الاحتلال ليس فقط اخفاء الحقيقة بل يريد ان يخفي ناقليها ويزور حتى دمائهم .