نشر بتاريخ: 27/10/2023 ( آخر تحديث: 27/10/2023 الساعة: 13:33 )
شعر: عبدالله كميل
في غزة المكلومة الاف القصص
مع كل طفل قصة ..
لكن يوسف يختزل كل القصص..
لا زال ينبض بالحياة ..
رحل الذين احبهم ..
لكنه لم يرتحل ..
ولعله قدر الحماية وحده ..
فالطائرات القاذفات الموت القت بالحمم ..
هي لا تفرق بين كل الآمنين ..
فأبٌ وأمٌّ مع صغار البيت دكتهم صواريخ الصباح …
لكن يوسف لم يكن …
وكعادته ينسلُّ مثل فراشة..
يترك فراشه صامتا ..
يذهب الى اطراف حيهم العتيق ..
وهناك جدته العتيقة تنتظر في بيتها قدر السماء ..
اثناء سيره بالطريق تفتحت حمم السماء..
من حوله صوت القنابل..
يرتجف رعبا وخوفا ..
ينتظر تحت السماء
يركض هنا ..
يركض هناك ..
ينظر سريعا صوب بيته..
يرتعد..
يبكي ويصرخ ..
اين بيتي ..
اين اختي
اين امي مع ابي ..
اين عائلتي الجميلة…
جاء كل الباحثين المنقذين
تجمهر الاحباب حول يوسف ..
فصغيرهم وكبيرهم يعرف بأنه لم يكن مثل الصغار ..
فهو الشقي..
هو النقي..
هو الذكي..
هو طاقة متحركة ..
بذكائه ادركْ بأن جميعهم رحلوا..
فبكى البكاء المرُّ
ابكى الحاضرين ..
لا فرق بين الموت تحت القصف والانقاص ..
او بين حزن مع دموع القهر من صمت الذين تكالبوا..
لا فرق بين رحيلهم
او بين من تُرِكوا ليبكوا الراحلين..
"""""""""
في البيت جدته العتيقة ترتدي ثوب الصلاة..
صلَّتً بصوت خافت متهدج …
تجري الدموع كما المطر..
نظرت قليلا حيث يوسف ..
تابعته بعينها ودموعها
وتذكرت فتساءلت…
كيف السبيل لحفظه وهو الوحيد الحي بعد فقد الراحلين..
تزحف فتهمس
يا ابن ابني ..
لا تخف ..
فالله وحده يحمنا
لا ننتظر عرَباً وفُرساً مع عجم..
فاستل سيفك يا بني..
واحمل جراحك وانتفض ..
لا تنثني
لا تنكسر ..
اغرز سهامك في قلوب الحاقدين ..
فالنصر لك
والفتح لك ..
هيا تمرس يا بني ..
وازحف لقدسك
انت سر الانتصار