وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الهدف من قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة

نشر بتاريخ: 28/10/2023 ( آخر تحديث: 28/10/2023 الساعة: 18:04 )
الهدف من قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة

إسرائيل مستمرة في التمادي والتتطاول وتكثيف جرائمها بحق أهلنا في غزة، وقد استشرست إلى أبعد الحدود، وإلى ما لا يتصوره عقل، حيث شهد العالم أجمع تلك الجرائم التي ارتكبت بجميع أنواع الآلة العسكرية المتاحة في إسرائيل، والمدعمة من قبل الولايات المتحدة والغرب، بما فيها تلك الأسلحة والقذائف والقنابل المحرمة دولياً، كالفسفور الأبيض وغيره.

إنّ قطع إسرائيل لجميع وسائل الاتصال والتواصل من اتصالات بالهاتف وقطع النت والكهرباء عن غزة هو مرحلة من المراحل المخطّط لها في تلك الحرب، وقد جاء هذا العزل التكنولوجي والاتصالي عن غزة لتحقيق عدة أهداف، منها:

- منع الإعلام المحلي والدولي من نقل المعلومات عن العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى خارج غزة وكذلك نقل صور الضحايا المدنيين من شهداء وجرحى.

- إرتكاب مزيداً من الجرائم دون أيّ رقيب.

- حصر تدفق المعلومات الخارجة من غزة بالجانب الصهيوني، وتمكين إسرائيل من تقديم روايتها حول الأحداث ومنع الفلسطينيين من تقديم الحقيقة للعالم، الأمر الذي قد يسهم في زيادة الدعم الدولي لها.

- تقويض الروح المعنوية للسكان وللمقاومين على حد سواء، بحيث يصعب التواصل مع أهاليهم للاطمئنان عليهم، الأمر الذي قد يشكل ضغطاً على القبول بشروط إسرائيل لوقف الحرب.

- خلق حالة من الفوضى والارتباك بين الفلسطينيين.

- الضغط على المقاومة للتفاوض أو الاستسلام.

- الاستفراد بأهل غزة بأقبح الصور.

- إضافة عنصر الغموض لما يحدث في غزة.

- إبطاء جهود الإغاثة، وذلك بمنع المصابين من الاتصال بالدفاع المدني أو بأيّ جهة ممكن لها تقديم العون والمساعدة، وذلك بهدف إساءة الوضع واستشهاد مزيد من السكان.

-عدم تمكين المقاومة من سماع أخبار القصف ومعرفة تركزه وشكله.

- الحد من قدرة المقاومة على جمع المعلومات الاستخبارية وتتبع القصف وبالتالي الحد من قدرتها على التنسيق بين بعضها البعض والتخطيط للهجمات ضد إسرائيل، كنوع من توفير الحماية للمدنيين الإسرائيليين.

- تعطيل قدرات قيادة المقاومة وتمكين السيطرة عليها.

- الحد من تواصل المقاومة مع الخارج.

- ردع وعدم لسماح لأي أطراف خارجية من التدخل في الحرب لصالح غزة.

- الضغط على السلطة وعلى المجتمع الدولي للتفاوض مع إسرائيل على إنهاء الحرب وفق شروطها.

وعلى الرغم من جميع ما سبق، إلّا أنّ بعض الصحفيين تمكنّ من نقل تقاريرهم إلى بعض الفضائيات، كما أنّ المقاومة لا تعتمد على وسائل الاتصال التقليدية فقط في تواصلها، سواء مع فيما بينها أو مع الخارج.

لقد اغفلت إسرائيل، أو ربما لم تغفل، هي فقط لا تكترث، بنظرة العالم والمجتمع الدولي لها، فهي تعلم أنها محصّنة من المساءلة والعقوبات بفضل دعم الولايات المتحدة والدول الغربية لها، وتعطيلهم لأيّ قرار يتخذ ضدها في المنظمات الدولية. وإنما ما هو واقع، هو أنها بارتكابها المزيد من الجرائم تجاه الفلسطينيين، فإنّ ذلك يؤكد للعالم الحر بأنها كيان عنصري مجرم فاشي، بعيداً عن كل القيم الأخلاقية والمعايير الإنسانية، وأنها هذا الكيان مستمر في خرق القوانين الدولية وتلك الإنسانية بأبشع الصور، كما أنّه يخسر بصورة مستمرة تأييد كثير من اليهود في العالم، حيث أدرك كل شخص لديه ذرة من الإنسانية بأنها المعتدّي الغاصب الآثم، وبأنها ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بالعقاب الجماعي والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق السكان في غزة.

إنّ قطع الاتصالات بكافة أشكالها عن القطاع يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، ويحرم الفلسطينيين من حقّهم في الوصول إلى المعلومات، لذا يتعين على المجتمع الدولي إدانة هذا الانتهاك، وممارسة الضغط على إسرائيل لإعادة الاتصالات والإنترنت إلى قطاع غزة.