|
البيت الأبيض: لا نسعى للتصعيد وتوسيع الحرب في غزة إلى لبنان
نشر بتاريخ: 03/11/2023 ( آخر تحديث: 04/11/2023 الساعة: 09:23 )
واشنطن-معا- أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد وتوسيع الصراع بين إسرائيل وحماس" إلى لبنان، لكنّه زعم، في الوقت نفسه، أنّ "الوقت الحالي ليس ملائماً للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار". وأكّد البيت الأبيض أنّ "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى الصراع يتوسع إلى لبنان"، مشيراً إلى "دعمه فترات هدنة موقتة في غزة". وتدّعي الولايات المتحدة، عبر هذه التصريحات، أنّها تريد التوصل إلى هدنة، بينما تواصل، في الجانب الآخر، دعمها الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، من دون أن تدعو بعدُ إلى وقف إطلاق النار. وفي وقتٍ سابق اليوم، أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارة لـ"تل أبيب"، للمرّة الثالثة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، المستمر لليوم الـ 28 على قطاع غزّة. وأكّد بلينكن، أمام الصحافيين، في أثناء لقائه رئيس كيان الاحتلال، إسحق هرتسوغ، موقف بلاده الداعم لـ "إسرائيل"، في وقتٍ تواصل هجومها، براً وجواً وبحراً، على القطاع، تحت ذريعة "عدم تكرار 7 أكتوبر". في هذا السياق، أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في وقتٍ سابق اليوم، أنّ "واشنطن هي المسؤولة بالكامل عن الحرب الدائرة في غزة، بينما إسرائيل هي أداة، فأميركا هي التي تمنع وقف العدوان على القطاع، وترفض أي قرار لوقف إطلاق النار". وحذّر من أنّ "كل الاحتمالات في الجبهة اللبنانية مفتوحة، وكل الخيارات مطروحة، ويمكن الذهاب إليها في أي وقت من الأوقات، إذ يجب أن نكون جميعاً جاهزين لكل الفرضيات المقبلة". وتوجّه السيد نصر الله إلى الأميركيين بالقول إن "أساطليكم التي تهددوننا بها في البحر المتوسط لا تخيفنا، ولن تخيفنا في يوم من الأيام، ولقد أعددنا لها عدتها أيضاً". وأكّد أنّه "إذا حدثت الحرب في المنطقة، فلا أساطيلكم تنفع، ولا القتال من الجو ينفع"، مضيفاً أنّه "في حال أي حرب إقليمية، ستكون مصالحكم وجنودكم الضحية والخاسر الأكبر". وكان البيت الأبيض قال، قبل خطاب السيد نصر الله، إنّ "الإدارة الأميركية تتابع من كثب هذا الخطاب"، مضيفاً أنّ "رسالتنا إليه هي عدم توسيع الصراع في المنطقة". وفي وقتٍ سابق، أكّد مصدر دفاعي أميركي لوسائل إعلام إسرائيلية أنّ الجيش الأميركي يجهد من أجل نشر ما لا يقل عن 12 منظومة دفاع جوي في عدة دول في الشرق الأوسط، في إطار خشية الولايات المتحدة الأميركية من توسّع معركة "طوفان الأقصى"، ومشاركة جبهات أخرى. ونقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤول في وزراة الدفاع الأميركية، قوله إنّ الولايات المتحدة تخشى توسع رقعة الحرب. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست"، بدورها، أنّ واشنطن قلقة بالفعل من احتمال التصعيد، ومن "أن يخرج هذا الأمر عن السيطرة". يأتي ذلك بينما تتعرض القواعد الأميركية في دول الشرق الأوسط للاستهداف بصورة متواصلة، من العراق واليمن، وكان آخرها استهداف قاعـدة الاحتلال الأميركي "خراب الجير"، شمالي شرقي سوريا، برشقة صاروخية من العراق. وعقب خطاب السيد نصر الله وزيارة بلينكن لـ"تل أبيب"، تطرّق الإعلام الغربي إلى ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في المستقبل. وقالت الأستاذة المشاركة في السياسة والعلاقات الدولية في جامعة كوليدج لندن، جوليا نورمان، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنّ "بلينكن ونصر الله سيكون لهما تأثير كبير في كيفية تحرك الصراع من هذه النقطة، وقدما إشارات ضد حرب أوسع نطاقاً". وأضافت نورمان أنّ "هذا لا يعني أنّ هذا الأمر لن يحدث، لكن يبدو أنّ الرسائل اليوم، من كلا الطرفين، هي محاولة العمل في إطار شعور بضبط النفس وعدم تفاقم هذه التداعيات". بدورها، أوضحت مجلة "نيوزويك" أنّ السيد نصر الله توجّه بصورة مباشرة إلى الولايات المتحدة، "التي زادت في تموضعها في المنطقة، من خلال نشر مجموعة حاملة طائرات تابعة للبحرية في شرقي البحر الأبيض المتوسط، في محاولة لردع اندلاع حرب أوسع". وأشارت المجلة إلى أنّ السيد نصر الله دعا الأميركيين إلى تذكر هزائمهم في لبنان والعراق وأفغانستان، مذكّرةً، في السياق، بأنّه "في خضم الحرب الأهلية المدمرة، والتي استمرت 15 عاماً في لبنان، والاجتياح الإسرائيلي، جرى استهداف أميركيين وفرنسيين في القوة المتعددة الجنسيات في لبنان، من خلال تفجير مزدوج في تشرين الأول/أكتوبر 1983، الأمر الذي أسفر عن مقتل 241 من أفراد الجيش الأميركي، بالإضافة إلى 58 جندياً فرنسياً". وأضافت أنّ "الولايات المتحدة انسحبت من لبنان في العام التالي"، ثمّ "خاضت بعد أعوام تدخلاً ضد أفغانستان، التي كانت تحت قيادة طالبان، في عام 2001، بسبب علاقاتها بتنظيم القاعدة، وشكّلت حكومة جديدة، لكنّها سقطت بعد 20 عاماً، عندما انسحبت الولايات المتحدة في عام 2021، واستعادت طالبان السيطرة على البلاد". |