أعادتنا إسرائيل ثلاثين سنة للوراء ولكنها أعادت نفسها ألف سنة للوراء
نشر بتاريخ: 16/11/2023 ( آخر تحديث: 16/11/2023 الساعة: 13:21 )
بقرار سياسي من حكومة نتانياهو عملت سلطات الاحتلال على اعادتنا ثلاثين سنة للوراء، اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وامنيا. تماما مثلما كانت أيام الانتفاضة الأولى، وابشع بكثير.
صورة لجنود الاحتلال يضعون "مزوزا" على باب منزل في قطاع غزة. رفع العلم الإسرائيلي في داخل مقر المجلس التشريعي، ورفع العلم الإسرائيلي فوق المساجد والجامعات والجثث وفوق كل شيء ليس إسرائيلي واستخدام القوة المفرطة في تدمير الهوية العربية الفلسطينية. صورة لعشرات الجنود المسلحين بالرشاشات والكراهية يضربون الاسرى المدنيين ويجبرونهم على رفع علم إسرائيل وان يهتفوا نشيد "هتكفا". صورة لمغني إسرائيلي يكتب عبارة كراهية وانتقام على صاروخ قبل ان يضرب الهدف التالي. صورة لعبارة على قذيفة (أتمنى ان هذه القذيفة تقتل الأبرياء في غزة). فيديوهات مدفوعة الاجر على تيك توك لمجندات ومستوطنين يشتمون النبي محمد صلى الله عليه وسلّم. وحثالة من المتطرفين يقضون حاجتهم فوق الجثث وفوق الاحياء، البصق والشتم على العمال وعلى طلبة المدارس وجرافات تهدم كل نصب تذكاري لعرفات او لاي رمز للشعب الفلسطيني.
والهدف كسر كرامة الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم العربي والعالم الإسلامي.
ما تفعله إسرائيل بالشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده داخل الخط الأخضر وفي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة هو اعلان دخول مرحلة "التوحش" والانتقام والاذلال والضرب بالعصي. هناك محاكم تفتيش في الشوارع كما كانت أوروبا في الحرب العالمية الثانية، ويطلب الجنود من طلبة الجامعات والعمال والمدنيين أجهزة الهواتف ليفتشوا فيها، وينهالون بالضرب وتجريدهم من ملابسهم امام اعين المارة!! تذكرون من كان يفعل هذا وبمن كان يفعل هذا؟
نتانياهو يعلن للجيش ان نبوءة أشعياء وهو يقصد ذلك "وجاء يشوع يحمل سيف العدل الإلهي، جاء يحمل الامر الإلهي" "اقتلوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف .. واحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها " يش 24,21:6.
وورد في سفرهم المذكور حرفيا اشعياء 16:13
وتحطم أطفالهم امام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساءهم.
هوشع 16:13
تجازى السامرة لأنها قد تمردت على الهها. بالسيف يسقطون، تحطم أطفالهم والحوامل تشق.
ولا يقتصر الامر على الفلسطينيين . بل يطال كلام نتانياهو العراق وبلاد الشام ومصر. في سفر ارميا واصحاح 13 وسفر حزقيال وصولا لسفر المزامير: يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك اطفالك ويضرب بهم الصخرة .
والقول هكذا .فان نتانياهو المريض بالسلطة يفتح حربا دينية عمرها الاف السنين على أطفال ولدوا في 2020 غزة عام وبعدها !!!
والقول هكذا . ان نتانياهو قد أعاد اليهود الفي سنة للوراء ويسلحهم بذكريات من أيام الحكم الوثني، وايام بابل والرومان. ويستحضر حرب السيف وبقر بطون الأمهات الحوامل وضرب الصخرة بالطفل !!!
طلب مني صديق قديم ان أنقل لكم رسالة. فقال ان سلطات الاحتلال اعتقلته وهو يبلغ من العمر 60 عاما، وان عملية الضرب والتجريد من الملابس والنقل من الخليل الى معسكر عصيون الى معسكر عوفر كانت من أيام الويل والكراهية .
ثم في سجن عوفر جميع السجانين يحملون السلاح ويعتدون بالضرب على الاسرى من دون سبب، ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا كرامة .
قال : من دون ان اعرف سبب اعتقالي، لم اعرف سبب الافراج عني. ثم سألت السجانين لماذا تحملون العصي وتضربوننا .
فرد عليه احد السجانين: هذه أوامر من الوزير بن غفير، وممنوع ان نعاملكم كبشر بل هي أوامر ان نعاملكم باعتبار انكم حيوانات. انتهى الاقتباس.
ثم أضاف لي الأسير المحرر : اخبر سفيرنا في الأمم المتحدة ووزير الخارجية وجميع القيادات العربية والفلسطينية وحماس ان الاسرى داخل السجون الإسرائيلي هم من يحتاجون الى وقف اطلاق نار مثل غزة. وانه في الوقت الذي تفاخر فيه فصائل المقاومة بالمعاملة المحترمة مع الاسرى الإسرائيليين وترغب بإطلاق سراحهم، يموت الاسرى الفلسطينيون تحت التعذيب والضرب !!
نعم فعلها نتانياهو. نعم نجح بن غفير وباقي المتطرفين ان يعيدوا الفلسطينيين 30 عاما للوراء وربما اكثر. وفقد الفلسطيني منزله وولده ومدينته وسلطته والنصب التذكاري والأشجار والشوارع.
ولكنهم لا ينتبهون انهم يفعلون بأنفسهم اكثر. الفلسطيني فقد بيته ولكنهم فقدوا انسانيتهم واخلاقهم وقيمهم وثقة الأجيال بهم. ولسوف يحدق مئات الاف الايتام في عيون الطيارين الإسرائيليين وضباط المدفعية وجيش الاحتياط لمائة عام وفي كل صباح ومساء .
وحين تنتهي الحرب. سوف ينظر كل طرف في المرآة. ليعرف كل طرف ماذا فقد في هذه الحرب .
نعم انا اعترف. انتصرتم علينا بعدد القتلى والضرب والاهانات والاسرى والصواريخ والقذائف، وفقدنا كل شيء نملكه،
وفقدنا كل سلطة .. باستثناء الامل، ومعرفتنا العميقة بسفر اشعياء.
وقريبا سوف يتوسل العالم كله للمثقف وللصحفي الفلسطيني ان يتدخل وان يكتب اي شيء لمنع الانتقام.