نشر بتاريخ: 28/11/2023 ( آخر تحديث: 29/11/2023 الساعة: 01:32 )
تل أبيب- معا- اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك أن حركة حماس بعيدة عن الانهيار جنوب قطاع غزة وأنها تحتفظ بقدراتها في الشمال.
وكتب باراك بمقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الثلاثاء: "بعد حوالي شهرين من الحرب تقترب إسرائيل من مفترق طرق حاسم، لقد حققت القوات الإسرائيلية مكاسب كبيرة شمال قطاع غزة، لكن حماس بعيدة كل البعد عن الانهيار في جنوب غزة، وتحتفظ بقدراتها في الشمال أيضا".
وأضاف: "إذا كنا راغبين بالبقاء في بيئتنا القاسية فإن إكمال مهمة تفكيك قدرات حماس العسكرية والحكومية أمر بالغ الأهمية، حتى في مواجهة الضغوط الخارجية، فإن الأمر سيتطلب أشهراً وربما أكثر لتحقيق ذلك".
لكن باراك حذر من أن الدعم الدولي للحرب "ينفد بسرعة، وقد تتفاقم التوترات المتراكمة خلف الأبواب المغلقة، بما في ذلك مع الولايات المتحدة".
وقال: "تقع على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤولية مزامنة هذه الساعات والحصول على الوقت اللازم، لكنه فشل في هذه المهمة، ونحن إذن أمام مفترق طرق حاسم".
وأضاف: "يتجاهل نتنياهو حقيقة أن علاقة الثقة مع البيت الأبيض أمر بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل لتحقيق أهدافها".
وأشار إلى أن "فشل نتنياهو في قيادة الحرب يكمن في إنكاره للفهم القائل إنه بهذه الحالة لا يمكن تحقيق النصر دون موقف واضح بشأن اليوم التالي (للحرب) وخطة لتنفيذ تلك الرؤية".
وتابع: "يتيح وجود مثل هذا الموقف تحديد العناصر الحاسمة المعنية وكيفية العمل معها اليوم حتى تكون حاضرة عندما يحين الوقت لليوم التالي".
واستدرك: "من المؤكد أن كل من يعرف نتنياهو ويراقبه اليوم لديه شكوك جدية حول أهليته لقيادة مثل هذه الحملة المعقدة. وينبغي لمؤيديه أيضا أن يتوقفوا لحظة للتفكير: هل هو حقاً على مستوى هذه المهمة؟".
وبالنسبة لليوم التالي للحرب، كشف باراك النقاب عن أن "الولايات المتحدة تتصور تشكيل قوة حفظ سلام عربية، من دول المحور المعتدل، والتي ستتولى زمام الأمور من إسرائيل بعد سقوط حماس وبعد اتخاذ الإجراءات الأمنية لفترة محدودة يتم فيها جلب سلطة فلسطينية2 أي سلطة فلسطينية متجددة".
وأوضح: "من شأن القوة العربية أن تساعد السلطة الفلسطينية على تعزيز سيطرتها على القطاع، ويرى (الرئيس الأمريكي) جو بايدن أن هذه هي الخطوة الأولى على الطريق نحو حل الدولتين، وبالتالي سيكون على استعداد لدعم إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا، من خلال جسر جوي ومظلة دبلوماسية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفي لاهاي (محكمة الجنايات الدولية)".
لكنه لفت إلى أن نتنياهو "مرتبط بتحالف غير مقدس مع (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير و(وزير المالية) بتسلئيل سموتريتش، المهووسين بإشعال الحرائق في الضفة الغربية، واللذان بدورهما يحميانه من المطالبة بإسقاطه الفوري. لكنهما في الأساس يستغلانه لفرض أيديولوجيتهما القائلة إن غزة يجب أن تعود للسيطرة والمسؤولية الإسرائيلية الكاملة".
وقال: "إذا حدث ذلك، فمن المرجح أن تتورط إسرائيل في مستنقع غزة ويؤدي إلى صراع يدوم لسنوات، وأزمة مع الإدارات الأمريكية، ومخاطر ملموسة على علاقات إسرائيل مع مصر والأردن، وعلى اتفاقيات إبراهيم والتطبيع مع السعودية".
واعتبر باراك إن "اليوم التالي" يتطلب منا أن ننسق ونبني علاقات الثقة، خلف الكواليس أيضاً، مع الولايات المتحدة ومع جيراننا".
واستدرك أن "مثل هذه العلاقات من غير الممكن أن توجد مع الحكومة الحالية التي تتولى السلطة، لأنه كما هو الحال بين أغلبية الجمهور الإسرائيلي، ففي واشنطن وفي العواصم الإقليمية، لا أحد يصدق كلمة يقولها نتنياهو، وبالتأكيد ليس الوعود التي يتم تقديمها خلف الأبواب المغلقة حول مواقف إسرائيل المستقبلية".
وقال: "الاستنتاج المطلوب هو أن حكومة نتنياهو تلحق ضررا جسيما بمكانة إسرائيل الاستراتيجية وتقود حربا ليس لها نقطة نهاية، وهذا يسبب أضرارا هائلة".
وأضاف: "يجب إنهاء رئاسة نتنياهو قبل أن تصبح عواقب عيوبه غير قابلة للإصلاح. المطلوب في الظروف الحالية هو حكومة وحدة وطنية موسعة من دون نتنياهو، ومن دون سموتريش وبن غفير".
وتابع باراك: "وحدها الحكومة التي تتصرف بمسؤولية وحاسمة، بعيداً عن الاعتبارات الدخيلة والمشوهة، ستكون قادرة على قيادة إسرائيل نحو نهاية الحرب وإلى النصر".