|
من حق الشعب الفلسطيني أن يحلم .....ومن حق غزة أن تعيش
نشر بتاريخ: 29/11/2023 ( آخر تحديث: 29/11/2023 الساعة: 10:25 )
معتز خليل قبل الخوض في هذا المقال أؤكد أن الساحة الفلسطينية وهي تحت الاحتلال هي أكثر ديمقراطية من أنظمة ودول عريقة بالمنطقة ، ولا زلت أتذكر المقال الذي كتبه الدكتور الراحل إبراهيم البحراوي عقب الانتخابات الفلسطينية في عام ٢٠٠٦ ، وقوله : (أخيرا لم تعد إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة)، تعليقا على أجواء الحرية التي تعيشها الضفة وغزة رغم قيود الاحتلال . من هنا فإن السلطة طالما سمحت بتعدد الآراء وطالما سمحت بتنوعها ، فإنها وفي النهاية تحترم رغبة أي شخص في التقدم للترشح لأي منصب ولا تعارضه. عموما وخلال الساعات الماضية طرحت عدد من التقديرات الأمنية وبعض من التقارير الصحفية تساؤلات تتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة بالمستقبل، وهي التساؤلات التي تتنوع في ظل : 1- تواصل عمليات التهدئة مع دخول الهدنه ونجاح المقاومة الفلسطينية برئاسة حركة حماس في إجبار الإسرائيليين على التوقف عن القيام بأي عملية عسكرية حاليا 2- تنظيم استعراض يومي مع الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين ، وهو الاستعراض الذي يبدو أن له بعض من الأهداف السياسية ومنها مثلا دعم السنوار سياسيا في هذه المرحله 3- عند متابعة هذا الاستعراض اليومي سيلاحظ الفرد إنه يتم في الشوارع والميادين بل وفي المناطق التي هاجمها الجيش الإسرائيلي من قبل ، لترد المقاومة وبالواقع على الأرض على مزاعم الانتصارات التي طالما قالتها إسرائيل ، وتثبت المقاومة للعالم أن كل ما قيل لا أساس له من الصحة على الإطلاق والمقاومة لا تزال تسيطر على مختلف الأمور على أرض الواقع في غزة. 4- تحول السنوار وكتائب القسام إلى أبطال شعبين على الساحة في ظل التطورات الحالية. المستقبل غير أن هناك محور مركزي حاليا يتعلق بالحديث عن حركة حماس عموما ورئيسها في غزة يحيى السنوار ، وهو المحور الذي بات من الواضح تصاعده في الصحف ووسائل الإعلام الغربية والعالمية عن مستقبل تواجد حركة حماس في غزة ، بل وتحول الهدف الذي أعلن عنه نتنياهو بالقضاء على الحركة ، إلى تحول الحركة إلى بوصلة تقود العمل الوطني الفلسطيني. في هذا الصدد هناك عدد من الأسئلة المركزية التي يمكن أن تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن السنوار (أبو إبراهيم) وهي: 1- هل يفكر السنوار أن يحكم فلسطين؟ 2- ما هو موقف الفصائل الفلسطينية عموما من هذا الترشح ؟ 3- ما هو موقف منظمة التحرير الفلسطينية منه أيضا؟ 4- ما هو موقف العالم منه حاليا فضلا عن موقف العالم من حركة حماس مثلا التي تصنفها الكثير من الدول الغربية وحتى العربية باعتبارها حركة إرهابية؟ 5- ماذا عن مستقبل حركة حماس في غزة؟ 6- هل تقبل حركة حماس أن ترشح يحيى السنوار باسمها ليكون رئيسا للبلاد؟ تقديرات من الواضح أن الأسئلة السابقة كانت دقيقة للغاية خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن السنوار ليس وحده هو زعيم حركة حماس ، ولكن آيضا هناك محمد الضيف الذي يحظ مكانه واسعة في قلوب الفلسطينيين ، وتتصاعد هذه الظاهرة مع ما يمكن وصفه بحالة الزهد السياسي التي يعيشها الضيف ، ربما لطبيعته الهادئة أو لفقدان الكثير من أجل الوطن. السنوار ومصر الملاحظ أن بعض من التقديرات السياسية أشارت وخلال الساعات الماضية إلى إمكانية استغلال كبار مسؤولي حماس وقف إطلاق النار ليهربوا مع المخطوفين عبر الأنفاق الى سيناء، وهذا بالضبط ما قالته هيئة البث الإسرائيلية في تحليل سياسي لها نشرته أخيرا . وقالت الهيئة : " بعد نجاح العملية البرية الإسرائيلية في قطاع غزة حتى الآن وتصميم إسرائيل على مواصلتها حتى سقوط حكم حماس في قطاع غزة، تتطلع الحركة إلى تنفيذ خطوة قد تغير وجه الحرب. فبينما يبتهجون في إسرائيل لعودة دفعات المخطوفين، تستغل حماس انشغال إسرائيل بإعادة تنظيم صفوفها من أجل مواصلة القتال، وتخطط بالفعل لخطواتها التالية." وقالت أيضا : إن شبكة الأنفاق التابعة لحماس هي أكثر أهمية وتطوراً وأكثر تعقيداً مما تصور المسؤولون في إسرائيل عشية الحرب. أحد السيناريوهات التي يجب أن تواجهها إسرائيل خلال وقف إطلاق النار، هو محاولة هروب قيادة حماس، التي يعتقد أنها في جنوب قطاع غزة، عبر الأنفاق في منطقة رفح - محور فيلادلفي - إلى سيناء مع المخطوفين الإسرائيليين، وربما بينهم جنود، ومن هناك إلى دولة أخرى توافق على استضافتهم، مثل إيران أو اليمن أو لبنان. ومن شأن مثل هذا السيناريو أن يقلب مجرى الحرب رأساً على عقب." من هنا يتضح عدد من الأمور في مخاض تحليل هذا التقرير الإخباري الذي حمل بعض من المفردات الدقيقة ومنها "التنبيه" أو "الحذر" ومنها أيضا الهروب مه المعتقلين: 1- أن هناك رؤية إسرائيلية تحاول ربط ما قام به السنوار بمصر. 2- أن مصر قادرة على التأثير على السنوار ، وهو ما يمكن استخلاصه مع متابعة مفاوضات اليوم الثالث لعملية التفاوض ، وحضور قيادات من المخابرات المصرية لمعبر رفح والضغط على القيادات التابعة للسنوار من أجل إتمام الصفقة عقب تعطلها. الخلاصة بات من الواضح أن السلطة الفلسطينية ومع الأجواء السياسية التي تعيشها ، فضلا عن حركة حماس والأجواء التي تعيشها أيضا في ذروة الحرب والهدنة الحالية تطرحان أسم السنوار كقائد للشعب الفلسطيني ، وهو أمر بات من المهم متابعته مع حالة السيولة التي تعيشها المنطقة حاليا في ذروة هذه التطورات. |