نشر بتاريخ: 05/12/2023 ( آخر تحديث: 06/12/2023 الساعة: 00:13 )
تل أبيب- معا- قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي "أمان"، تامير هايمن، إن هزيمة حركة حماس في قطاع غزة "لا تزال بعيدة المنال" مستندا لتحديات لاسيما في جنوب القطاع، قال إنها تهدد تحقيق تل أبيب انتصارا سريعا على الحركة الفلسطينية.
وأضاف هايمن في مقال تحليلي نشره الموقع الالكتروني للقناة "12" العبرية الثلاثاء: "الخلاصة في الوقت الحالي هي أننا ما زلنا بعيدين عن ذلك، هناك الكثير من العمل في شمال قطاع غزة، أما في الجنوب فقد بدأنا للتو".
وأضاف: "استؤنف القتال في غزة بعد هدوء مؤقت، وتزايدت التحديات التي تواجهها دولة إسرائيل، والإنجاز التكتيكي الذي سيستمر ويتكثف في الفترة المقبلة يجب أن يترجم إلى خطة استراتيجية شاملة".
وتابع: "يجب علينا شراء الوقت، لأنه ليس لدينا خيار آخر، ولن يضمن لنا مكانتنا الرادعة وأمننا في الشرق الأوسط سوى تحقيق انتصار ساحق".
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء العمليات البرية بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وبدء تحرك القوات المدرعة لمهاجمة أهداف تابعة لحماس عقب انتهاء الهدنة المؤقتة مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وتوقعت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن "يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية".
وفي السياق، لفت هايمن إلى عدد من التحديات التي تواجه إسرائيل في إنجاز هدف القضاء على حماس، لاسيما مع توسيع العمليات جنوبا.
وأشار إلى أن من التحديات الرئيسية "تحدي الزمان والمكان وإدارة الحرب، والجهد السياسي، إضافة إلى ما سيحدث في اليوم التالي للحرب".
وأوضح: "بشأن تحدي الزمان والمكان، هناك 3 عناصر رئيسية، وهي: تفكيك حماس، ورغم أن هذا ليس أمرا دقيقا، إلا أنه من الممكن اعتبار أن تدمير 60 بالمئة من الذراع العسكرية لحماس (كتائب القسام) سيؤدي إلى تدميرها".
وعليه، بيّن هايمن حاجة إسرائيل إلى "هزيمة حوالي 16 من أفواجها (الذراع العسكري لحماس) الـ 24، بالإضافة إلى تحييد القيادة العسكرية العليا، مع التركيز على يحيى السنوار (قائد حماس في غزة)".
وربط المسؤول الإسرائيلي السابق أيضا الانتصار في غزة بـ"تحييد النظام السري، وتدمير سبل سيطرة حماس في القطاع".
وفيما يتعلق بالعنصر الثاني، تحدث هايمن عن الحرب في جنوب قطاع غزة.
ومضى في مقاله: "الحرب في الجنوب ستكون أكثر تعقيدا لأن المنطقة كثيفة (سكانيا) بشكل خاص، بعد أن انتقل نحو مليون شخص إضافي من الشمال إلى الجنوب، ويعيش الآن حوالي 2 مليون شخص في مساحة تبلغ حوالي 200 كيلومتر مربع".
وتابع: "ثالثا، فإن زمن الحملة تحديا آخر أمام القتال، مرتبطا بثلاث عناصر وهي الشرعية الداخلية للمجتمع الإسرائيلي، واستمرار الدعم الأمريكي، والوقت اللازم للقتال".
وبشأن تحدي إدارة الحرب والحملة السياسية، بيّن هايمن أهمية أن تعمل الحرب والسياسة معا.
وقال: "هذا هو الكمال المعروف أيضا باسم الإستراتيجية الكبرى، إنه مستوى أعلى من الإستراتيجية العسكرية، وهو أيضا المستوى الأكثر أهمية في الحرب".
وفي هذا الشأن، طالب هايمن ببذل إسرائيل في إطار هذه الإستراتيجية "مجموعة من الجهود العسكرية والسياسية، يمكنها دفع حزب الله (اللبناني) بعيدا عن السياج في الشمال".
ورأى أن هذه السياسة تجاه الجماعة اللبنانية "ضرورية من أجل تعزيز المجتمعات الحدودية، وأيضا من أجل التعامل مع التهديد الاستراتيجي القادم من اليمن والذي يهدد حرية الملاحة".
وسبق لنتنياهو أن قال إنه يريد "سيطرة أمنية إسرائيلية" على القطاع بعد الحرب، لكن تصريحاته التي تشير إلى استثناء السلطة الفلسطينية من مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة تتعارض مع موقف واشنطن.
وكانت الولايات المتحدة أعربت مرارا عن وجوب أن تكون هناك "سلطة فلسطينية" بعد الحرب في قطاع غزة - دون أن توضح ماهية هذه السلطة - وأن يقود "الفلسطينيون الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في غزة" عقب انتهاء الفترة الأمنية التي ستتولى مسؤوليتها إسرائيل.