وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدى: انتهاكات مروعة خلال تشرين ثاني الماضي من بينها استشهاد 23 من الصحفيين

نشر بتاريخ: 07/12/2023 ( آخر تحديث: 07/12/2023 الساعة: 13:11 )
مدى: انتهاكات مروعة خلال تشرين ثاني الماضي من بينها استشهاد 23 من الصحفيين

رام الله- معا- رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" ووثق خلال شهر تشرين ثاني 2023 ما مجموعه 98 جريمة وحادثة اعتداء وانتهاك ضد الصحافيين والحريات الاعلامية في دولة فلسطين، ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بشكل كامل بمجموع 97 انتهاك توزعت على 60 انتهاك في الضفة الغربية وشرقي القدس، و37 في قطاع غزة. في حين لم يوثق أي انتهاك من جهات فلسطينية.

وقال المركز "جاءت هذه الأعداد الكبيرة للشهر الثاني على التوالي نتيجة استمرار قوات الاحتلال بالتصعيد في اعتداءاتها بالغة الخطورة واستهدافها للصحفيين/ات والحريات الإعلامية في فلسطين واستكمالا للعدوان الذي شنته منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي ضد قطاع غزة، إذ لا زالت عمليات القصف والتدمير ضد المدنيين في القطاع مستمرة وبذات الوتيرة، واستمرت تبعا لذلك عمليات استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والذي بلغ ذروته باستشهاد 23 صحفي/ة خلال شهر تشرين ثاني الماضي، بهدف التعتيم على ما يجري من انتهاكات ضد المدنيين في القطاع".

وتابع "خلال شهر تشرين ثاني استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي، وبالرغم مما تخلل هذا العدوان من 7 أيام هدنة، إلا أن عمليات القصف الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة استأنفت وبشكل أقوى بعد انتهاء أيام الهدنة، فالحصار مستمر، ولا زالت الظروف السيئة تسيطر على واقع الحياة في القطاع من نقص في الحاجيات الأساسية والضرورية من مأكل ومشرب ودواء، إضافة لانعدام للخدمات الرئيسية العامة عموما وانقطاع للماء والكهرباء ووسائل الاتصالات وخدمات الإنترنت، حيث أعلن وزير الاتصالات الإسرائيلي التوصل لاتفاق مبدئي مع الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك" يقضي بعدم تشغيل الإنترنت الفضائي (عبر الاتصال بالأقمار الاصطناعية) في غزة إلا بموافقة إسرائيلية، الأمر الذي لانقطاع السبل لمعرفة ما يتعرض له المواطنون من جرائم، ما يؤدي لتفاقم الأوضاع وتعقدها أكثر يوما بعد يوم".

وقال "ولا زال القسم الأكبر من الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية الـ 97 التي تم رصدها (سواء التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة أو تلك التي ارتكبها في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية) عبارة عن انتهاكات مركبة يتخلل الحادثة الواحدة منها أكثر من اعتداء أو انتهاك، كما كانت تطال في الكثير منها مجموعة من الصحافيين أو وسائل الإعلام ما يجعل الاضرار المترتبة عليها مضاعفة وأكثر اتساعا بكثير مما قد توحي به الارقام".

الانتهاكات الإسرائيلية:

واشار مركز مدى في تقريره الى انه وبالرغم من انخفاض الذي يبدو ظاهرياً في أعداد الانتهاكات الإسرائيلية الموثقة خلال شهر تشرين ثاني، حيث وثق مركز مدى ما مجموعه 96 انتهاكً إسرائيليا ضد الحريات الإعلامية مقابل 179 انتهاك وثقت خلال تشرين أول الذي سبقه، إلا أن هذا لا يعني أن أي تغير قد حدث في السياسة الإسرائيلية المتبعة تجاه الحريات الإعلامية الفلسطينية. إذا أن الانتهاكات الإسرائيلية الموثقة لا زالت تمثل العدد الأكبر من حيث نوعها وشدة خطورتها على حياة الصحفيين/ات وعلى الحريات الإعلامية بشكل عام. وتبين ما سبق من عمليات القتل التي طالت ما مجموعه 23 صحفي/ة فلسطينيا خلال الشهر الماضي، وتعدت الصحفيين الفلسطينيين لتطال الصحفيين اللبنانيين، حيث استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المراسلة فرح عمر والمصور ربيع معماري باستهداف واضح على الحدود بين إسرائيل ولبنان بتاريخ 21/11.

وقال "لم يتوقف الاستهداف الإسرائيلي على بقعة قطاع غزة، إنما مارست سلطات الاحتلال أشد وأقسى الانتهاكات بحق الحريات الإعلامية في الضفة الغربية وشرق القدس، حيث وثق مركز مدى ما مجموعة 60 انتهاك طالت الصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

واضاف "جاءت في مقدمتها عمليات اعتقال الصحفيين/ات والتي بدأت ضمن حملة ممنهجة ضدهم منذ السابع من شهر تشرين اول المنصرم ولا زالت مستمر حتى اللحظة، فقد أقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال 14 صحفي/ة خلال الشهر الماضي لا زال معظمهم رهن الاعتقال، كما اعتدت جسدياً على 11 صحفي 3 منهم في قطاع غزة، في حين احتجزت 11 صحفي وعرقلة عملهم أما أثناء تغطيتهم للأحداث المختلفة في الضفة والقدس أو قبل وصولهم لمناطق التغطية، كما منعت سبع صحفيين من التغطية بشكل مباشر، واستهدفت 7 آخرين بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز (3 منهم في قطاع غزة) لمنعهم من التغطية وتوثيق الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في كل مكان".

ولفت الى انه لم تكتفي قوات الاحتلال بقتل 23 من الصحفيين في قطاع غزة، بل تعدى ذلك لحد إصدار التهديدات العلنية بقتلهم، فقط لأنهم يقومون بتغطية العمليات الإجرامية للإسرائيليين، كما حدث مع الصحفيين حسن اصليح، ومثنى النجار، وأنس الشريف، فيما حرضت جهات إسرائيلية ضد صحفيتين مقدسيتين بشكل قد يؤثر على حياتهما وهما الصحفية لدى قناة الكوفية منار الشويكي التي حرضت ضدها مجموعة أنشأها المستوطنون على قناة "التلغرام" تعرف باسم "صائدو النازية"، والصحفية هناء محاميد التي قام باستدراجها صحفي إسرائيلي لبريد القدس وقام بتصوير مقطع فيديو تحريضي ضدها وقد وصل للصحفية تهديدات وشتائم عديدة إثر نشره.

كما قامت قوات الاحتلال بمصادرة وإتلاف معدات لسبعة صحفيين أحدهم في قطاع غزة، وفي حين دمر القصف الإسرائيلي ثلاث مقرات لمؤسسات إعلامية (وكالة الأنباء الفرنسية، قناة الجزيرة، قناة الشرق)، أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق مطبعتين ومكتبة في مدينة الخليل ومصادرة معداتها. وأصدرت قرارا بحظر قناة "الميادين" ووقف عملها ومصادرة معداتها. ومن جهة أخرى أعلن مجلس الوزراء الأمني المصغر موافقته على لوائح تسمح بإغلاق وسائل إعلام أجنبية.

انتهاكات وسائل التواصل الاجتماعي:

بالرغم من الارتفاع الهائل والمريب لأعداد الانتهاكات التي اقترفتها منصات وشركات التواصل الاجتماعي خلال شهر تشرين ثاني والمستمرة للشهر الثاني على التوالي ضد المواطنين عموما ومنهم الصحفيين، إلا أنه قد تعذر رصدها بالأرقام والتفاصيل كالمعتاد. فقد وقعت معظم هذه الانتهاكات بين الصحفيين/ات وضد المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة، إلا أن صعوبة الظروف التي سادت في القطاع عدا عما تعرض له أغلب الصحفيون/ات -ومنهم الباحثين الميدانيين لمركز مدى الذين فقد الاتصال بهم.