وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لماذا عادت الدول الغربية لرشدها ومبادئها وطالبت بوقف إطلاق النار؟

نشر بتاريخ: 17/12/2023 ( آخر تحديث: 17/12/2023 الساعة: 19:20 )
لماذا عادت الدول الغربية لرشدها ومبادئها وطالبت بوقف إطلاق النار؟

مراد أبو شباب

في اليوم السابع والستين من العدوان الإسرائيلي على غزة وباقي مدن فلسطين وبعد مئات المجازر التي سقط فيها آلاف الشهداء والجرحى من الشعب الأعزل الذي لا ذنب له سوى أنه يعيش في ظل إحتلال همجي نازي لا يُفرق في عدوانه بين الكبير والصغير ، وافق أخيراً المجتمع الدولي بأغلبية 153 دولة مع مشروع القرار الأممي الداعي لوقف إطلاق نار شامل وفوري في غزة .

وفي خلال يومين سابقين فقط من القرار الدولي الهام وقعت 25 مجزرة وحشية بحق المدنيين في قطاع غزة ، إلا أن المساعي الدولية لم تتوقف خلال الأيام الماضية من إصدار هذا القرار بالرغم من الإحباط الذي عاشته المنظومة الأممية من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن .

القرار التاريخي حسب وصف مندوب فلسطين الدائم في الأمم المتحدة إستجاب إلى دعوة غير مسبوقة وجّهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي عبر رسالة أرسلها بموجب المادة 99 من ميثاق المنظمة للتعبير عن خشيته من "انهيار كامل ووشيك للنظام العام" في قطاع غزة ، وباعتقادي أن القرار كان غير مسبوق حقاً حيث لا يدين مشروع القرار الحالي حركة حماس وهو بند تنتقده إسرائيل والولايات المتحدة بشكل منهجي بالرغم من الدعوات الأمريكية والإسرائيلية لإنهاء وجود هذه الحركة الفلسطينية ، اضافة بأن مشروع القرار الجديد حظي بأغلبية أكثر من عدد الدول التي تؤيد عادة القرارات التي تدين روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا وهي نحو 140 دولة .

في كندا كمثال عن باقي العواصم الغربية كان الموقف مدهش للجميع ، فبعد أكثر من شهرين من العدوان كان الموقف الكندي متعنت و رافض نهائياً للدعوة الى وقف اطلاق النار رغم عشرات المظاهرات الداعية لوقف اطلاق النار في أغلب المدن الكندية وملاحقة المتضامنين مع فلسطين السياسيين الكنديين في كل مكان للضغط عليهم للدعوة الى وقف إطلاق النار ، وفي الوقت الذي كانت كندا تنحدر عن مبادئها الإنسانية والحقوقية التي عُرفت بها ، فجأة عادت لرشدها وخرجت عن العباءة الأمريكية وصوّتت أخيراً مع القرار الدولي الداعي لوقف إطلاق النار ، وباعتقادي أن التصويت الكندي لم يأتِ من فراغ فالضغوط الشعبية والتحرك الدبلوماسي الفلسطيني في البلاد الذي كان شبه يومي كان له بالغ الأثر في أن ترى كندا شيئاً من الحقيقة وهي أن هناك إبادة عرقية ترتكب في غزة لا بد لها أن تتوقف.

وبقي السؤال الأهم هل ستنصاع اسرائيل لمطالب غالبية العالم الذي قال بأن وقف اطلاق النار يحب أن يبدأ ، أم أنها وبدعمٍ أمريكي سوف تستمر في حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وتضرب بعرض الحائط القرارات الدولية مثلما فعلتها في السابق ؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة ، رحم الله شهداء فلسطين .