|
مسرحية اليوم التالي!
نشر بتاريخ: 20/12/2023 ( آخر تحديث: 20/12/2023 الساعة: 13:43 )
كثيرة هي السيناريوهات التي طرحت بخصوص ما اصطلح على تسميته باليوم التالي للحرب على غزة، في تواتر واضح لأفكار متخبطة عكست طبيعة المواقف الأمريكية والمواقف الاحتلالية الصهيونية، التي يسعى من خلالها نتنياهو إلى شراء الوقت، خاصة مع تعثر جنازير دباباته في قطاع غزة. وقد اشتملت مواقف الإدارة الأمريكية بدءاً بموقف الرئيس الأمريكي ونائبته ووزير خارجيته ومستشار الأمن القومي ومستشاري الرئيس على تصريحات متناقضة ومتداخلة ومشوشة بصورة عنيفة، بينما تحدث رئيس حكومة الاحتلال عن احتلال جزئي لغزة ومسؤوليته الأمنية الكاملة على القطاع، واستخدام قوات عربية أو دولية أو حتى الذهاب نحو تشكيل حكومة محلية. وبين هذا وذاك تبقى الحقيقة متوارية حتى تاريخه، التي يخفيها نتنياهو، بينما يستخدم إطالة النقاش لإطالة أمد الحرب قدر الإمكان، واقتناص الوقت الكافي لإتمام مهمته المعلنة بالقضاء على حركة حماس، واسترداد معتقليه في غزة، لكن رياح نتنياهو لا تمشي بما تشتهيه سفنه، وهو ما عطّل حربه المسعورة وأخّر تطبيق مراحله المجنونة للأسباب التالية: 1 ـ رفض عدد كبير من أبناء غزة مغادرة شمال القطاع ومدينة غزة نحو المنطقة الآمنة المزعومة، تمسكاً ببيوتهم ورفضهم التهجير وتكرار نكبة عام 1948، إضافة إلى تكدس عدد ضخم من اللاجئين في وسط القطاع وجنوبه، وهو ما فاقم التدهور السريع لجهود الإغاثة، وشجع الكثيرين على البقاء في بيوتهم ورفض التحرك نحو الجنوب. وعليه فإن نقاش نتنياهو لليوم التالي ومسعاه لشراء الوقت يجب أن يقابل بنقاش يخص اليوم التالي لنتنياهو بعد غزة، وهو الساعي بكل شراسة ودموية للبقاء في السلطة حتى آخر فلسطيني، فالرجل لم يسقط في معركة غزة فقط، بل في كل نزواته العدوانية بما فيها محاولة تسويق حربه على أنها حرب دينية، ليخذله اليهود المتنورون حول العالم، الذين شاركوا بالآلاف في المسيرات الداعمة لفلسطين في كل عواصم ومدن العالم تقريباً. هؤلاء اليهود ومن يشاركهم الرأي والموقف عليهم أن يتخذوا موقفاً متصاعداً من داخل البيت اليهودي للفظ نتنياهو وإنهاء مغامراته، كونه يغذي مفاهيم الكراهية حول العالم ويشجع على العنف ويدفع العالم لتصعيد المسارات البائسة لمعاداة السامية المقيتة، والحرب على الإسلام والمسيحيين المفروضة. نتينياهو ليس قدر اليهود ولا العالم الساعي للحرية والخلاص بكل مكوناته ومساربه، فهل تنتهي مسرحية اليوم التالي نحو سقوط نتنياهو في يومه التالي بعد الحرب؟ ننتظر ونرى.
|