وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مقتضيات العمل الوطني الآن ولا تحتمل التأجيل

نشر بتاريخ: 23/12/2023 ( آخر تحديث: 23/12/2023 الساعة: 21:46 )
مقتضيات العمل الوطني الآن ولا تحتمل التأجيل

برهان السعدي

مقدمة ضرورية ولازمة:

من لا ينظر لما يجري على الساحة الفلسطينية، غزة أولا وعموم الأراضي الفلسطينية، فهو بحاجة إلى ترميم انتمائه الوطني والديني، وأن يرسي ثقافة جديدة ليستنير بها في درب حياته، تستند إلى أن فلسطين هي الوطن، ولا بديل عنها، وأن الخلاص من الاحتلال وكنسه هو أولوية لا تنازل عنها، وهي مهمة الكل الوطني، وأن التباينات والتعددية الفكرية والسياسية والاختلاف بالرأي هي حق مشروع، وتشكل جزءاً من النسيج المجتمعي الفلسطيني.

كما لا بد من استحضار بعض البدهيات لتشكل مدخلا لفهم مقتضيات العمل الفوري لإنقاذ شعبنا من حرب الإبادة التي يشنها الغزاة الطارئين على أرض الوطن، منها: العدو لشعبنا الفلسطيني واحد يتمثل في الاحتلال القائم وعدوانه الهمجي على قطاع غزة، وحملاته العدوانية على جميع أماكن تواجد شعبنا، مدعوما بقوى الامبريالية والاستعمار في العالم، وأن الكل الفلسطيني هو على نفس المسافة من مشاريع العدو لاقتلاعه من أرض وطنه وأرض آبائه وأجداده عبر تعاقب آلاف القرون.

مع ضرورة إدراك منطلقات العمل الوطني التحرري في فلسطين وجميع حركات التحرر الوطني في العالم ضمن العصر الحديث، أن العدو المركزي هو الاحتلال بجيوشه وقطعان مستوطنيه، وفي ظل وجوده يجب أن ينزل مستوى الخلافات والتباينات بين القوى المحلية مهما كانت درجة العداء أو الاختلاف بينها لتلتقي معا على العدو المركزي، فتنصبّ جميع الجهود نحو ساحات الاشتباك معه، وغير ذلك هو تناقضات ثانوية، ورفع مستوى التناقض الثانوي إلى مستوى التناقض الرئيسي في ظل وجود احتلال واستعمار خاصة بشكله الموجود في فلسطين هو انتحار وطني وسياسي، وتكريس للاحتلال، وإضعاف لقوى المقاومة.

مدخل:

إن السابع من تشرين أول عام 2023م هو نقلة نوعية في الكفاح الوطني الفلسطيني، وارتقاء بأساليب العمل المقاوم، واستكمالا لنهج الفاتح من كانون الثاني عام 1965م، وشكل انتصارا بالنتيجة على منظومة الاحتلال الأمنية والمعلوماتية والعسكرية، وهزة كيانية لوجوده، مما أفقده توازنه وصوابه، فهبت الدول الاستعمارية التي أنشأته لنجدته، فأرسلت حاملات الطائرات الأمريكية والأوروبية عدا عن الجسر الجوي المفتوح إنقاذا لوجود الاحتلال، وتأكيدا أن إسرائيل هي قاعدة متقدمة لحماية مصالح الدول الاستعمارية، والتي تم استبدال هذا المصطلح بكلمة الدول الغربية، أو دول الناتو.

وهدفت إسرائيل بظلمها وعدوانها في تدمير قطاع غزة بمواطنيه وأبراجه ومستشفياته ومدارسه وكل معالم الحياة فيه إلى رسم صورة جديدة، تحاول أن تنسخ الصورة المعتمة التي شكلها السابع من تشرين أول. صورة تعلق في الأذهان من خلال قنوات فضائية عربية وأوروبية وأمريكية وغيرها، لتستقر في أذهان عامة الناس في دول العالم وخاصة في المجتمع الإسرائيلي، صورة القتل والدمار وسفك دماء الأطفال والنساء وغيرهم، تحت يافطة حرب الإرهاب والقضاء على حماس.

وتهدف إسرائيل ومن يناصرها إلى أبعد من ذلك، إلى شطب معالم الحياة من غزة، وأن لا يكون شمالها قابلا لأدنى مقومات العيش والحياة حتى بعد توقف العدوان على غزة. وتأخذ إسرائيل ما تروجه بعض القنوات الفضائية، التي تظهر أن المقاومة الفلسطينية في غزة وكأنها تملك الأسلحة المتطورة، والتي يمكنها إفناء جيوش الاحتلال، كمبرر أمام العالم في شدة تدميرها وشطبها لمعالم الحياة في غزة، وكأن الأمر طبيعي في ما يحصل من حروب بين دول وصراعات دولية متناحرة. بدلا من أن تصور واقع الحال، بأن شعبنا الأعزل في غزة يمتلك كحق دفاعي عن وجوده، أمام غطرسة الاحتلال، بعض الأسلحة البسيطة في قوتها التدميرية، لكن أمام قوة الإرادة والإصرار على رفض الاحتلال والتمسك بالكرامة، فإن مجموعات من المقاومين تستبسل في مواجهة غطرسة الاحتلال، دفاعا عن الحق في الوجود والعيش بكرامة دون احتلال.

نتائج ميدانية:

نتائج قتالية:

شكلت المقاومة في غزة نماذج بطولية وأسطورية بالتحامها مع قوات الاحتلال الغازية، رغم حجم القوات البرية الغازية والمدججة بأحدث الاليات والدبابات والصواريخ والدعم الدولي المفتوح لها سياسيا وماليا وعسكريا ولوجستيا، ورغم الأحزمة النارية التي قامت بها أحدث القاذفات الأمريكية في العالم، فشكلت سجادا ناريا أمام أي موقع يريدون احتلاله.

وهذه المشاهد بين مجازر إسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني في مدن ومخيمات وبلدات قطاع غزة، ومشاهد البطولة النوعية للمقاومين الفلسطينيين في ساحات الاشتباك، رغم عدم التكافؤ بين قوتين متصارعتين، جيوش الاحتلال بأحدث آلات الفتك والموت والدمار، أمام مقاومين لا يشكلون جيشا، ولا يمتلكون الأسلحة الموازية لأسلحة عدوهم. وهذه مواقف سيسجلها التاريخ، سجل من نور وسجل آخر من صفحات معتمة في سجل القتلة دون أي وازع.

نتائج مجتمعية:

بسبب العدوان الآثم، حدثت حالات النزوح من شمال قطاع غزة إلى الوسط والجنوب، وتحولت الأبراج إلى مساحات منبسطة يعلوها دمار وخراب، وحالات نزوح أيضا في مواقع عديدة من مخيمات ومدن وبلدات القطاع، فأصبح الناس بلا مأوى، وبلا ملبس أو مأكل ومشرب، وشكّل قضاء الحاجة للأسر هما كبيرا، فيبنتظرون الليل لقضاء ابنتهم أو زوجة الشخص منهم لقضاء حاجتها تحت شجرة أو في خلوة، كما انتشرت المجاعة.

وبرزت حالات لم تتم السيطرة عليها، فرغم القتل والدمار وعشرات الآلالف من الشهداء والمفقودين تحت ركام العمارات والأبراج المهدمة، برزت حالات النهب والاستغلال والجشع، وعمّ الظلم والفساد في توزيع المؤن والمساعدات، حيث حرم كثير من العائلات من الاستفادة من المساعدات، والتي يتم توزيعها عبر كوبونات ما بين منتصف الليل وساعات الفجر لفئات محددة، والباقي يتم بيعه بأسعار باهظة، رغم عدم امتلاك معظم الناس للمال في الأوضاع السابقة للعدوان، والبعض إن حصل على مساعدة، لا يأمن إيصالها لأسرته بسبب قطاع طرق أو عصابات أو غير ذلك، إن لم يكن عليه حراسة.

وهذا الوضع الاجتماعي هو الأكثر خطورة في وقعه المؤلم من قصف الاحتلال وتدميره الأبراج على ساكنيها. وهذا الوضع يسبب نقمة داخل كثير من السكان وحساسية مفرطة من سماع حتى كلمة مقاومة، فالمقاومة في توجهها نحو الاحتلال وبطولاتها الأنموذج، لا بد أن يواكبها تحمل مسؤوليات شعبها، ولا تلقي بهم إلى التهلكة وإلى الفاسدين والعابثين واللصوص مهما كانت الظروف الحالكة والصعبة. فوصل الأمر أحيانا كثيرة، باسم إنقاذ أسر من تحت الأنقاض، أن يسارع البعض ليسرق ما يقع في متناول يده، ومنها خلع سوار عن معصم سيدة تحت الركام لاعتقاده أنها فارقت الحياة، فإذا بها تصرخ بوجهه. إذن لا بد من مواجهة الواقع والحقيقة بجرأة ومسؤولية.

ما المطلوب الآن:

المطلوب الآن في شقين، الشق الاجتماعي الميداني، والشق الكارثي من مواصلة العدوان لتدمير غزة وشعبنا فيها دون تدخل دولي.

الشق الأول، ويمكن معالجته فورا، لأنه ينصف المقاومة ويحمي شعبنا، والشق الآخر فهو آلية التصدي لوقف العدوان وتحقيق مكاسب سياسية ضمن آليات محددة وممكنة. وكلا الشقين يقتضي آليات عمل، تنضوي تحت عنوان مقتضيات العمل الفوري الآن ودون تأجيل.

مقتضيات العمل:

من أجل معالجة البعد المجتمعي المدمر لمجتمعنا وإنساننا الفلسطيني الذي لا بد أن يقدَّر عاليا، لأنه حاضنة المقاومة، وهو الذي يتحمل ردات فعل الاحتلال على المقاومة، لذ لا بد من مقتضيات العمل:

معالجة الشق المجتمعي:

أولاً: تشكيل لجان أحياء، تشرف على إنقاذ ومساعدة العائلات والأسر التي يتم هدم منازلها فوق رؤوسهم، لمنع أي غريب عن الحي من الدخول للمساعدة دون إذن وإشراف لجان الأحياء.

ثانياً: تشكيل لجان الأحياء من وجهاء الحي والبارزين فيه ولهم مكانتهم، دون اعتبار لانتماء لفصيل، ودون حساسيات بأن ذلك يشكل سلطة بديلة، فحجم الكارثة أعظم من التفكير بهذه المسائل.

ثالثاً: توزيع المساعدات يكون من خلال لجان مناطقية تشمل مندوبين من لجان الأحياء، دون حصر ذلك على فصيل واحد رغم تقدير شعبنا وقواه للمقاومين، الذين يرفضون بالضرورة تلك الممارسات الظالمة، ويكون ذلك منذ تسليم المؤن والمساعدات في المعبر، ووظيفة قوى الأمن تكون فقط في تسهيل هذه المهمات، وحمايتها من أفراد أو جماعات يمكن أن تشكل خطرا. مع تفهم ضرورة وصول تلك المؤن والمساعدات لجميع الشرائح، بما في ذلك المقاومين والأسرى المحتجزين لدى المقاومة.

معالجة الشق الكارثي في قطاع غزة:

إن المقاومة ببطولاتها منذ السابع من تشرين أول، لها أهداف وطنية بأبعادها السياسية، منها، وقف اعتداءات المستوطنين الغزاة على شعبنا في أماكن تواجده، والخلاص من الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وحماية مقدساتنا الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي، وحماية المقدسات ودور العبادة المسيحية. وهذه أهداف سامية، حيث وضعت القضية الفلسطينية في أولويات الساسة والإعلام، بعد أن كانت مدرجة في واقع الأمر على الرفوف، وغير معنيين فعلا بحل سياسي قائم على حل دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967م.

وأمام تجييش العالم ضد شعبنا الفلسطيني، وضد مقاومته في غزة تحديدا لاعتبارات شكلت مبررات له تحت مسميات محاربة الإرهاب وما إلى ذلك، والهدف أبعد من ذلك، بإحياء مشاريع التوطين التي أفشلها شعبنا منذ خمسينات القرن الماضي.

فالمخرج لا بد أن يكون سياسيا، يحفظ وحدة شعبنا الفلسطيني، ويقفز عن كثير من مهاترات عايشتها ساحتنا الفلسطينية منذ عقدين من الزمن، تحت مناكفات حزبية ومنافسات على قيادة شعبنا بمبررات عديدة.

والآن، أمام هذه الأعمال الكفاحية والجهادية المقدسة، وأمام هذه السنوات الزاحفة، وأمام احتلال غاشم يستهدف كل شعبنا وتصفية قضيتنا، والاستئثار بالمسجد الأقصى ليحوله إلى ساحة لترانيم تلمودية، سقطت جميع الروايات حول الانقسام ومبرراته، سواء كانت خاطئة أو مصيبة. فإما أن نكون في اصطفاف فلسطيني مقاوم لروايات الاحتلال وأهدافه بقتل شعبنا، أو أن نسهم في إنجاح الاحتلال بقتلنا وتصفية وجودنا السياسي والمجتمعي على أرض فلسطين، لنشكل مجموعات من التائهين نادبي حظهم في بلدان ودول لن تحترمنا ونبقى مهجرين إلى الأبد. والخيار الصحيح يكون بإدراك قيادتي حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية لهذه المخاطر. وعليه فإن الخروج من المأزق الكارثي يكون بمقتضيات عمل مهمة وملحة ودون حساسيات حزبية، بهذه الآليات:

أولاً: وحدة العمل الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الانقسام فورا. فإن لم يوحد شعبنا هذا الدم الفلسطيني وهذا الدمار وحجم الألم، فما الذي يمكن أن يوحدنا.

ثانيا: إعادة اللحمة ووحدة شعبنا لا يحتاج إلى وساطات ووعود، إنما إلى مسؤولية وطنية، وإخلاص النية في العمل من أجل الخلاص من الاحتلال، بوضع برنامج سياسي يمثل ما تتفق عليه قيادة حماس والجهاد من جهة ومنظمة التحرير الفلسطينية.

ثالثاً: استثمار قوة المقاومة في غزة، وحجم الدمار وحجم الإبادة الممنهجة لشعبنا في غزة، كورقتي قوة في الضغط من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

رابعاً: من أجل تحقيق وحدة شعبنا، يتم تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة، لتهيئة الظروف وعمل اللازم محليا ودوليا لانتخابات تشريعية ورئاسية.

خامساً: الاتفاق المسبق على أن أعضاء التشريعي هم تلقائيا أعضاء في المجلس الوطني، مع الاتفاق على آليات محددة لاستكمال أعضاء المجلس الوطني، الذي ينبثق منه أعضاء المجلس المركزي.

سادساً: عضوية قيادة المنظمة ليست مغنماً أو مكسبا حزبيا، إنما لضرورات قيادة العمل الوطني ضمن برنامج سياسي متفق عليه، عنوانه إنهاء الاحتلال.

سابعاً: تكون قوات وأسلحة المقاومة خاضعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتكون ضمن أجهزة الدولة الفلسطينية، والحوار حول مصيرها، لا يكون إلا بعد تحقيق الدولة الفلسطينية على جميع الأراضي المحتلة عام 1967م، فكما لإسرائيل الحق بحماية ذاتها، فالشعب الفلسطيني هو الأولى في أن يدافع عن نفسه ويحمي وجوده من دولة مارقة على القانون الدولي.

ثامناُ: الإصرار على عملية تبادل الأسرى ضمن شروط المقاومة، لكن في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وبضمانات عربية ودولية لحماية الأسرى المحررين.

تاسعاً: من أجل تحقيق ما ذكر في البنود أعلاه، لا بد من حاضنة عربية ودولية، أمام مشهد التحالفات الدولية الحاصل. ومن هذه الدول العربية، الجزائر، لتكون حاضنة الوفاق الفلسطيني – الفلسطيني، والداعمة له من جميع النواحي سياسيا واقتصاديا. ومصر وقطر والعربية السعودية لتشكل غطاء سياسيا وماليا داعما للبرنامج الوطني الفلسطيني.

عاشراً: العمل الفوري على فتح معبر رفح، وتسهيل وصول المساعدات والمعونات لشعبنا.

حادي عشر: بوحدة الساحة الفلسطينية، يتم تنفيذ شبكة الأمان العربية بضخ الأموال للسلطة الفلسطينية، أمام قرصنة الاحتلال لاستحقاقات السلطة الفلسطينية المالية، حيث يزول المبرر لعدم تنفيذ قرار القمة العربية في شبكة الأمان العربية.

ثاني عشر: إعادة إعمار غزة كما كان، مع تحميل الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل كامل المسؤولية للدمار الحاصل في غزة، وقتل الآلاف وإصابة الآلاف بين جريح ومقعد، وتعويضهم عن حجم الكارثة التي ألمت بهم.

ثالث عشر: بهذا يتحرر شعبنا، ومقاومته، وحركتا حماس والجهاد، من الدعوات لمحاربة الإرهاب، واستئصال مقاومته، فهما جزء من النسيج المجتمعي الفلسطيني، الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية.

وعلى قيادة حركة حماس أن تدرك، أنها غير خاضعة لاستفتاء شعبنا أو دول العالم حول وجودها، فهي من مقومات شعبنا الفلسطيني. وعلى قيادة حركة فتح الممارسة والداعمة لمقاومة شعبنا في جميع أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني لكنس الاحتلال، أن توضح خطابها المعروف حول ذلك، لتبدد من أذهان البعض ما علق من بعض تصريحات قيادات فلسطينية.

وعلى قيادة حركة حماس، أن تدرك أنها في مرحلة جديدة، تشكل جامعا وطنيا، وعليها أن تعمم خطابا وحدويا على أفرادها، حتى يخرجوا من الصورة السوداء التي يحملونها تجاه حركة فتح أو منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية. وفي المقابل على قيادة حركة فتح أن تعمم على أفرادها وأنصارها خطابا وطنيا وحدويا، فالمرحلة الآن لا تحتمل الاحتكام إلى صفحة الماضي.

هذا يمكن الحصول إذا أردنا فعلاً وطنيا صادقا للخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وبشروط فلسطينية.

هذه المقالة، لا تعبر عن مجرد رأي، فهي رأي العديد من الكفاءات الفلسطينية أكاديمية ومهنية ودينية في شطري الوطن، في غزة والضفة الغربية. وما ورد من وقائع مجتمعية هي ملاحظات لمعانيات أناس وكفاءات عايشوا تلك السلبيات، ولم يستطيعوا عمل شيء، فهذه المقالة تشكل صرخة مدوية ومناشدة للمسؤولين عن هذه الأوضاع، ليس بهدف مساءلة أحد، إنما لإعادة العربة خلف الحصان، والقيام بالمسؤوليات المنوطة بكل في موقعه وحسب مسؤولياته وتأثيره، فالكل محاسب عند الله، لكن بقاء تلك السلبيات تحمل مخاطر مستقبلية، وتشكل سببا للهجرة الطوعية بعد وقف العدوان، كما حصل في سنوات سابقة.

وليكن الشعار: وقف العدوان فورا، ووحدة الموقف بين حركتي فتح وحماس، وفتح المعبر دون شروط، والعمل بإلحاح على إقامة الدولة المستقلة، من خلال وحدة الساحة الفلسطينية، وعنوانها منظمة التحرير الفلسطينية بيت الكل الفلسطيني، وهي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. والمباشرة في إعادة إعمار غزة.