385% حجم الزيادة في البريد الصادر عبر البريد الفلسطيني لعام 2023
نشر بتاريخ: 02/01/2024 ( آخر تحديث: 02/01/2024 الساعة: 14:07 )
رام الله- معا- أظهرت بيانات من البريد الفلسطيني زيادة ملحوظة في حجم البريد الصادر من فلسطين الى دول العالم للعام 2023 مقارنة بالعام 2022.
وكشفت البيانات بأن حجم البريد الصادر لعام 2023 قد تجاوز 7738 مادة بريدية للعام الجاري 2023 أي بزيادة بلغت 385% عن العام 2022 ، فيما شهدت خدمة البريد الدولي العاجل EMS اقبالا كبيرة منذ بداية اطلاقها حيث بلغت 10.5% من المجموع الكلي العام لحجم الصادر من فلسطين وبما يعادل 32.5% من مجموع وزن البعائث الصادرة.
وجاء هذا النمو رغم الحرب الجارية والتي بدأت بتاريخ 7 أكتوبر والتي شهد خلالها تراجعا في حجم الصادر بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين منذ بداية الحرب.
وكان لمحافظة بيت لحم الحصة الأكبر من حجم البريد الصادر حيث بلغت 40.6% من حجم البريد الصادرويرجع ذلك لكون مدينة بيت لحم المدينة السياحية الاولى في فلسطين نظرا لمن يرتادها من سياح من جميع أنحاء العالم ولما لها من أهمية دينية وثقافية تتميز عن جميع المحافظات، وجاء بالمرتبة الثانية محافظة رام الله والبيرة حيث بلغ حجم البريد الصادر من هذه المحافظة 36.6% من مجمل الصادر في فلسطين، تلها محافظة طولكرم بنسبة وصلت الى 6% من مجموع البريد الدولي الصادر، ثم محافظة سلفيت 4%، الخليل 3.8% ، جنين 3.6% ، نابلس 2.6%، قلقيلية .89% ، طوباس .74% ، أريحا .72%، ابو ديس .31%.
وجاءت هذا النمو لإعادة تطوير وتأهيل المكاتب البريدية المنتشرة في أرجاء الوطن، وذلك في ظل تنامي حجم التجارة الإلكترونية عالميا وزيادة الطلب على الخدمات التي يقدمها، إضافة الى افتتاح المزيد من الخدمات التي من شأنها تعزيز الطلب على خدمات الصادر للبريد الفلسطيني والتي كان منها إطلاق خدمات البريد الدولي العاجل EMS، كما استطاع البريد الفلسطيني خلال عام 2023 من تعزيز دوره من خلال ضبط السوق وتقييد حرية الشركات العاملة بدون ترخيص أو بطريقة غير قانونية إضافة الى النشاط الترويجي الذي شهده البريد خلال عام 2023 من خلال الزيارات الميدانية لجميع المؤسسات العامة وشركات القطاع الخاص والجامعات إضافة الى الزوايا الترويجية للبريد الفلسطيني في المعارض المحلية والدولية وذلك للتعريف بالخدمات البريدية وليتمكن المواطن من الاستفادة من هذه الخدمات المقدمة لجميع دول العالم، وجاءت هذه كمرحلة ثانية بعد تسليط الضوء على التحسينات المعمارية وتطوير البنية التحتية من خلال اعادة تأهيل وافتتاح مكاتب بريد جديدة خلال العامين 2021 و 2022، إضافة الى التطوير الذي شهده البريد بآلية عمل سعاة البريد واعادة هيكلة خطوط الحركة والنقل، واعتماد الرمز البريدي الفلسطيني والعنونة الرقمية.
وكان للبريد الفلسطيني اضافات نوعية ساعدت في تعزيز الثقة بالخدمات المقدمة وذلك من خلال الاطلاع على التجارب الدولية في هذا المجال من خلال المؤتمرات الدولية مما مهّد الطريق أمام عقد اتفاقيات وشراكات دولية اضافة الى عقد اتفاقيات مع مواقع التجارة العالمية حيث استطاع البريد أن يفرض العنونة الفلسطينية والرمز البريدي الفلسطيني ليستطيع المواطن الفلسطيني من كتابة عنوانه الفلسطيني واستقبال وارسال الطرود بأقل التكاليف.
يذكر أن الولايات المتحدة قد تصدرت أكثر الوجهات ارسالا للمواد البريدية من حيث حجم البريد الصادر تلاها المملكة الأردنية ثم ألمانيا تليها الصين.
ووفق إحصائيات البريد الفلسطيني فقد وصل عدد مكاتب البريد الى 108 مكاتب موزعة على مختلف المحافظات، و يقدم من خلالها مجموعة من الخدمات المالية والبريدية، ويشار الى أنه قد تم افتتاح 24 مكتب بريد جديد اضافة الى ترميم 27 مكتب آخر خلال الثلاث أعوام الأخيرة.
من جانبه قال مدير عام البريد الفلسطيني معاذ دراغمة أن زيادة حجم الخدمات وتعزيزها والترويج لها اضافة الى إعادة الترميم جاء بناء على تعليمات معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور اسحق سدر وذلك استمرارا لتنفيذ الخطة التطويرية التي أقرت خلال الأعوام السابقة حيث يسعى البريد الى تطوير البنية التحتية وتوسيع نطاق الخدمات بما يلبي طموحنا ويعزز من ثقة المواطنين و يعمل البريد جاهدا للوصول الى رضا الناس وطموحه من خلال تحسين تلك الخدمات والوصول الى كافة التجمعات السكانية رغم قلة الامكانيات.
وأوضح دراغمة أنه ومنذ السابع من أكتوبر الماضي جرى تراجعا كبيرا في حجم التعامل في البريد وذلك نظرا للحصار الذي فرضه الإحتلال الاسرائيلي على فلسطين والتي كان من ضمنها قطاع البريد الذي تأثر بشكل لافت، وبين أن إيقاف حركة البريد جاءت بقرار من الإحتلال الإسرائيلي من خلال تعميم على جميع دول العالم لاستكمال حلقات الحصار المفروض على أهلنا في قطاع غزة، وقال بأن خدمات البريد قد تم انتهاكها بشكل صارخ رغم أن الاتفاقيات الدولية ومبادئ الاتحاد الدولي للبريد وحقوق الإنسان يعتبر خدمة البريد هي خدمة إنسانية لا يجوز التعرض لها حتى في وقت الحروب وهي تستخدم لنقل مواد إنسانية ولا يجوز توقف هذه الخدمة حيث كانت هناك حركة بريدية بين الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل أسبوعي لإدخال البريد العادي أما البريد الطارئ فقد كان حركته مرتين أسبوعيا من خلال معبر إيرز الإسرائيلي.
من ناحية أخرى ذكر دراغمة بأن البريد الفلسطيني هو إرث فلسطيني قديم وهو مؤسسة عامة ذات سيادة نسعى لتعزيزه والمحافظة عليه حيث بدأ العمل به في عصر الحكم العثماني عام 1840 وتم افتتاح أول مكتب بريد في فلسطين عام 1849 ثم افتتاح سبعة مكاتب بريد في كل من " القدس ، نابلس ، غزة ، يافا ، بيت لحم ، طبريا، الخليل " وقال: رغم حجم الإنفاق على التطوير والتحديث إلا أن البريد الفلسطيني يقوم باستيفاء رسوم رمزية حيث أن التعرفة البريدية المعمول بها حاليا تكاد لا تكفي التكلفة التشغيلية لحجم الجهد والعمل التي يقوم به في سبيل تقديم خدماته.
وحذر من استغلال بعض الافراد للمواطنين من خلال تقديم خدمات غير مرخص لها من خلال البريد الاسرائيلي وجباية اسعار عالية، وأضاف أن طواقم البريد بالتعاون مع الضابطة الجمركية والأجهزة الأمنية تقوم بحملات مستمرة لملاحقة جميع الأفراد والشركات التي تعمل خارج اطار النظام البريدي المعمول به في فلسطين بهدف حماية المواطن الفلسطيني وتعزيز الاقتصاد الفلسطيني واستعادة حصته السوقية من هذا القطاع.
وعلى الصعيد ذاته فإن البريد الفلسطيني يقدم وبشكل شهري نشرة تبين الوجهات الخارجية المتاحة حيث أصبح بإمكان المواطن إرسال البعائث البريدية الى أكثر 40 وجهة أوروبية جديدة بالطريقة المباشرة من خلال مطار الملكة علياء الدولي دون اللجوء لإرسالها من خلال الجانب الاسرائيلي، وساهمت الوجهات الجديدة في زيادة ثقة المواطن الفلسطيني بالبريد خاصة أن هذه الارساليات لن تمر من خلال الجانب الاسرائيلي.
وأشار باسل زغب رئيس قسم البريد الدولي الصادر بأنه وبعد الرجوع الى البيانات الرسمية فقد تبين أن معدل وصول المواد البريدية الى وجهتها العالمية يستغرق بين 4 الى 10 أيام عمل، وبين زغب بأن هذه الفترة تشمل فقط ما بين خروجها من مركز التبادل الدولي في أريحا وحتى وصولها لوجهتها الدولية، حيث أن تسليمها بعد ذلك للمواطن يعتمد على سرعة ايصالها من خلال المؤسسة البريدية في تلك الدولة.
على الصعيد ذاته أكد مدير عام البريد على تعزيز دور مركز التبادل الدولي في أريحا والذي سيمكن فلسطين من ربط كافة الارساليات والبعائث البريدية مع الشبكة الدولية بشكل مباشر من خلال مرفق بري حدودي لتوجيه الارساليات الصادرة والواردة من وإلى فلسطين وفرزها، كما ويشكل خطوة جديدة لتطوير الخدمات البريدية في فلسطين والمساعدة بتطبيق المعايير التي أقرها اتحاد البريد العالمي، وسيعمل على احتساب حجم البريد المتداول في فلسطين ومعالجة الارساليات البريدية الصادرة والواردة مع الأطراف المشتركة مثل الجمارك.
وحول آلية نقل البريد تحدث أن البريد الفلسطيني يقوم بإرسال البريد الصادر الى العالم مرتين اسبوعيا عبر مطار الملكة علياء في عمان من خلال اتفاقيات تعاون، ودعا كافة المواطنين للاستفادة من الخدمات التي يقدمها البريد الفلسطيني ، حيث يشكل البريد مصدر أمان لهذه البعائث اضافة الى أن البريد الفلسطيني يقوم باستيفاء رسوم رمزية حيث أن التعرفة البريدية المعمول بها حاليا منخفضة مقارنة بحجم الجهد والعمل التي يقوم به في سبيل ايصاله لوجهته.