نتانياهو ضرب الهيمنة الامريكية في العالم وتجرأ الجميع عليها
نشر بتاريخ: 09/01/2024 ( آخر تحديث: 09/01/2024 الساعة: 10:01 )
الضعيف يتعلم من القوي ، والفقير يتعلم من الغني ، والخائف يتعلم من الجريء . إسرائيل قوية وتملك الحماية من الولايات المتحدة الامريكية ، وقد تجرأت طوال عشر سنوات منذ أيام الرئيس أوباما على هيبة أمريكا .
كان الرئيس الأمريكي يحرّك العالم بعينيه حتى ذهب نتانياهو الى البيت الأبيض في العام 2012 وسخر من اوباما في عقر داره وفي مكتبه . وفي هذا اللقاء طلب الرئيس أوباما من نتانياهو أن يرسم له خارطة إسرائيل فرفض وبدأ يعبث بهاتفه النقال وحين سأله أوباما ماذا تفعل أجاب : ارد على مسجات زوجتي سارة . فغضب بروتوكول البيت الأبيض وأنهى الاجتماع .
حين فاز ترامب بالرئاسة استهان بوسائل الاعلام وبقوة تأثير الصحافة العالمية ، وانتهج مبدأ الفهلوة والسخرية وشتم الرؤساء الاخرين قبله فانهى آخر محطة هيبة امريكية .
بعدها توالت الأمور لدرجة ان يفاخر نتانياهو امام حكوماته انه لا يكترث لما تريد الإدارة الامريكية وانه هو الذي يقرر ماذا يحدث في واشنطن . اما وزراء إسرائيل فلم يترددوا في توجيه الاهانات المباشرة للرؤساء الامريكية ، وكان اخرهم بن غفير الذي قال ان إسرائيل ليست نجمة أخرى في العلم الأمريكي .
لن اتحدث عن روسيا وتحديها لأمريكا ، ولا اتحدث عن الصين ومنافستها لقوة أمريكا . ولا عن أوروبا وايران وفنزويلا وكولومبيا وجنوب افريقيا . بل اتحدث عن اضعف حكام الأرض وهم الحكام العرب .
في رام الله وباقي العواصم العربية يتهامسون ان زيارة بلينكن الأخيرة كانت فاشلة تماما ، وانه حمل معه مطلبا واحدا على شكل توسل ورجاء يتعلق بأموال الضرائب الفلسطينية ولكن نتانياهو رفض هذا الرجاء الأخير ما جعل العواصم العربية كلها تقرأ المشهد الأمريكي من جديد .
القواعد الامريكية باتت تضرب في كل يوم ، وهيبة أمريكا صارت تحت حذاء أي مقاتل يقف بباب المندب ويتحدى اساطيلها . كما يجري قصف جميع القواعد الامريكية في العراق وسوريا وقبلها ليبيا .
بعض الأنظمة المتهالكة في بعض العواصم العربية لا تزال مرعوبة من قوة نفوذ أمريكا ، ويركض الحاكم نفسه بشكل ذليل لاستقبال أي موظف في البيت الأبيض في المطار . ولكنها حالة عابرة ويتم تجاوزها في اسرع وقت .
حتى لا نحلم كثيرا . فان قوة أمريكا لا تزال موجودة وتتعاظم . ولكنها هيبتها تضمحل وتذوي . وحين يضرب المتظاهرون الغاضبون صورة الرئيس الأمريكي بالحذاء في العواصم العربية وامام قصر الحكام العرب المرتجفين خوفا .
نكون قد دخلنا مرحلة جديد .