وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سكان قطاع غزة يتساءلون "أين العالم " بعد 100 يوم وقتل أكثر من 10,000 طفل

نشر بتاريخ: 17/01/2024 ( آخر تحديث: 17/01/2024 الساعة: 11:30 )
سكان قطاع غزة يتساءلون "أين العالم " بعد 100 يوم وقتل أكثر من 10,000 طفل



غزة- معا- تقرير آكشن إيد- شكل هذا الاسبوع صورة قاتمة بعد مرور 100 يوم على الأزمة في قطاع غزة. إن مستوى الموت والدمار الذي حدث في المنطقة خلال الأسابيع الأربعة عشر الماضية لم يسبق له مثيل، حيث قُتل أكثر من 24 ألف شخص وجُرح 60 ألفًا. ويواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة كارثة إنسانية، حيث يواجهون الآن مستويات أزمة الجوع وخطر المجاعة المتزايد يوما بعد يوم.
إن النساء والأطفال هم الأكثر تضرراً: فهم يشكلون ما يقدر بنحو 70% من إجمالي عدد الضحايا، حيث يتم قتل أكثر من ثلاث نساء كل ساعة وقتل طفل واحد كل 10 دقائق. لقد أضحى الآلاف من الأطفال ايتاما خلال المئة يوم الماضية، حيث تشير تقديرات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن ما يصل إلى 25 ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما. ويعاني الأطفال من إصابات كارثية، حيث فقد أكثر من 10 أطفال أحد الساقين أو الساقين كل يوم في المتوسط منذ 7 تشرين الأول، مع اضطرار العديد منهم إلى الخضوع لعمليات بتر دون مخدر، وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفل.
يعيش سكان قطاع غزة في ظروف مزدحمة وغير صحية وغير إنسانية بشكل لا يصدق بسبب نزوح أكثر من 85% من السكان من منازلهم، لا يمكن تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية للناس بشكل متزايد - تسعة من كل عشرة أشخاص يتناولون أقل من وجبة واحدة في اليوم ويكافحون من أجل العثور على مياه صالحة للشرب، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي. يتطلب استخدام الحمام الوقوف في طوابير لساعات، والأدوية نادرة أو غير متوفرة. إن البقاء جافًا او الحصول على الدفء هي أمور مستحيلة، حيث ينام مئات الآلاف من الأشخاص في خيام هشة أو في العراء دون ملابس دافئة كافية أو حماية من المطر.
نزحت بسمة وعائلتها من منزلهم في جباليا، شمال غزة، ويقيمون حاليًا في خيمة في مدينة خان يونس. فقدت بسمة زوجها وهي الآن تعتني بأطفالها الستة بمفردها. وقالت: "لقد نزحت أنا وأولادي الأيتام من الشمال إلى الجنوب، ورأيت الكثير من مشاهد الرعب والخوف". أعيش الآن في خيمة حيث الحياة تكاد تكون معدومة. لا يوجد كهرباء ولا ماء ولا طعام ولا أي من ضروريات الحياة الكريمة. أطفالي الأيتام ينامون على صوت الدبابات والرصاص والغارات الجوية وصوت الصواريخ. لا توجد أغطية ولا بطانيات ولا حمامات ولا نظافة. والدواء يكاد يكون معدوماً. لا يوجد شيء من الحياة الكريمة على الإطلاق.
"المساعدات التي نتلقاها لا تكفي لشيء. لدي ستة أطفال، ولا تكفي أي واحدا منهم. أتمنى أن أسعد أطفالي وأشتري لهم أي شيء يسد رمقهم. ابني الأصغر يطلب مني البسكويت لكن الأسعار مرتفعة للغاية. إذا نجا أطفالي من القصف المستمر والرعب والخوف، فسوف يموتون من الجوع. أين العالم؟"
يواصل سكان قطاع غزة إطلاق دعواتهم ونداءاتهم اليائسة للمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار بعد 100 يوم من حرمانهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية والعيش في حالة مستمرة من الرعب.
تتحدث إيمان، وهي متطوعة شابة في مؤسسة نسوية شريكة مع منظمة أكشن إيد في غزة: "إلى كل الأحرار في العالم، إلى أولئك الذين لديهم ذرة من الإنسانية في داخلهم، اسكتوا البنادق وإسكتوا المدافع وأوقفوا الغارات. 100 يوم من الحرب على غزة.. ضد النساء والأطفال والشيوخ. نحن في غزة، نطلب من العالم أن يقف إلى جانبنا. لجلب بصيص من الأمل لهؤلاء الأبرياء. اوقفو الحرب."
ياسمين* طفلة صغيرة نزحت إلى رفح، قالت لنا في رسالة صوتية: "أتمنى أن تنتهي هذه الحرب. أحب فلسطين، وطني. أنا أحب غزة. هناك قصف في كل مكان حولنا ونحن نتحدث الآن. أرى أطفال العالم يعيشون بحرية وسعادة. انا أريد ذلك أيضا. أريد أن أعيش بحرية، مثلهم تمامًا".
تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة آكشن إيد فلسطين، رهام الجعفري،:" من المؤلم للغاية بلوغ هذه الأزمة يومها المئة دون توقف عن القصف والدمار. إن الصورة في غزة في اليوم المئة من هذه الأزمة قاتمة بشكل مروع. ويقف مئات الآلاف من الأشخاص على حافة المجاعة، ويعيشون في ظروف غير إنسانية ويواجهون التهديد المستمر بالموت بسبب القصف أو الجوع أو المرض.
"لا يمكن المبالغة في مدى خطورة الوضع. فكل يوم يمر دون وقف إطلاق النار يشهد مقتل العشرات، إن لم يكن المئات، من الفلسطينيين بشكل مأساوي ودون مبرر. ولا يمكن للعالم أن يضيع لحظة أخرى. إن وقف إطلاق النار الدائم والفوري وحده هو الذي سيوقف فقدان المزيد من الأرواح، ويسمح بوصول ما يكفي من الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها من الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات إلى أولئك الذين يكافحون من أجل البقاء".