|
رسالة ثانية الى من لديهم حس انساني في دولة الاحتلال الاسرائيلي.
نشر بتاريخ: 18/01/2024 ( آخر تحديث: 18/01/2024 الساعة: 19:11 )
"من يعيش بالسيف يموت بالسيف" من المفروض ان يشكل السابع من اكتوبر ناقوس خطر يدق في آذان كل الاسرائيليين وتحديدا العقلاء منهم ومن لديهم حس انساني كي يفيقوا ليعلموا انهم يعيشون في كيان هو في الحقيقة اوهن من بيت العنكبوت كما قال لهم حسن نصرالله في يوم مضى علما بانه يدرك بان اسرائيل هي الكيان الوحيد في المنطقة الذي يملك السلاح النووي والسبب ان هذا السلاح الردعي اصبح مشلولا امام اطفال الحجارة في الانتفاضة الاولى لان حامل الحجر يحمل في داخله ارادة اقوى بكثير من هذا السلاح النووي والدليل الاخر هو ما حصل في السابع من اكتوبر وفي هاتين الحالتين انتصرت الارادة الفلسطينية والعقل الفلسطيني على الانتصارات الصهيونية الوهمية التي تجسدت بقتل الاطفال في غزة والنساء ونسف البنايات والمستشفيات ودور العبادة . الانتفاضة الاولى تفجرت بعد عشرين سنة من هدوء غير مسبوق لشعب تحت احتلال انقضت بدون اي عنف دموي من قبل الفلسطينيين على امل ان ينتهي الصراع بانهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة على 22% فقط من ارض فلسطين التاريخية وهي حدود ما قبل الرابع من حزيران سنة 1967 وذلك بناء على قرارات الشرعية الدولية رقم 242 و 338 ولكن في المقابل شهدت سنوات ما قبل الانتفاضة قمع واذلال صهيوني للانسان الفلسطيني وفي نفس الوقت سرقة متواصلة لارض هذه الدولة وبناء مستوطنات غير شرعية عليها وهذا لم يكن في السر وانما في العلن افصح عنه شارون في رسالة بعث بها الى الصحفي ونستنون تشيرشل الثالث في سنة 1973 يخبره فيها عن مشروع الاستيطان الذي شرعت به اسرائيل كعائق امام اي محاولة لاقامة دولة فلسطينية في المستقبل من قبل اي كان حتى لو كان ذلك من قبل الامم المتحدة او حتى امريكا نفسها. الانتفاضة الثانية تفجرت بسبب شطب الاسرائيليين لاتفاق اوسلو مع انه كان سيؤدي الى حل سلمي ممكن ودائم اساسه ايضا الشرعية الدولية ثم تلى ذلك اربعة حروب مدمرة ضد غزة قبل حرب الابادة الحالية وكانت كلها حروب غير انسانية وغير متكافئة والاهم انها غير مشروعة كون اسرائيل دولة احتلال ولكنها كانت تهدف اولا الى قتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين لردعهم وتطويعهم وكسر ارادتهم خصوصا وان ثلثي سكان غزة من اللاجئين الذين تم طردهم بقوة السلاح في حرب النكبة الاولى وثانيا من اجل ديمومة حالة العداء والكره بين الاسرائيليين والفلسطينيين خدمة لهدف استراتيجي صهيوني بعدم قيام دولة فلسطينية وخلق عدو خارجي دائم لاسرائيل لضمان التماسك الداخلي الاسرائيلي المكون من اكثر من ثمانين ثقافة يهودية مختلفة وبالتالي خلق مجتمع اسرائيلي متطرف ورافض لاي امكانية لاي حل سلمي مع الشعب الفلسطيني واستبعاد اي امكانية لظهور شخص اخر مثل رابين الذي تم اغتياله على يد اليمين الصهيوني المتطرف المسيطر و الحاكم في دولة الااحتلال خدمة لنفس الهدف الصهيوني الذي ذكرته . ما سبق هو غيض من فيض من الذي جرى على ارض فلسطين التاريخية منذ قيام اسرائيل على انقاض النكبة الاولى للشعب الفلسطيني والتي ما زالت مستمرة وبشكل غير انساني والسبب ان هذا الشعب هو صاحب الارض التي قامت عليها اسرائيل. ما سبق يشجعني على القول بان السابع من اكتوبر وبكل المعايير هو رد فعل طبيعي على ما قامت به اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال وجيشها على مدار 75 سنة وهو واؤكد وللمرة المائة انه لم يكن يُراد له ان يكون دمويا كما ظهر وانما كان من اجل تحرير الاسرى الفلسطينيين المختطفين من قبل الجيش الاسرائيلي واما دموية ذلك اليوم كانت من صناعة نتنياهو رئيس حكومة التطرف الحالية وهو ما اكده شهود اسرائيليون وذلك توطئة لنصر وهمي ينقذ هذا المريض النفسي من السجن . نيلسون مانديلا الناجي من محرقة الابارتهايد وعلى عكس الناجين من محرقة هتلر قال لشعبه بعد نجاته "ان حريتنا كمواطني جنوب افريقيا لا تكتمل دون حرية الفلسطينيين" والسبب ليس لانه فلسطيني او انه معاد للسامية ولكن بسب ولاءه المنقطع النظير للانسانية ومن ان اشارته الى الفلسطينيين بعينهم سببها انه يعرف ان هناك شيء مشترك ما بين شعب جنوب افريقيا قبل التحرير وشعب فلسطين هو ان المجرم بحق الشعبين هو واحد وهو نهج الفصل العنصري (الابارتهايد) الذي يعتبر العدو الاول للانسانية كلها. اضافة الى مشترك اخر في الحالتين وهو ان انتصار جنوب افريقيا على نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا لم يكن بقوة السلاح ولكنه كان بقوة الانسانية التي نراها تطل برأسها في كل مدن الغرب انتصارا للحق الفلسطيني . الانسانية سوف تنتصر شاءت الحركة العنصرية الصهيونية ام ابت لانها لا تفرق بين طفل يهودي او فلسطيني او جنوب افريقي بدليل ان بذورها التي زرعها الراحل العظيم مانديلا في شعبه اثمرت مؤخرا في محكمة العدل الدولية والتي ستثمر نصرا قريبا اخر ليس من اجل اطفال فلسطين فقط وانما من اجل اطفال اسرائيل الذين تحاول الحركة الصهيونية تجريدهم من انسانيتهم وهم يهنفون بالموت للعرب دون ان يعلموا بان العرب كانوا في ايام مضت حماة لاجدادهم على مدار التاريخ عندما كانوا يتعرضون للمذابح الموثقة وعلى ايادي غير عربية. نتنياهو يقود جيش اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال كما ذكرت في هذه الحرب ضد الشعب الفلسطيني يبحث كما ذكرت واصبح واضحا للجميع عن نصر وهمي في غزة لينقذه من السجن بسبب اربعة جرائم ادانه بها القضاء الاسرائيلي لدرجة انه اصبح يوظف ما يزعم انه الكتاب المقدس مع انه لايؤمن بالله ليقنع الاسرائيليين بانهم يحاربون العماليك في غزة مع ان ثلثي هؤلاء الغزيين هم كما اسلفت من اصحاب الارض التي قامت عليها اسرائيل سنة 1948 وربما كانوا يهودا قبل الفي سنة قبل اعتناقهم للديانتين المسيجية والاسلام بعد ظهورهما تماما كما اعتنق اهل الخزر ومنهم نتنياهو وزمرته العلمانية الديانة اليهودية . ختاما اود ان اؤكد على ان اسرائيل قامت بقرار من الشرعية الدولية وليس بقرار رباني وعضويتها في الامم المتحدة مشروطة بتطبيق اسرائيل للقرارات الدولية باقامة الدولة الفلسطينية وتسهيل عودة اللاجئين الذين يحاول جيش نتنياهو قتلهم و تهجيرهم الى سيناء وعلى مرأى ومسمع العالم وهو ما جعل من اسرائيل دولة منبوذة وهو ما ينبغى على كل اسرائيلي ذو حس انساني ان لا يعتقد بان نتنياهو يأمر بقتل الفلسطينيين خوفا عليهم من اكتوبر اخر وانما كما اسلفت من اجل تحقيق نصر يبعده عن السجن وعلى كل عاقل في اسرائيل ان يدرك ان حرب الابادة النتنياهوية المشتعلة في غزة تؤسس ليس لاكتوبر اخر وانما لمحرقة اخرى ضدهم وهو ما يستدعي ودرءا لذلك ونحن معهم ان يتم التخلص من كل زعمائهم الفاقدين للانسانية وقيمها من امثال نتنياهو وزمرته لان حتمية النصر هي للانسانية وان بقاء اسرائيل كدولة شرق اوسطية لا يمكن ان يتحقق بالسيف وانما بسلاح الشرعية الدولية التي انشأتها والتي توجب على اسرائيل كما بقية دول العالم احترام هذه الشرعية والالتزام بقوانينها لان من يعيش بالسيف يموت بالسيف. |