|
"فن الخداع البصري: كشف أسرار ألعاب الخفة مع مؤمن قاسم"
نشر بتاريخ: 24/01/2024 ( آخر تحديث: 21/05/2024 الساعة: 23:33 )
القدس- معا- كشف خبير ألعاب الخفة والخدع البصرية، مؤمن قاسم، عن الحقيقة الكامنة وراء العروض المسرحية والبرامج التلفزيونية التي يتواجد فيها لاعبوا الخفة، موضحًا ما إذا كان هؤلاء السحرة حقيقيين أم مجرد مزيفين. وأكد قاسم أن كل ما يشاهده الجمهور خلال هذه العروض هو مجرد خدع بصرية، وليست سحراً حقيقياً كما يعتقد البعض. وأوضح أن لاعبي الخفة ليس لديهم قدرات خارقة أو غير طبيعية، بل يعتمدون على تقنيات مدروسة ومصممة بعناية لتضليل العين والعقل. وأشار قاسم إلى أن العروض السحرية تتطلب موهبة كبيرة وخبرة واسعة في هذا المجال، بالإضافة إلى سرعة وبراعة في الأداء. وبيّن أن الخداع البصري هو فن يجمع بين العلم والإبداع، حيث يستغل المؤدي نقاط الضعف في الإدراك البشري ليخلق الوهم بأن شيئاً خارقاً يحدث، بينما هو في الواقع مجرد حيلة متقنة. تتطلب هذه الحيل العديد من التدريبات والتمارين المكثفة، حيث يكرس اللاعبون ساعات طويلة لإتقان أدائهم وضمان أن تكون حركاتهم دقيقة وسريعة بما يكفي لخداع الجمهور. يستخدم اللاعبون أدوات خاصة وإكسسوارات تم تصميمها بعناية لتساعدهم في تنفيذ الخدعة بشكل مثالي، بالإضافة إلى توظيف الإضاءة والصوت والديكور المسرحي لتعزيز تأثير الخدعة. وأكد قاسم أن الجمهور هو جزء من هذا الوهم، حيث يتم توجيه انتباههم بشكل متعمد إلى نقاط معينة، في حين يتم تنفيذ الخدعة في مكان آخر أو بطريقة غير متوقعة. هذا الأسلوب في تشتيت الانتباه يعد أحد أساسيات فن الخداع البصري. وأضاف أن العديد من الخدع تعتمد على مبادئ فيزيائية وعلمية معروفة، ولكن يتم تطبيقها بطرق غير تقليدية لخلق تأثيرات مدهشة. على سبيل المثال، يمكن استخدام المرايا والزوايا الخفية لإخفاء الأشياء أو الأشخاص، أو استخدام تقنيات اليد السريعة لإيهام الجمهور بظهور أو اختفاء عناصر معينة.
أوضح مؤمن قاسم أن قصة حب كبيرة جمعته مع ألعاب الخفة، بدأت منذ عدة سنوات بدراسة مكثفة لعدد من الكتب ومشاهدة الفيديوهات التعليمية. تعلم خفة اليد وفنون الخدع البصرية من مصادر أجنبية ومن خلال الإنترنت، حيث أتاح له ذلك الاطلاع على تقنيات متنوعة ومبتكرة.
وأضاف قاسم أنه احترف هذه الهواية عن حب ورغبة كبيرة، مؤكدًا أن تعلم الخدع السحرية ليس أمرًا مستحيلاً. كل ما يتطلبه هو التدريب المستمر والكثير من الشغف والحب، مما يدفع الشخص إلى مواصلة المحاولة والتعلم. وقال: "الموضوع كله يعتمد على خدع بصرية وخفة يد، إلى جانب استخدام الفيزياء والرياضيات وعلم النفس. بهذه الوسائل، تستطيع أن تسحر عيون الجمهور وتجعلهم يرون ما تريدهم أن يرونه."
وأشار إلى أن من خلال الحيل التي تعلمها، يمكنه أن يمنح أي شيء جناحين غير مرئيين ليطير في الهواء أمام أعين المشاهدين المبهورين. بفضل مهارته في خفة اليد، يستطيع أن يضع بطاقة كوتشينة في جيب شخص ويستخرجها من جيب آخر، وغيرها من الألعاب السحرية المسلية والمبهرة.
أوكد مؤمن قاسم أن الهدف من هذه الفنون هو إدهاش الجمهور وإمتاعهم، وأن ما يقوم به يعتمد على مهارات فنية وخداع بصري محكم، وليس على قوى خارقة. يجسد عمله مزيجاً من الإبداع والعلم، مما يجعله قادراً على خلق تأثيرات مذهلة تثير إعجاب الجميع.
وحول خدعة الطيران في الهواء، أوضح مؤمن قاسم أن سر هذه الخدعة يكمن في استخدام جهاز ميكانيكي مخفي. يتم إخفاء هذا الجهاز المتصل بلوح خشبي طائر بواسطة ملاءة. عندما يقف اللاعب على المنصة، يقوم بإخفاء الجهاز بجسده ويقوم بلف الفتاة بتلك الملاءة. بعد ذلك، يحرك الساحر يديه فوق الفتاة ليعطي انطباعًا بأنه يمارس السحر لرفعها في الهواء.
وأضاف مؤمن قاسم أن المنصة التي يقف عليها الساحر تحتوي على محرك مخبأ تحتها، موصول بأسطوانة هيدروليكية قوية بما يكفي لرفع الفتاة. زر التشغيل الخاص بالمحرك يكون موجودًا تحت قدم الساحر، وعندما يقوم بتشغيله، ترتفع الفتاة في الهواء. بهذه الطريقة، يتمكن الساحر من خلق الوهم بأن الفتاة تطير، بينما يعتمد الأمر في الواقع على تقنيات ميكانيكية متقدمة مخفية بعناية عن أعين الجمهور. هذه الخدعة، مثل غيرها من الخدع السحرية، تعتمد على إتقان التنسيق بين الحركات والإخفاء البارع للأدوات المستخدمة، مما يجعل المشاهدين يعتقدون أنهم يشهدون معجزة بينما هم في الحقيقة يشاهدون تطبيقًا متقنًا للفيزياء والميكانيكا. وفي الختام، يسلط مؤمن قاسم الضوء على الجانب الحقيقي لألعاب الخفة والخدع البصرية، موضحًا أن كل ما يراه الجمهور هو نتاج لمهارات فنية وتدريبات دقيقة وليس سحرًا حقيقيًا. من خلال الجمع بين الفيزياء، الرياضيات، وعلم النفس، يتمكن السحرة من خلق تجارب بصرية مدهشة تخدع العقل البشري وتثير الإعجاب. هذه الفنون تتطلب الكثير من الشغف، الجهد، والإبداع، مما يجعلها واحدة من أروع أشكال الترفيه التي تجمع بين العلم والفن لخداع وإبهار الجمهور. وبالتالي، يمكن القول بأن الخداع البصري ليس سوى انعكاس لعبقرية إنسانية في استخدام العلم والتقنية لخلق لحظات ساحرة تفوق الخيال. |