ليست صفقة تبادل اسرى بل صفقة تضمن بقاء نتانياهو في الحكم
نشر بتاريخ: 03/02/2024 ( آخر تحديث: 03/02/2024 الساعة: 12:36 )
من المتوقع ان يستمر النقاش حول مسودة صفقة تبادل الاسرى التي صدرت عن اجتماع باريس لعدة أسابيع قادمة ،وربما قبل موعد بدء شهر رمضان او حتى بعد دخول شهر رمضان . فشهر رمضان مهم للعرب وللمسلمين ولكنه ليس مهما لنتانياهو ولا لحكومته . على العكس ان حكومات الاحتلال في كل شهر رمضان تجعل حياة الفلسطينيين جحيما ، تغلق المدن وتمنع دخول العمال وتمنع الصلاة وتنصب الحواجز بين المدن عند موعد الإفطار ....
نتانياهو يحتاج هذه الأسابيع لتهيئة البيت الأبيض والإسرائيليين انه باق في سدة الحكم ، وان عليهم ان يتوسلوا امامه كي يشكل الحكومة الجديدة اذا خرج منها المتطرفون قبل موافقته على الصفقة . ويريد نتانياهو ان تخرج التظاهرات في تل ابيب تطالبه تطلبه هو بتشكيل حكومة جديدة يدخل فيها زعيم المعارضة يائير لبيد صاغرا وذليلا . ويحتاج الى ان تتوسل امامه عائلات الاسرى الإسرائيليين وعائلات جنود الاحتياط ورجال الاعمال والمزارعين وأصحاب الفنادق وعمال السياحة وشركات الطيران وأصحاب ورشات البناء وأهالي الأطفال ، ان يتوسل مستوطنو الشمال امامه ليعودوا الى منازلهم ، وان يبكي مستوطنو غلاف غزة لأجل ان يوافق على الصفقة .. وهو بعدها ان يفكر ويدرس الامر !!! .
كبار المحللين وقادة الأجهزة الأمنية وجنرالات الجيش صاروا يكتبون علنا : لماذا لا يوافق نتانياهو على الصفقة لاستعادة الاسرى الإسرائيليين ؟
وكلما ضاع رشدهم عادوا يبحثون مستقبل السلطة الفلسطينية ومستقبل أبو مازن . وكان الشأن الفلسطيني هو الذي يقلقهم وكأنهم مهتمون بالديموقراطية والحكم الرشيد !!
ما لم يحققه نتانياهو في هذه الحرب يريد تحقيقه من خلال الصفقة القادمة . جميع اهداف الحرب فشلت والان يريد ان يحصل عليها مجانا في السياسة .
يريد الأموال العربية لإعادة الاعمار دون ان تدفع إسرائيل دولار واحد تعويض للضحايا . يريد من السعودية تطبيع مجاني مع الاحتلال . يريد من العرب ان يهزموا حماس التي عجز عن هزيمتها . يريد من أمريكا ضمانات بالانتصار على حزب الله وعلى العراق وسوريا واليمن لأنه لا يملك ان ينفذ الوعد التي قدمها لناخبيه .
يريد أسابيع قبل الصفقة ، ويريد اشهرا طويلة وربما سنوات وإسرائيل ( في حالة حرب ) حتى تنقلب استطلاعات الرأي وتعود الأمور لصالحه ولن يعلن انتهاء الحرب الا اذا اعطته استطلاعات الرأي حسما جازما بانتصاره في أي انتخابات قادمة للكنيست.