|
مَن بعبع شرق الأوسط.. إسرائيل أم إيران؟
نشر بتاريخ: 20/02/2024 ( آخر تحديث: 20/02/2024 الساعة: 13:12 )
منذ سنوات طويلة، لا يزال يتردد أن إيران هي البعبع الذي يهدد الأمن والسلم في الشرق الأوسط ، إيران دولة عدائية تجاه جيرانها الإقليميين، إيران الأكثر إرهاباً، لكن ما نشهده حالياً من جرائم إبادة جماعية، خاصةً في قطاع غزة، كشفَ النقابَ عن حقيقةٍ مفادُها أن إسرائيل هي البعبع، الذي لن يعم الاستقرار العالمي الإ بردعِه ولجمِه. لم استخدم كلمة "بعبع"؛ لتثبيط المعنويات، والتشكيك في قدرتنا على هزيمة المحتلِ الإسرائيلي، فالإرادة العربية أكبر وأقوى من جيشِه، ومِن جيوش مَن يقفون وراءه ويدعمونه، فأبناءُ الأمة هم مَن هزموا الرومان في معركة اليرموك، بقيادة خالد بن الوليد، وهم مَن نجحوا في هزيمة الصليبيين، بقيادة صلاح الدين، وهم مَن بددوا أحلام نابليون بالسيطرة على مصرِ وبلاد الشام. لستُ مدافعاً عن إيران، ولست من أنصارِها، ولا أرغب في تجميلِ صورتِها في العقلية العربية، التي تعرضت على مدار سنوات لتراكمات، جعلت إيران بعبعاً، يهدد ديمومتهم، وأمنهم القومي، وأغفلت حقيقة أن إسرائيلَ اغتصبت أرضهم عامي 1948 و 1967، وأحرقت نار حمم طائراتها قرابة ثلاثين ألفاً في غزة منذ السابع من أكتوبر المنصرم. إنَّ التوترَ الدائر في البحر الأحمر،المتمثل في هجمات الحوثيين على السفن، سببُه العدوان الإسرائيلي على غزة، لذا فإن أوقف قادة الاحتلال وساسته حربَهم اللا إنسانية، سيتراجع الحوثي عن تهديداته، التي أضرت بحركة الملاحة، وسببت خسائرَ فادحة في الاقتصاد العالمي، وحركت القوات الدولية؛ لحماية السفن، مما أنذر بأن المنطقة باتت قاب قوسين أو أدنى من الاشتعال. أليست رصاصةُ الغدر الإسرائيلية هي مَن تستهدف أفذاذ الأمة وعباقرتها، من أمثال اينشتاين العرب "مصطفى مشرفة"، ويحيى المشد، وسميرة موسى، وغيرهم من علماءِ عصرهم وأبناءِ أمتهم، مِمَن أفنوا أعمارهم؛ خدمةً للنهضة العربية، لتصبحَ قادرةً على بناءِ حضارةٍ ذات شأن عظيم، تضاهي نظيرِتها الغربية، وتتفوق في الميادين كافة. ألم يدرك العربُ أن إسرائيل هي عدوهم الرئيسي، وأن واشنطن هي مَن صنعت من إيران عدواً لهم؛ لدبِ الرعب والخوف في نفوسهم، تحت ذريعة مجابهة الخطر النووي الإيراني؛ منعاً لاستمرارالضغوطات العربية على واشنطن؛ لتغيير سياساتها المنحازة كل الانحياز لإسرائيل. بات الأمر جلياً فيمَن يشكلُ بعبعَ الشرق الأوسط، وكذلك العالم، لذا على دولِ المنطقة خصوصاً، التحرك بشكل عاجل؛ لردعِ البعبع الإسرائيلي، والإ فإننا سنظل نراوح مكاننا ونصارعُ أنفسنا، ولن يرى أهلُ المنطقة شرقاً أوسطاً مستقراً، خالٍ من الحروب والنزاعات، ومن النعرات العصبية، ومن الأزمات الاقتصادية. |