|
الجمعة اليتيمة- 120 ألف مصل في الأقصى.. وحكايات الوصول إليه
نشر بتاريخ: 05/04/2024 ( آخر تحديث: 05/04/2024 الساعة: 21:54 )
القدس- تقرير معا- الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، لم تكن كالمعتاد؛ فأعداد المصلين أقل من كل عام، وساحات الأقصى وأروقته لم تمتلئ بالمصلين، أبواب الأقصى وأزقة البلدة القديمة المؤدية إليه لم تشهد الحركة النشطة؛ فإجراءات الاحتلال حالت دون وصول المصلين اليه بسهولة، منتهكة حق "حرية العبادة". مدينة القدس والبلدة القديمة ومحيطها والأقصى، تم تحويلهم الى ثكنة عسكرية، منذ ساعات فجر اليوم الجمعة؛ بنشر الآلاف من عناصر الشرطة في شوارع المدينة وطرقاتها وعلى الأبواب، ونصب السواتر والمتاريس الحديدية، وتخصيص ممرات للمشاة وأخرى للحافلات التي تقل المصلين الذين أجبروا على السير مسافات طويلة للوصول الى الأقصى، دون مراعاة كبار السن والمرضى والاحتياجات الخاصة. ولم تخلو الساعات الماضية "منذ الفجر حتى بعد الظهر"، من تسجيل الاعتداءات على الوافدين الى الأقصى، بالاعتداء بالضرب على المصلين خاصة على أبواب الأقصى "باب الاسباط والسلسلة"، شبح الشبان وتوقيفهم وتفتيش الحقائب وفحص الهويات، إضافة الى تحقيقات ميدانية معهم، وتنفيذ الاعتقالات، علما أن القوات ألقت القنابل الغازية من "طائرة مسيرة" على المصلين في الأقصى خلال وقفة لهم نصرة لأهالي القطاع بعد صلاة الفجر. الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك قال لوكالة معا أن 120 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الرابعة والأخيرة من شهر رمضان المبارك في الأقصى، لافتا أن هذه الليلة تصادف ليلة القدر، آملا أن يكون الوصول الى الأقصى بسهولة ويتمكن الجميع الوصول اليه، لإحياء ليلة القدر. وأضاف الشيخ الكسواني:" إذا تم مقارنة الأعداد التي وصلت اليوم الى الأقصى "في الجمعة الأخيرة من رمضان"، فقد كانت تصل أعداد المصلين لقرابة 320 ألف مصل، وفارق العدد هذا العام بسبب الحواجز والإجراءات والشروط المفروضة على دخول المصلين اليه خاصة أهالي الضفة الغربية. وقال الشيخ الكسواني:" ان هذه الأعداد التي تمكنت من اجتياز الحواجز والمسافات، تعكس وتدلل على حب الأقصى." كما تحدث الشيخ الكسواني عن تحضيرات دائرة الأوقاف الإسلامية لليلة القدر، من الدروس الدينية وصلاة قيام الليل، وتوزيع وجبات الفطور والسحور، ونشر فرق النظام المختلفة وحراس الأقصى وكافة الموظفين لتسهيل ما يحتاجه الوافدين اليه. الشيخ محمد حسين.. مفتي القدس والديار الفلسطينية وقال الشيخ محمد حسين محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية:" الزحف للأقصى هو دليل واضح على حبكم للأقصى المبارك، وإيمانكم بأنكم أنتم أيها الشعب الفلسطيني الصابر المرابط في غزة حيث العزة والشهداء وحيث الجوع ينهش الأطفال والنساء وأبناء شعبنا." ووجه في خطبته كلمة لأهالي غزة :" صبرا فالله تعالى يبتلي المؤمن، ولكم أجر الثبات والرباط والصبر على المصائب كلها". وتحدث الشيخ محمد حسين عن الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وعن ليلة القدر وفضلها. المصلون... الشوق للأقصى وإحياء ليلة القدر منذ ساعات فجر الجمعة، بدأ التوافد الى المسجد الأقصى المبارك، مئات الحافلات سيرت من كافة مدن وقرى الداخل الفلسطيني إضافة الى توافد المقدسيين اليه، وقبل ساعات الظهيرة وصل أهالي الضفة الغربية الى الأقصى بعد أن عبروا الطرق التفافية والترابية والحواجز المقامة على مداخل مدينة القدس. وهذا العام حددت سلطات الاحتلال مجموع من سيسمح لهم بالدخول أيام الجمع الى الأقصى من أهالي الضفة الغربية ب 10 الاف مصلٍ فقط، وكذلك حددت الاعمار، بمنع الرجال من هم دون ال55 عاما، والنساء دون ال50 عاماً، والسماح للأطفال دون سن 10 سنوات، إضافة الى تحديد الساعات للتصريح من الساعة الرابعة فجرا حتى الخامسة بعد العصر، وهذه الجمعة ولمصادفتها مع ليلة القدر سيتم تجديد "التصريح حتى الساعة العاشرة من صباح يوم غد السبت". مراسلة وكالة معا في القدس التقت بالمصلين الذين وصلوا الى الأقصى لأداء الصلوات فيه وإحياء ليلة القدر. السيدة بشرى قصراوي من مدينة بيت لحم أوضحت أنها الجمعة الأولى التي تتمكن فيها من الدخول الى الأقصى في شهر رمضان، فالأسابيع الماضية "لم يتم الموافقة لها على التصريح"، لافتة أن هذه الجمعة "يوجد استثناء" بأن التصريح سيكون لصباح يوم غد "وعلينا التوقيع/ البصمة على الحاجز "لتأكيد الدخول الى الضفة. وقالت قصراوي:" اليوم عندما صليت الجمعة في المنطقة المشجرة في الأقصى شعرت بأني في الجنة، الوصول الى الأقصى والقدس شعور لا يوصف.. نتمنى أن يتمكن الجميع من الوصول اليه. فلسطيني من مدينة رام الله 62 عاما قال:" نحن من حقنا العبادة والوصول الى الأقصى متى نشاء، عن أي تسهيلات يتحدث الاحتلال وقد حدد أعمار من سيسمح لهم بالدخول الى الأقصى، وحدد ساعات "التصريح" وهو من يتحكم بفتح واغلاق الحواجز.. الأصل أن نتمكن من الوصول الى الأقصى للصلاة بسهولة ودون أي شرط .. الإجراءات التي وضعت هي تقييدات لحرية العبادة وليست تسهيلات. وقال:" الصلاة كلشي بحياتنا... نتمنى الوصول اليه كل يوم وليس فقط في رمضان." أما نهاد أبو صالحة الذي وصول مع عائلته الى الأقصى من مدينة نابلس قال:" الحواجز والطرقات المؤدية الى القدس لا يوجد عليها حركة وضغط توافد، بسبب القيود التي فرضت على دخول المصلين الى الأقصى، مضيفا:" شهر رمضان هو فرصة أهالي الضفة الغربية للوصول والصلاة في الأقصى .. وهي فرصة لا تعوض بالنسبة لنا.. وياريت على مدار العام نتمكن من الوصول والصلاة في المسجد. وقالت حاجة من جنين 77 عاماً:" هذه الجمعة الأولى التي سنتمكن من صلاة المغرب والعشاء والتراويح في الأقصى وإحياء ليلة القدر فيه، الأسابيع الماضية كنا نؤدي صلاة الجمعة ونغادر الأقصى بسرعة لنتمكن من الوصول الى الحواجز قبل الساعة الخامسة بعد العصر "حسب التصريح"، سنستغل الساعات القادمة في هذا المكان المبارك للصلاة والدعاء وقراءة القرآن.
|