وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سؤال عالماشي/حملة أريحا ..المسؤولية والعقاب/بقلم :موفق مطر

نشر بتاريخ: 15/03/2006 ( آخر تحديث: 15/03/2006 الساعة: 17:28 )

.هل سيبادر مجلس الأمن القومي ومعهم مجموع القيادات الأمنية في السلطة إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء ما حدث ,خاصة وان العدوان قد تم في ظل تواجد رئيس السلطة القائد العام أبو مازن خارج البلد في مهمة رسمية, الأمر الذي يتطلب أن تكون جاهزية الأمن بكل صنوفه ومسمياته في أعلى درجاتها.

فما حصل يجب ألا يتم اعتباره عدوانا أو اجتياحا روتينيا, مع التأكيد بأن العدوان هو العدوان مادام يهدف لقتل مواطنينا ويدمر بيوتهم وممتلكاتهم, فخطورة الأمر هنا تنبع من حجم وتعدد الأهداف التي حققها الغزاة في هذه الحملة الحربية ,إذ لا يجوز أن تكون الأجهزة الأمنية غافلة عما يجري , أو أنها لا تراقب ولا تحلل التطورات السياسية وما قد يتبعها من تداعيات , ناهيك عن الحدس المهني الواجب تشغيله بأعلى طاقة من التنبه والحرص والاحتياطات اللازم توفيرها للتعامل مع قضية عليها اتفاق دولي وثقيلة كوزن موضوع عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الأمين العام للجبهة الشعبية ورفاقه !!

ففي ظل عملية تواطؤ خسيسة مع المراقبين الانكليز والأمريكان اجبر أبناؤنا في قوات الأمن الوطني على التعري وإظهارهم بصور لا تليق بالجندي الفلسطيني ,فمن الأولى أن نتنبه إلى النتائج الخطيرة المنعكسة حتما بصورة سلبية على المؤسسة العسكرية ومعنويات أفرادها وضباطها وقياداتها, فما لم تتخذ الإجراءات السريعة والقرارات الحكيمة والجريئة والسريعة والعادلة لكشف أهداف الاحتلال الصهيوني المغطاة حملته هذه المرة بخديعة المراقبين ,ستذهب بنجاح لأبعد من هدف اعتقال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه واللواء فؤاد الشوبكي.

فالشخصية العسكرية الفلسطينية قد استهدفت مباشرة في عملية الخيانة الثنائية لا الثلاثية لأنه من الحماقة اعتبار المحتلين أمناء. فكان سلاحهم القاتل المدمر لأسوار مقاطعة أريحا خير مثال على شخصية الغدر التي نعرفها فيهم_ لكننا أحيانا ننسى-!!

.ألا يتحمل قادة الأجهزة الأمنية الكبار المسئولية المباشرة عن النتائج التي آلت إليها معركة أريحا بالأمس, فهم كما يبدو قد فوجئوا بانسحاب المراقبين البريطانيين والأمريكيين , وبذات الوقت بوغتوا بقوات الاحتلال المحاصرة للمقاطعة والتي باشرت بعملية تدمير السجن.

صحيح أن عسكريين أبطال أبت نفوسهم أن يذل جيش العدوان الصهيوني شرفهم العسكري فتصدوا واستشهد رجال منهم وجرح عشرات في معركة واجه فيها هؤلاء الأبطال الدبابات والأباتشي بالسلاح الفردي, فهل نملك إلا أن نسجل في صفحة البطولة الفلسطينية أسماء هؤلاء الشهداء؟ ..ولكن, هل ستمر هذه الحملة وينقشع دخانها وتعود الى أريحا صفاء سمائها دون تحديد المسؤولية من طرفنا الفلسطيني, ومعاقبة من يثبت تقصيرهم في مهامهم,وبنفس الوقت تحديد مسؤولية المراقبين وكشف دور حكوماتهم بكل وضوح وتعرية أساليبهم المخادعة,لأخذ العبرة وإحكام أمورنا معهم.!!

أما الاحتلال الصهيوني فلا نقر بمبدأ معاقبته ولا تحديد مسؤوليته, لأن هذا ضرب من الجنون ,فمقاومة الاحتلال قانون مشروع ساري المفعول..لكن شريطة توافقه مع متطلبات المرحلة القائمة من الصراع وظروفها ووقائعها الدولية والإقليمية والمحلية الوطنية!

.متى سنطبق مبدأ التوازي بين الثواب والعقاب فتعليق الأوسمة على صدور الأبطال والجرحى وأسماء الشهداء, وتخلع وتنزع نسور مترهلة أو يتم تهبيط نجوم من على أكتاف كان حريا بها أن تظل عيون أصحابها يقظة وجباهها عالية؟!!..

أيكفي أن نعزي أنفسنا ببطولات شهداء وآلام جرحى هذه المعركة والمتصدين الذين بقوا أحياء, أم نبدأ بتطبيق منهج جديد لمحاسبة الجنرالات والضباط المسئولين وحتى الأفراد الذين لم يقوموا بواجباتهم ومهماتهم المنوطة بهم !!

ليس هذا وحسب بل يجب أن تصل الأمور إلى محاسبة المسئولين في المؤسسة المدنية وفي المستويات الرسمية التي من مهامها استقراء واستشراف الأحداث, لمعرفة سبب عدم قدرتهم على توقع أحداث كهذه ونصح القيادة السياسية العليا بها , وإلا فما معنى أن تنفلق سجلات الإدارة العسكرية وديوان الموظفين بمئات من المستشارين العسكريين والمدنيين , فيما نحن نأكل الضربة تلو الأخرى, ونتفنن في تعليق المسؤولية على الاحتلال الذي يسبقنا في الافتخار بمسؤولية "جيش الحروب المخادعة"عن عمليات نوعية يحقق فيها أهدافه.

أما نحن فلا نكلف نفسنا البحث عن سؤال كيف حدث, ولماذا حدث ما حدث, وما هي واجباتنا حتى لا يتكرر ما حدث , لأننا سرعان ما نهيئ أنفسنا للحديث " الملعلع" والظهور الانفجاري في صندوق الفرجة الفضائية , وكفى المؤمنين القتال .!!