|
المواجهة بين طهران وتل ابيب .الى اين؟
نشر بتاريخ: 21/04/2024 ( آخر تحديث: 21/04/2024 الساعة: 13:27 )
في 13-14 ابريل نيسان الجاري هاجمت ايران من داخل الاراضي الايرانية اسرائيل بالطائرات المسيرة وصواريخ بالستية في داخل اسرائيل و في العمق الاسرائيلي و في مساحات متعددة ، و على الرغم من اعلان ايران بخروج المسيرات و الصواريخ لمهاجمة اسرائيل ووصولها بعد تسع سنوات واسقاط عدد كبير منها قبل ان تصل الى اسرائيل وسقوط عدة صواريخ بالقرب من مفاعل ديمونا و في قاعدة نتيفيم العسكرية ومرورها فوق القدس وعلى الرغم من ذلك ، الا ان الرد الايراني يحمل في طياته العديد من الرسائل السياسية الى اسرائيل واهم تلك الرسائل "ايران لا تسعي الى حرب شاملة مع اسرائيل" . و السؤال المركزي هنا : كيف استقبل الاسرائيليين في المؤسسة الامنية و السياسية و الشارع الاسرائيلي الرد الايراني على قصف القنصلية الايرانية في دمشق ؟ هناك بعض الاراء التي وجدت في الرد الايراني مسرحية و هناك بعض الاراء من وجدت في الرد الايراني بعدا امنيا و استراتيجيا. ربما نبدأ بمصدر إسرائيلي يعبر بشكل كامل حول الموقف الإسرائيلي " صحيفة معاريف فقد نشرت " قالت مصادر إسرائيلية لشبكة ABC إن 5 صواريخ إيرانية أصابت القاعدة العسكرية" نفتيم "ولحقت أضرار بطائرة نقل من طراز C-130، وكان المدرج غير نشط، وكان مبنى التخزين خاليًا. وسقطت 4 صواريخ على قاعدة رامون، وبحسب التقرير، اخترقت 9 صواريخ نظام الدفاع الإسرائيلي، وليس 7 صواريخ كما صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. " وفي قراءة متأنية للرد الإيراني " يعتبر الهجوم الإيراني على إسرائيل حدثا مهما وحدثا كبيرا بهذا الحجم منذ النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، من ناحية استراتيجية و عسكرية وان كان محدود الا انه يحمل مجموعة من الرسائل السياسية الى دول المنطقة و أمريكا و إسرائيل : امام تلك المعطيات و الحقائق على الأرض نجد ان الهجوم الإيراني قد رسخ معادلة جديدة في الشرق الأوسط تقوم على امتلاك ايران لسلاح الردع وقدرتها على الرد على أي هجوم إسرائيلي وبالتالي فقد رسمت الخطوط الحمراء الجديدة للعلاقات الأمنية و السياسية مع إسرائيل وان كانت عبرالمسيرات و ليس عن طريق الدبلوماسية. ايران رسمت العلاقات الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط وسجلت انها لاعب رئيسي في رسم خارطة الشرق الأوسط و العلاقة مع دول الخليج والعلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية واكد للخليج بان امن الخليج من امن ايران. اوجدت ايران معادلة داخل المجتمع الإسرائيلي تقوم على ان إسرائيل بدون أمريكا و الغرب لا يمكن ان يعيشوا في الشرق الأوسط يوما واحدا ، عشرة مليون إسرائيلي قضوا ليلتهم في الملاجيء و بالتالي بروز أفكار ومفاهيم جديدة تتعلق بالتهديد الإيراني لوجود إسرائيل وعودة الفشل الاستخباراتي للموساد و الاستخبارات العسكرية في الرد الإيراني و بهذا الشكل و الحجم . و أخيرا .. هل الهجوم الإيراني له تداعيات على القضية الفلسطينية ؟؟ بالتأكيد الهجوم الإيراني ليس بعيد عن القضية الفلسطينية و والصراع الفلسطيني الإسرائيلي وان كان الهجوم الإيراني لا علاقة له بالحرب في غزة و لا علاقة له بالقضية الفلسطينية و لكن المواجهة بين ايران و إسرائيل اذا استمرت و تحولت الى صراع وحرب شاملة على المصالح الاقتصادية وحقول النفط في الخليج و الوجود الذي يتعلق الأيديولوجيا ، و السيطرة الاستراتيجية في المنطقة قد يأخذ بالصراع الى اتفاق سياسي يشمل القضية الفلسطينية و على الأقل نهاية حقبة الاحتلال و الاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
|