وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

يونس تقدم ورقة بحثية في الملتقى الدولي حول إعلام ما بعد الحقيقة

نشر بتاريخ: 29/04/2024 ( آخر تحديث: 29/04/2024 الساعة: 17:29 )
يونس تقدم ورقة بحثية في الملتقى الدولي حول إعلام ما بعد الحقيقة

في الملتقى الدولي حول إعلام ما بعد الحقيقة.. ورقة بحثية لنداء يونس حول الصور الإعلامية كأدوات لتقويض أبنية الحقيقة خلال حرب 7 أكتوبر

تونس- معا- خلال فعاليات الملتقى العلمي الدولي الذي ينظمه معهد الصحافة وعلوم الأخبار يومي 25 و26 أفريل 2024، تونس، وهو الملتقى الأول من نوعه الذي يتناول موضوع إعلام ما بعد الحقيقة في العالم العربي، سعت الباحثة الإعلامية د. نداء يونس في دراستها البحثية المعنونة: "التفكير في الموارد السيميائية والتزييف في الصور الرقمية كأدواتِ تقويضٍ لأبنية الحقيقة خلال حرب 7 أكتوبر: مقاربة سيميائية اجتماعية ما بعد رقمية"، والتي تعد الأولى من نوعها في هذا السياق، إلى فهم كيفية توظيف مؤسسات سياسية وإعلامية كبرى للصور خلال حرب 7 أكتوبر 2023 لإنتاج الواقع، وإلى استكشاف الإمكانات السياسية الأدائية للصور الإعلامية وقدرتها على تضليل الرأي العام وإعادة إنتاج أبنية الوعي والتلقي بإنتاجها للأيديولوجيات السياسية كحقائق.

ففي ظل تصاعُدْ التحذيرات في عصر إعلام ما بعد الحقيقة من طيف واسع من الممارسات الإعلامية والسياسية التي تستند إلى جملة واسعة ومعقدة من أدوات التضليل الإعلامي البصري؛ وندرة الدراسات البحثية التي تناولت توظيف الصور الإعلامية في عصر ما بعد الحقيقة وتحديدا في السياق الاستعماري لفلسطين؛ وكثافة رصد مدققي المعلومات منذ السابع من اكتوبر 2023 للتضليل الإعلامي، وتحديدا البصري؛ وبالانطلاق من افتراضها بأنه يمكن للصور المزيفة أن تكون مضللة بنفس القدر الذي تمتلكه الصور غير المتلاعب بها، وأن كلا النوعين من الصور لعب أدورا سياسية في معركة 7 اكتوبر باتجاه التضليل (الناعم) وتهميش الحقيقة، قامت الباحثة بتحليل عينة قصدية من الصور المزيفة والمضللة التي رصدها مسبار بالإضافة إلى عينة قصدية أخرى من الصور غير المتلاعب بها التي رصدتها الباحثة خلال فترة الحرب، والتي تعتقد بقدرتها على التضليل من خلال إعادة توزيع الموارد السيميائية باستخدام منهج وصفي تحليلي، وبالاتكاء على إطار نظري ومنهج سيميائي ما بعد رقمي منهجي حديث ومنظم لدراسة الصور والصور الرقمية كأدوات للتضليل وإعادة إنتاج السرد والتلقي متجاوزة بذلك المقاربات النظرية التقليدية.

وجدت الدراسة أن الصور تعمل الصور بمجملها على التآكل البطيء للأدلة ما يعني تورطها في عصر ما بعد الحقيقة الذي يبشر بإعلام شعبوي يقوم على قول ما لا يمكن ان يكون صحيحا ويتلفظ به شخص يعلم أنه غير صحيح للتضليل، بهدف تعزيز أجندات معينة أو لتضليل الرأي العام من خلال تأطيرات معينة لا تكتفي بتقديم السرد الإخباري، بل وتحدد التفسيرات الممكنة للصور، أو تبرر تدخلات سياسية يمكن أن تخضع للمساءلة أو تدفع المتلقين إلى رفضها ما لم تُستخدم المؤثرات الدرامية والتلاعب العاطفي.

ويكشف التحليل عن امتلاك الصور الاعلامية أدائية سياسية عالية تعمل على خلق معان اجتماعية وثقافية محددة للشيطنة ونزع الشرعية والسيطرة على السردية والفضاء العام، وعن تمييز في استخدام العناصر السيميائية مثل المنظور والمسافة والنظرة لصالح الإسرائيليين والموضوعات المختلقة والمزيفة والمنزوعة من سياقها والتي تدعم السردية الاحتلالية، وعن فرض الصور قراءات قسرية منحازة للواقع وتشويها للأحداث باستخدام نسق منهجي لإنتاج الصور ونشرها والتحكم باستهلاكها ضمن تأطيرات محددة تبني الذات الإسرائيلية وتبرر عدوانها من جهة، وتقوم بتشويه الذات الفلسطينية واختزالها وتشييئها؛ كما تعزز سردية الكرة والتحريض؛ كما تتجنب المؤسسات الإعلامية الكبرى توظيف الصور المتلاعب بها تقنيا، فيما تميل بدرجة أقل إلى استخدام صور لفلسطينيين على أنها لإسرائيليين. توظف المؤسسات الإعلامية والرسمية الإسرائيلية والناشطون والمتحدثون الرسميون وغير الرسميون في دولة الاحتلال الصور الكاذبة والمنزوعة من سياقها وحتى الصور المتلاعب بها تقنيا بالذكاء الصناعي، وحيث أنها مصدر لكثير من هذه الصور. كما يكشف التحليل عن أهمية التعليق، وهو عنصر لا غنى عنه في التضليل الإعلامي، ويعطي تأطيرا أعمق للصور ويربطها بالسياقات المرغوبة من قبل القوة المنتجة للصور.

توصي الدراسة بضرورة الاهتمام بالصور ودورها في بناء الرسائل السياسية المنحازة وفضح الانحياز البصري في وسائل الاعلام؛ ودراسة قدرة الصحفيين وغرف تحرير الصور في وسائل الاعلام على قراءة الصور وتحليلها؛ وإجراء المزيد من البحوث حول دور السخرية والكاريكاتور السياسي في عصر ما بعد الحقيقة ضمن أخرى.

يونس تقدم ورقة بحثية في الملتقى الدولي حول إعلام ما بعد الحقيقة